الجمعة، 22 نوفمبر 2024 12:20 م

السباق الصعب لعرقلة "اجتياح رفح"..هدنة الـ6 أسابيع على طاولة تل أبيب وحماس..والقاهرة تفتح أبوابها لوفود غربية وعربية لعقد مباحثات.. إسرائيل تهدد باجتياح رفح حال انهيار المفاوضات.. وأبو مازن يناشد حماس "المرونة"

السباق الصعب لعرقلة "اجتياح رفح"..هدنة الـ6 أسابيع على طاولة تل أبيب وحماس..والقاهرة تفتح أبوابها لوفود غربية وعربية لعقد مباحثات.. إسرائيل تهدد باجتياح رفح حال انهيار المفاوضات.. وأبو مازن يناشد حماس "المرونة" القاهرة تستضيف اجتماعات المفاوضات
الأربعاء، 14 فبراير 2024 10:00 م
كتبت آمال رسلان

تحولت القاهرة بين ليلة وضحاها إلى عاصمة عالمية تتهاوى عليها الوفود من كل حدب وصوب بحثا عن حلول للأزمات المشتعلة في المنطقة، وخلال 24 ساعة فقط استقبلت العاصمة المصرية كبار المسئولين من أمريكا وقطر وإسرائيل وحركة حماس، فضلا عن الزيارة التاريخية للرئيس التركى رجب طيب أردوغان التي تعد الأولى منذ 11 عاما، ووسط تلك المباحثات جميعا كان قطاع غزة حاضرا بقوة على طاولة الاجتماعات المختلفة، لتنسيق الجهود أملا في التوصل لتهدئة توقف الحرب في القطاع المنكوب وتنقذ الأبرياء، وتسمح بدخول المساعدات.

واستحوذت الاجتماعات الرباعية في القاهرة والتي ضمت مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني ورئيس المخابرات الإسرائيلية ديفيد بارنيا، على الاهتمام العالمى حيث تسارع جميع الأطراف الزمن للتوصل إلى هدنه تؤدى إلى وقف الحرب قبل اجتياح وشيك للجيش الاسرائيلى لرفح المكتظة باللاجئين والنازحين الفلسطينيين، في إنذار بمجزرة أوشكت على الحدوث.

وعقب مغادرة الوفد الاسرائيلى من المرتقب أن تلتئم الاجتماعات الرباعية مرة آخرى ولكن بحضور وفد حركة حماس بدلا من الوفد الاسرائيلى للتشاور حول البنود التي تم التوصل لها، وتقول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن المفاوضات في القاهرة تركز على إطلاق سراح الرهائن مقابل وقف إطلاق النار، وتلفت الصحيفة إلى أن الوسطاء يسعون للتوصل لاتفاق يوقف الحرب، مع تزايد المخاوف الدولية من خطة إسرائيلية لمواصلة الهجوم البري على مدينة رفح وهي المعقل الأخير تقريباً للنازحين من شمال ووسط القطاع إلى جنوبه.

وتنقل صحيفة الجارديان عن مسؤولين على اتصال مباشر بالمحادثات الجارية في القاهرة أن إسرائيل وحماس "تحرزان تقدما" نحو التوصل إلى اتفاق يؤدي لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، في وقت تواجه فيه إسرائيل انتقادات دولية متزايدة بسبب سلوكها في الحرب على غزة، والتي أودت بحياة نحو 29 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء.

وأشارت الصحيفة نقلا عن دبلوماسي غربي في القاهرة إلى إن هناك مقترحاً بهدنة تصل مدتها إلى ست أسابيع مطروحة على الطاولة، بعد أن رفض نتنياهو مقترح حماس، ومسودة مقترح حماس تضمنت وقفاً للحرب في المرحلة الأولى ومدتها 45 يوماً، يخلى خلالها جميع المحتجزات الإسرائيليات وكبار السن والمرضى والذكور دون سن 19 عاماً، مقابل النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في سجون إسرائيل.

ويشمل المقترح في المرحلة الأولى أيضاً انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وبدء عملية لبناء المستشفيات ومخيمات اللاجئين، وأما المرحلة الثانية من مقترح حماس فتشمل تبادلاً لبقية المحتجزين الإسرائيليين مقابل الفلسطينيين في سجون إسرائيل، ومغادرة القوات الإسرائيلية غزة بالكامل. وفي المرحلة الثالثة يتبادل الجانبان الجثامين.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن نقطة الخلاف تتركز بين الجانبين حول عدد الفلسطينيين الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم، وعددهم1500 سجين، ثلثهم تريد اختيارهم من قائمة الفلسطينيين الذين حكمت عليهم إسرائيل بالسجن مدى الحياة، وقال مسؤول أمريكي للصحيفة إنه "لم يحدث انفراج أو انهيار في المفاوضات"،

ونقلت وسائل إعلام عبرية أن المسؤولون الإسرائيليون حذروا خلال الاجتماعات من أنه إذا فشلت حماس في قبول شروط إسرائيل لوقف مؤقت لإطلاق النار، فإن الجيش الإسرائيلي سوف يواصل هجومه في رفح، حيث تهدد إسرائيل بتوسيع هجومها نحو رفح، وسط تحذيرات من وقوع مجازر بحق المدنيين وتفاقم الأوضاع الإنسانية، بعد نزوح مليون فلسطيني من شمال قطاع غزة إلى رفح.

وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في لقاء جمعه بوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في الدوحة الثلاثاء، أن أي اتفاق "يجب أن يضمن وقف إطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع وإنجاز صفقة تبادل جدية"، فيما قالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إن مسؤولاً مصرياً كبيراً لفت إلى أن الاجتماع يركز "على صياغة مسودة نهائية لاتفاق وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، مع ضمانات بأن الأطراف ستواصل المفاوضات نحو وقف دائم لإطلاق النار وسط اقتراحات بإحراز تقدم".

وطالب رئيس دولة فلسطين محمود عباس أبو مازن، حركة حماس بسرعة إنجاز صفقة الأسرى، لتجنيب الشعب الفلسطيني ويلات وقوع كارثة أخرى لا تحمد عقباها ولا تقل خطورة عن نكبة عام 1948، ولتجنب هجوم الاحتلال على مدينة رفح، الأمر الذي سيؤدي إلى وقوع آلاف الضحايا والمعاناة والتشرد لأبناء الشعب، وناشد أبو مازن، الإدارة الأمريكية والأشقاء العرب، العمل بجدية لإنجاز صفقة الأسرى بأقصى سرعة، وذلك لتجنيب أبناء الشعب الفلسطيني ويلات هذه الحرب المدمرة.

ونوه بأن الاحتلال الإسرائيلي يشن حربًا مفتوحة على قطاع غزة؛ أدت إلى استشهاد المئات من أبناء الشعب الفلسطيني يومياً، إضافة إلى اقتحام الضفة الغربية والقدس، وغير ذلك من تصعيد إسرائيلي خطير، مضيفًا: "لذلك لا بد من تحمل مسؤولياتنا لوقف هذه الحرب الشاملة على الشعب الفلسطيني"، مضيفا :"نحمل الجميع مسئولية وضع أية عراقيل من قبل أية جهة كانت لتعطيل الصفقة، لان الأمور لم تعد تحتمل، وقد آن الأوان أن يتحمل الجميع المسئولية".

واستطرد: "نريد أن نحمي شعبنا من تداعيات أية كارثة خطيرة ستقع عليه، لذلك علينا أن نتخذ القرارات التي تخدم مصالح شعبنا وحمايته، لنستطيع الدفاع عن قضيتنا ومصالحنا الوطنية، من خلال وقف العدوان، والاعتراف بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، والاستمرار في هجومنا السياسي الشامل لدى مجلس الأمن الدولي وبقية المؤسسات الدولية للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة لدولة فلسطين".

تأتى تلك التحركات فيما لا يزال نحو مليون ونصف مليون فلسطيني يواجهون تهديد هجوم على رفح التي تشكل ملاذهم الأخير وفي ظل إقامة العديد من النازحين الغزيين في ملاجئ مؤقتة أو خيام في ظروف مزرية، مع صعوبة الحصول على مياه الشرب الآمنة أو الغذاء، يقول المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك تعليقاً على خطة إسرائيل بشن هجوم بري على رفح، إن أي هجوم سيكون "مرعباً" والعديد من المدنيين "سيقتلون على الأرجح".

 


print