دائما ما يرتبط الفلاح المصرى بالشهور القبطية لمعرفة مواسم الحصاد والزراعة، حيث يعود إلى عام 1235 قبل الميلاد، حينما قسم الفراعنة السنة بأمر بطليموس الثالث، وارتبط هذا التقويم بالزراعة والحصاد عند المصريين، واستمر حتى اليوم لأنه الأدق بالنسبة للفلاحين، وحملت الشهور أسماء مصرية قديمة "هيروغليفية" ثم حورت إلى القبطية، وقبيل بداية شهر أمشير الذى تكثر فيه الرياح الشتوية، يعتقد الكثيرون أنه "يستلف 10 أيام من شهر طوبة الذى يسبقه".
ويبدأ غدًا الجمعة، شهر أمشير القبطى والذى يعد أعنف الشهور القبطية، حيث يطلق عليه "زعابيب أمشير" لكثرة العواصف الترابية التي قد تملئ سمائه، شهر أمشير هو الشهر السادس من بين شهور القبطية، ويشتهر بنشاط الرياح وبرودة الجو.
أمثال شهر أمشير
ويعتبر شهر أمشير الشهر السادس من الشهور القبطية، حيث يأتى بعد انتهاء شهر طوبة مباشرة، ويرتبط ببعض الأمثال الشعبية منها:
أمشير يفصص الجسم نسير نسير
أمشير أبو الزعابيب الكتير
أمشير ياخد العجوزة ويطير
أمشير يخلي العجوزة جلده والصبية قردة
أمشير أبو الزعابيب يخلي العجوزة تقيد الحصير
أمشير تساوى الطويل مع القصير
وشهر أمشير يلي طوبة ويسبق شهر برمهات فى هذا التقويم القبطى ، وهو تقويم شمسى يعتمد أساسًا على التقويم المصري القديم، وضعه قدماء المصريين لتقسيم السنة إلى 13 شهرا، حيث يعتمد على دورة الشمس، كما أنه الأدق نوعاً ما من حيث ظروف المناخ والزراعة خلال العام ، ولهذا يعتمد عليه المزارع المصري في مواسم الزراعة والمحاصيل الذى يقوم بزراعتها من آلاف السنين وحتى الآن.
وفى شهر أمشير تكثر الرياح الشتوية من موجة من البرد ويعتقد الناس أنه يستلف 10 أيام من شهر طوبة الذى يسبقه وفى نهايته تغير الرياح اتجاهها فتهب من الجنوب مع أعاصير أحيانًا وتتبدل برودتها إلى سموم وهى الرياح الساخنة التى ينضج الزرع بسببها ويقول المثل " أمشير تساوى الطويل مع القصير" يعنى الزرع ويكثر تساقط أوراق الأشجار بسبب الهبوب والسموم الحارقة كما أن هذه الرياح لها خاصية تجعل السنابل الرى تمتلىء بعد ممتلئة ليتساوى الزرع فى مواعيد الحصاد.
مسميات الشهر
واستمد أمشير إسمه من "مجير" رمز الريح لدى قدماء المصريين وبنهاية شهر أمشير تبدأ الأحوال الجوية في التحسن، ويأتى من بعده برمهات فصل النماء عند قدماء المصريين الذى ينحسر فيه فيضان النيل وتنمو المحاصيل.
وأطلق الفلاح المصرى القديم عدة مسميات على شهر أمشير، منها:
- "مشير".. والمقصود بها عشرة الغنّامى حيث ينخدع راعى الغنم بالجو الدافئ الذى يتغير بعد ذلك.
- "مشرشر".. أو عشرة الماعز، وتعود هذه التسمية إلى شدة البرد وهبوب الرياح، وسقوط المطر.
- "شراشر" ويطلق عليها أيضاً عشرة العجوزة، بسبب أن الجو لايناسب كبار السن، لذلك يفضلون الجلوس فى المنزل ولا يتحركون بالخارج إلا عند ظهور الدفء.
وكما وصف الإنسان المصرى بعض المواقف بشهر أمشير، وعبر عنها من خلال أمثلة شعبية، وهى :
- "أمشير أبو الزعابيب الكتير ياخد العجوزة ويطير"، وذلك لأن الشهر يتميز بالعواصف والرياح، الذى لا يستطيع كبار السن الخروج فى هذا الطقس.
- "أمشير أبو الزعابيب الكتير"، وذلك لوصف الشهر بأنه كثير الرياح والعواصف.
- "أمشير يخلى العجوزة جلدة والصبية قردة" وذلك وصف أيضاً لتأثير الطقس على السيدة العجوز التى لا تستطيع مقاومة البرد بعكس الشابة.
- "الاسم طوبة والفعل لأمشير" وتقال لوصف الشخص الذى يظهر بأنه هادئ، بينما يفعل سلوكا متهورا.
- "أمشير أبو الزعابيب يخلى العجوز تقيد الحصير"، ويعنى أن من شدة البرد، يجعل العجوز تستغنى عن الحصير وتشعله للشعور بالتدفئة فى ليالى الشتاء.