الجمعة، 22 نوفمبر 2024 10:52 ص

الأطفال يسألون الإمام.. كتاب لشيخ الأزهر يرد فيه على أسئلة النشء.. أبي مسلم وأمي أجنبية غير مسلمة كيف أتعامل معها؟.. يعجبني شكل شجرة الكريسماس ومظاهر الاحتفال به وأحب مشاهدتها في الأفلام الأجنبية هل هذا حرام؟

الأطفال يسألون الإمام.. كتاب لشيخ الأزهر يرد فيه على أسئلة النشء.. أبي مسلم وأمي أجنبية غير مسلمة كيف أتعامل معها؟.. يعجبني شكل شجرة الكريسماس ومظاهر الاحتفال به وأحب مشاهدتها في الأفلام الأجنبية هل هذا حرام؟ فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب
الأحد، 28 يناير 2024 01:00 م
كتب لؤى على
صدر حديثاً كتاب بعنوان "الأطفال يسألون الإمام" لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والذى يتضمن أسئلة كثيرة تدور في ذهن الأطفال الصغار لا يستطيع الكبار الإجابة عنها أحيانًا، ظنًّا منهم أنَّ تلك الأسئلة مسيئة للعقيدة، ويطلبون منهم التوقف عن ذلك، جاءت فكرة هذا الكتاب الذي جمع فيه أسئلة الأطفال ليجيب عنها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بنفسه ليرشدهم، ويعلمهم صحيح دينهم، وتكون رسالة تربويَّة لأولياء الأمور توجههم إلى أهمية الانتباه إلى أسئلة أبنائهم الصغار، والإجابة عنها بعقل متفتح؛ بل وتشجيعهم على التفكير والتدبر في أمور العقيدة وغيرها من الأمور في الحياة.
 
 
وفى هذا التقرير نرصد 10 أسئلة أجاب عنها فضيلة الإمام الأكبر وذلك على النحو الآتى:
 
لماذا تأتينا كل الاختراعات الحديثة من البلاد الغربية ونحن لا نخترع شيئًا مثلهم ؟
الحضارات الإنسانية حلقات متصلة لا يمكن أن تقوم للاحق قائمة من غير الاعتماد على السابق، وقد أسهم علماء المسلمين عبر تاريخهم في إنجازات علمية عديدة في الفلك والكيمياء، والرياضيات والهندسة والطب، وقد استفادت النهضة الأوروبية الحديثة استفادة بالغة بما قدمته الحضارة الإسلامية والعربية من إنجازات مادية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن العرب والمسلمين شركاء فاعلون في النهضة الصناعية الحديثة وما نتج عنها من تطور هائل في الاختراعات والتكنولوجيا، فالمئات إن لم يكن الآلاف من الباحثين المسلمين يعملون الآن في أرقى المؤسسات البحثية في العالم، والكثير منهم حصد العديد من الجوائز العلمية الكبيرة في كل العلوم.
 
 
نسمع عن مؤتمر المناخ للدول وكيف أن الإنسان تسبب في ارتفاع درجة حرارة الأرض. فهل تدمير الأرض بفعل الإنسان يمكن أن يكون هو يوم القيامة ؟
كل فساد يحدث على الأرض إنما هو من فعل البشر وكسبهم، قال الله تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٤١) [سورة الروم) .
 
لكن القول بأن فساد العالم هو يوم القيامة قول غير صحيح، فيوم القيامة لا يعلم وقته وميعاده إلا الله تعالى والأحداث المتسارعة قد تشير إلى اقترابها قال النبي ﷺ بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةِ كَهَاتَين) يعني: إصبعين، وفي رواية (إن كَادَتْ لَتَسْبِقُنِي) وأيضًا كل علامات الساعة الصغرى التي أشار إليها النبي ﷺ قد ظهرت وتحققت ولا يبقى إلا العلامات الكبرى.
 
وعلى كل مسلم التمسك بدينه والحفاظ عليه، ولا يشغل نفسه بغيره، وعليه أن يعيش يومه ولا يفكر في الغد أبدا لأنه بيد الله . فعليك أن تعيش حياتك وتسعد بها وتعمل من أجلها وتجتهد فيها وتنميها قدر استطاعتك ولا تفكر فيما سيحدث غدًا لأنه بيد الله. قال النبي إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةً، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا فعليك بالجد والاجتهاد، ولا تخف من شيء، واترك الأمور لله تعالى يدبرها ويديرها كيفما شاء، واعلم أنه بإيمانك بالله وتوكلك عليه فسيحفظك ويرعاك ويؤتيك من الأجر ما تحب وزيادة.
 
 
أعيش في بلد أجنبي. هل صداقاتي لزملاء لي بالمدرسة تتعارض مع ديني ؟
صداقاتك وتعاملاتك في البلد الأجنبي لا شيء فيها ما دمت تحافظ على نفسك ودينك؛ لأن الدين هو أغلى ما يمتلكه الإنسان، لأنه قوام الدنيا والآخرة، فإذا تعرض المرء لفتنة في دينه فعليه المغادرة لمكان يتمكن فيه من إقامة الدين، وهذا ما فعله النبي بالهجرة إلى المدينة، ولكن السفر والإقامة والصداقات والتعاملات في بلاد أجنبية لا إثم فيها مطلقا، وكان الصحابة يسافرون في كل مكان ويتعاملون ويصادقون غيرهم وليس في ذلك إثم ولا يتنافى مع الدين.
 
 
 
ما معنى رب العالمين ؟ هل تعني عالم الإنس والجن أم رب كل البشر على الأرض ؟
رب العالمين تعني رب كل موجود سوى الله سبحانه وتعالى، ودليل ذلك قول الله تبارك وتعالى : (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (۲۳) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (٢٤) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (٢٥) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (٢٦) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونَ (۲۷) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (۲۸) [سورة الشعراء) .
 
فالعالمين تعني كل شيء مخلوق من الإنس والجن والبهائم والحجر والشجر، وكل شيء هو خاضع لربوبية الله سبحانه وتعالى.
 
 
عندما علمت أن مصر تعاني من فقر مائي أصبحت أقتصد في الماء وأنا أفتح الصنبور دون أن يراني أحد . هل أثاب على ذلك ؟
 
الاقتصاد في استخدام الماء وعدم الإسراف والتبذير فيه من تعاليم الشرع الحنيف التي يجازي الله سبحانه وتعالى الناس عليها إن أطاعوا أو عصوا . قال الله تعالى: ﴿وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (٢٦) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (۲۷)) [سورة الإسراء) .
 
وروى أحمد وابن ماجه عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ: (مَا هَذَا السَّرَفُ ؟)، فَقَالَ : أَفِي الْوُضُوءِ سَرِفْ؟ قَالَ : نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ .
 
وإذا تأملنا هدي النبي في استخدام الماء فنجد اقتصاده فيه مما يدل على استشعار قيمة ونعمة الماء. فقد روى البخاري عن أنس رضي الله عنه أنه قال: (كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَغْسِلُ - أَوْ كَانَ يَغْتَسِلُ - بالصاع إلَى خَمْسَةِ أَمْدَادٍ، وَيَتَوَضَّأُ بالْمُدْ". والمد يساوي تقريبا نصف لتر من الماء.
 
أبي مسلم وأمي أجنبية غير مسلمة . كيف أتعامل معها ؟
التعامل مع والدتك يكون بالبر والإحسان والتودد والصلة كما أمر الله تعالى في كتابه بقوله: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ الَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (۲۳) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ منَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (٢٤) ) [سورة الإسراء)، والآية الكريمة لم تفرق بين أم مسلمة أو كتابية فهذا واجب للأم عموما دون النظر لديانتها، فعليك بالبر والمساعدة والطاعة لأمك إلا في حالة واحدة وهي لو أمرتك بمعصية الله، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. قال تعالى: ﴿وَوَضَيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (١٤) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبُهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٥)) [سورة لقمان) .
 
 
يعجبني شكل شجرة الكريسماس ومظاهر الاحتفال به وأحب مشاهدتها في الأفلام الأجنبية. فهل هذا حرام؟
إعجابك بالأشجار أيا كانت شيء جميل لا شيء فيه لأنها من خلق الله تعالى، ذات المنظر البديع الدال على عظمة الله وقدرته في خلقه، وكذلك جميع المناظر الطبيعية من حولنا حينما ننظر إليها ونرى جمالها لا نملك إلا أن نقول: سبحان الله.. تبارك الله أحسن الخالقين.
 
وقد أمرنا الله تعالى في كتابه بالنظر إلى ما في الكون والتدبر فيه. قال تعالى: وقُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّدْرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ (۱۰۱) [سورة يونس] . فكلما تمعن الإنسان في خلق الله المباح ازداد يقينا وإيمانا بالله تعالى، أما إعجابك بمظاهر الاحتفال بالكريسماس لا يحرم إلا إذا كان في هذه المظاهر أشياء محرمة أو عنف وإساءة، فحينها لا يجوز مشاهدتها ولا الإعجاب بها، وهذه الشروط ليست خاصة بالكريسماس فقط، وإنما هي شروط لكل الاحتفالات وغيرها، سواء كانت خاصة بالمسلمين أو بغير المسلمين، فالأصل في جميع الأشياء أنها مباحة إلا ما أتى الشرع الحنيف بتحريمه فيصبح حراما. ولكن يا بني لابد أن يكون لك ذاتية متفردة لا يستهويك أي شيء تراه فالله تعالى أعطانا العقل الضبط الأمور وتسييرها في مسارها الصحيح، هذا ما أريد أن تكون عليه فلا تنخدع بسفاسف الأمور والانسياق وراءها، وهذا ما ربى النبي أمته عليه، فقال : (لا تكونوا إمعة، تقولون : إن أحسن الناس أحسنا ، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وظنوا أنفسكم، إن أحسن النَّاسُ أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا). لقد اهتم النبي ببناء الشخصية المسلمة على التميز، واستخدام العقل والحكمة وعدم التقليد الأعمى، وعدم اتباع كل ما نرى أو نسمع أو السير خلف الناس دون روية وتبصر. وفي هذا الحديث يقول النبي ﷺ ناصحا للمسلمين : (لا تكونوا إمعة)، والإمعة هو الشخص الذي يقلد الناس بدون وعي ولا رأي، والمقلد والتابع لغيره يكون بلا شخصية ولا رأي، ولا يقوم رأيه على التصديق والاعتقاد، وهذا خطر على المقلد نفسه، وخطر على المجتمع لأنه يؤدي إلى إفراغه من التفكير والتعقل في الأمور .
 
الخلاصة : أن الإنسان لابد أن يكون له شخصية واعية لا يتبع كل ما يرى أو يسمع بدون عقل، وهذا ما يسمى بالهوية، فكل إنسان له هوية مستقلة يحافظ عليها، وكل دين له هوية يحافظ عليها أتباعه، فلا ينساق الشخص خلف رغبات نفسه دون هدف
 
 
يطلب مني أبي ارتداء النقاب بدءًا من العام القادم لكني لا أحب النقاب ولا أطيقه. فماذا أقول لأبي؟
النقاب ليس فرضا، وهو متروك لحرية المرأة إن شاءت أن تلبسه وإن لم ترغب في لبسه فلا شيء عليها ولا تجبر عليه، وإنما الفريضة التي أمر الله بها هي الحجاب أو الخمار وهو ما يغطي الرأس مع الرقبة والصدر ويظهر الوجه. قال تعالى: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ (۳۱)) [سورة النور] ، فالآية فيها أمر صريح بلبس الخمار، وعبر عنه تعالى بقوله: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ زيادة في التستر لما فيه من صون الأعراض، ولا يحتاج الأمر به بل تلبسه المرأة المسلمة من نفسها لأنه فرض عليها .
 
فإذا كان والدك يأمرك بالنقاب فتحدثي معه بالمنطق وبالأدلة من القرآن والسنة، وأن تظهري له من نفسك الحشمة والوقار حتى يطمئن عليك حين ذهابك وإيابك ويعلم أن ابنته ذات شخصية قوية تتمتع بالهدوء والرزانة، وصاحبة خلق ومبادئ، ولا يستطيع أحد أن يمسها بسوء، عند ذلك لن يأمرك بالنقاب لعلمه أنك في غنى عنه بأدبك وحشمتك وتعاملاتك مع الغير بحدود، ومن الممكن أن يتواصل والدك مع مركز الفتوى بالأزهر ليوضح له كيفية المعاملة الصحيحة مع الأولاد حتى لا تشدد عليهم.
 
 
221573-31
 

 

90131-30
 

 

86158-29
 

 

98038-27
 

 

108242-28
 
82839-26
 

print