تقود الدولة المصرية رؤية هى الأشمل لإنهاء العدوان الإسرائيلى على غزة بل وحل الصراع العربى - الإسرائيلى من جذوره، أعلنت عنها منذ بداية العدوان فى أكتوبر 2023، وحظيت بتأييد القوى الدولية.
رؤية القاهرة لوقف الصراع العربى – الإسرائيلى، متمثلة فى خارطة طريق تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية، وإحياء مسار السلام، من خلال عدة محاور، تبدأ بالتدفق الكامل والآمن، والسريع والمستدام، للمساعدات الإنسانية لأهل غزة، ثم التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار، ثم البدء العاجل، فى مفاوضاتٍ لإحياء عملية السلام، وصولًا لأعمال "حل الدولتين"، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، التى تعيش جنبًا إلى جنب، مع إسرائيل، على أساس مقررات الشرعية الدولى، مع العمل بجدية على تدعيم السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، للاضطلاع بمهامها، بشكل كامل، فى الأراضى الفلسطينية".
وكررت مصر رؤيتها التى تستهدف حلًا عادلًا وشاملًا يضمن الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط، من خلال إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، رؤية أجهضت من خلالها المخططات الغربية تنحاز لإسرائيل وتستهدف استبعاد غزة من سيناريو حل الدولتين وتخطط لاستبعاد فصائل فلسطينية معينة من المشهد وإقصائها.
ثفة الدول الكبرى فى الرؤية المصرية لانهاء العدوان الاسرائيلى دفعها لكثيف مباحثاتها مع القاهرة على مدار الأشهر الماضية، على نحو ما جاء فى اتصال الرئيس الفرنسى "إيمانويل ماكرون" بالرئيس السيسى حيث وأكدا ضرورة تعاون الأطراف المعنية لضمان تحقيق تقدم يؤدى إلى حقن الدماء وتخفيف المعاناة الإنسانية الحالية فى القطاع، بالإضافة إلى دفع مسار حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، باعتباره المسار الوحيد القادر على تحقيق الأمن الحقيقى والاستقرار المستدام فى المنطقة.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال الاتصال، موقف مصر القاطع برفض تهجير الفلسطينيين إلى مصر بأى شكل أو صورة، وهو الموقف الذى يحظى بتوافق دولى كامل، كما أكد الرئيس الفرنسى دعم فرنسا التام لموقف مصر؛ وشدد الرئيسان على خطورة أى تصعيد عسكرى فى رفح لتداعياته الإنسانية الكارثية على حوالى مليون ونصف المليون فلسطينى بهذه المنطقة، كما حذر الرئيسان من خطورة توسع الصراع على المستوى الإقليمى ومن ثم ضرورة الدفع السريع لجهود وقف إطلاق النار والتهدئة الإقليمية.
وتعكس الاتصالات واللقاءات والزيارات المكثفة للمسئولين ثقتهم فى رؤية الدولة المصرية، وبخلاف فرنسا هناك تناغم فى المواقف المصرية الأمريكية، ففى يناير 2024، طرق بايدن أبواب القاهرة فى اتصال هاتفى بالرئيس السيسى، ناقش الرئيسان تطورات الجهود الجارية للتوصل لوقف إطلاق نار إنسانى، بهدف حماية المدنيين، وتبادل المحتجزين والرهائن والأسرى، وإنفاذ المساعدات الإنسانية، وبما يدفع فى اتجاه خفض التوتر وإنهاء الأوضاع الراهنة.
وحرص الرئيس على استعراض المبادرات والجهود المصرية للتواصل مع الأطراف المعنية بهدف التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار، وأشاد الرئيس الأمريكى بالدور المحورى الذى تقوم به مصر، وجهودها الإيجابية على جميع المسارات ذات الصلة بالأزمة الحالية، مؤكداً تقدير الولايات المتحدة للمواقف المصرية الداعمة للاستقرار فى المنطقة، مؤكدا دعم الولايات المتحدة لجهود مصر الدؤوبة لإنفاذ المساعدات الإنسانية للمدنيين فى قطاع غزة.
وجدد الرئيسين الموقف الثابت لمصر والولايات المتحدة برفض أية محاولات لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، مع التوافق على حل الدولتين باعتباره أساس دعم الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط.
وهناك تأييد أمريكى للرؤية المصرية لحل الصراع من جذوره، وسبق أن قال مستشار الأمن القومى الأمريكى جيك سوليفان أن حل الدولتين هو المفتاح الوحيد لتحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط على المدى الطويل.