تحول كبير فى الموقف الأمريكى تجاه الحرب فى غزة التى دخلت شهرها الخامس وراح ضحيتها أكثر من 30 ألف شهيد فلسطينى أغلبهم من الأطفال والنساء، فبدلا من أن حديث واشنطن كان دائما حول حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها أصبح هناك إشارة إلى المدنيين الأبرياء الذين سٌلبت أرواحهم نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلة والوضع الإنسانى المتفاقم الذى يعيشه النازحين داخل القطاع.
وفى خضم حديث تل أبيب عن عملية عسكرية وشيكة فى مدينة رفح الفلسطينية أكدت الخارجية الأمريكية أنها لاتريد لتلك الحرب أن تستمر يوما أخر ولا تتحمل رؤية ضحية مدنية جديدة، وقال سامويل وربيرج المتحدث الإقليمى باسم الخارجية الأمريكية فى حوار لبرلمانى إن إقامة دولة فلسطينية هى الحل الوحيد لتلك الأزمة، معترفا بحق الفلسطينين فى الحرية والكرامة والأمن، مشيدا بدور مصر فى حماية الفلسطينيين وقضيتهم بل وبدورها فى ضمان استقرار وأمن المنطقة بأكملها، مؤكدا أن التواصل مع مصر والشركاء الإقليميين سيستمر حتى تنتهى الأزمة.
طرحنا خلال اللقاء جميع الملفات الحساسة التى تهدد أمن المنطقة، حيث اعترفت الخارجية الأمريكية بدور منظمة الأونروا المحورى فى دعم اللاجئين إلا أنها تنتظر نتيجة تحقيقات الأمم المتحدة فى الاتهامات الموجهة لبعض موظفيها بالضلوع فى هجوم "طوفان الأقصى"، وكشفت حقيقة الخلاف بين واشنطن وتل أبيب، وتحدثت عن تواجد القوات الأمريكية فى العراق والحوار المفتوح مع بغداد حوا استمرار تواجدها.
دعنا نبدأ من الأزمة فى رفح والتهديد الإسرائيلى بعملية عسكرية وشيكة .. كيف ترى واشنطن تداعيات هذه العملية؟
الولايات المتحدة ترى أن الظروف الأن فى رفح صعبة جدا، ولاترى أن الوقت مناسب لإسرائيل لبدء أى عملية عسكرية فى هذا الوقت، ولابد أن أى خطة لعملية عسكرية تأخذ فى عين الاعتبار أمن وصحة أكثر من مليون فلسطينى نزحوا لرفح، نحن لانرى من جانبنا الظروف مناسبة لشن عملية عسكرية ونحن سنبقى فى تواصل مع الجانب الإسرائيلى حول خطتها.
كيف يمكن لواشنطن أن تقنع إسرائيل بالعدول عن العملية العسكرية؟
كما ذكرنا نحن فى تواصل مستمر مع الجانب الإسرائيلى من خلال الاتصالات المتكررة بين الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأيضا زيارة وزير الخارجية الأمريكية أنتونى بلينكن للمنطقة، وأيضا وزير الدفاع لويد أوستين مع القادة الإسرائيليين، نحن لا نرى ظروف مناسبة مع تواجد هذا العدد من السكان المدنيين فى رفح ونقص فى الغذاء والدواء، ونحن سنستمر فى هذه الاتصالات مع الجانب الإسرائيلى، وحتى الآن واشنطن لم ترى أى خطة من الجانب الإسرائيلى تخص عملية عسكرية فى رفح.
اذا تمت العملية فهذا يدفع الفلسطينيين للفرار من رفح، وبالتالى الضغط عليهم للتهجير القسرى.. ما الموقف الأمريكى؟
منذ شهور والولايات المتحدة أكدت على مبادئها بأنها ضد أى تهجير قسرى للفلسطينيين من أراضيهم، وتعتبر واشنطن أن كل شبر من قطاع غزة أراضى فلسطينية ونحن ضد التهجير القسرى تماما.
إذا تحدثنا عن المساعدات الإنسانية كيف ترى واشنطن الدور المصرى فى هذا الملف؟
الولايات المتحدة كانت فى تنسيق مع الجانب المصرى منذ بداية الهجمات فى 7 أكتوبر ونحن نوجه شكر للجانب المصرى والحكومة المصرية للجهود التى بذلتها ليس فقط لإدخال المساعدات الفلسطينية ولكن أيضا بالنسبة للجهود حول إطلاق صراح الرهائن والمناقشات بعد هذه الحرب.
تتحدث عن المدنيين والأزمة الانسانية فى قطاع غزة ولكن فى نفس الوقت يوجه الرئيس بايدن الكونجرس لإقرار مساعدات لإسرائيل.. كيف يمكن أن نفهم هذا التناقض فى الموقف الأمريكى؟
فى الحقيقة هذا اتهام لواشنطن غير مبرر ونحن لا نقبل اتهام امريكا بالمساهمة فى قتل الأطفال والمدنيين، أما عن الدعم الأمريكى لإسرائيل فمن المعروف أن الولايات المتحدة لها علاقة قوية ووطيدة مع إسرائيل منذ عقود، ونحن نرى أن إسرائيل لها الحق فى حماية مواطنيها من أى هجمات، ولكن يجب التوضيح أن جزء كبير من أموال التمويل الذى طلبه البيت الأبيض مساعدة إنسانية للشعب الفلسطينى، إذاً ليس فقط البيت الأبيض يطلب من الكونجرس ميزانية لدعم إسرئيل ولكن أيضا هناك مبلغ من التمويل لدعم الشعب الفلسطينى.
مصر معنية بالدرجة الأولى بالقضية الفلسطينية.. كيف تصف لنا درجة التنسيق بين واشنطن والقاهرة فى الفترة الأخيرة حول ملفات المفاوضات والمساعدات الإنسانية وغيرها؟
الولايات المتحدة كانت ومازالت لها علاقة قوية مع مصر وهذه العلاقة تتعلق بالتنسيق الأمنى والدفاعى ونحن لدينا مصالح مشتركة بالنسبة للأمن والاستقرار فى المنطقة، ونحن نرى أن هناك تحديات الأن لكل هذه الملفات "الأمن والاستقرار وأيضا الازدهار"، وستبقى فى هذا التنسيق عن كثب مع مصر.
منذ بداية الهجمات رأينا كيف أن الجانب الأمريكى دائم الاتصال بالمسئولين فى مصر ووزير الخارجية يزور مصر ويعقد لقاءات مع المسئولين فى القاهرة، والاتصالات المستمرة بين الرئيسيين الامريكى جو بايدن والمصرى عبد الفتاح السيسى، ودائما يجب أن ندرك الدور الجوهرى الذى تلعبه الدولة المصرية بالنسبة لاستقرار المنطقة.
هل من الممكن أن نرى هدنة قريبة توقف سفك الدماء؟
الحقيقة ليس هناك مزيد من التفاصيل التى يمكن أن اشاركها مع وسائل الاعلام فى الوقت الحالى لأن الملف حساس جدا، ولكن واشنطن تعمل بكل جد على حماية مواطنيها لازال هناك بعض المواطنين الأمريكيين محتجزين فى قطاع غزة، ولذلك نحن نبذل كل ما فى وسعنا للوصول إلى اتفاق يضمن اطلاق سراحهم، ونحن فى تواصل مع كل الأطراف فى المنطقة التى لديها تواصل مع حماس، لاننا ليس لدينا تواصل مع الحركة الفلسطينينة، كل تلك المفاوضات مستمرة.
تحدثت واشنطن عن إمكانية الاعتراف بدولة فلسطين قبل الدخول فى مفاوضات سلام.. هل هذا الطرح ممكن تحقيقه؟
ليست الولايات المتحدة وحدها التى عليها أن تأخذ القرار، فنحن نرى أن حل الدولتين وتأسيس وإقامة دولة فلسطينية هذا هو المستقبل بدون شك، ونحن بالرغم من كل هذه الصعوبات التى أمامنا من المعركة المستمرة فى قطاع غزة والوضع السئ من اللازم على الأقل أن نبدأ الحوار مع شركائنا وحلفاؤنا والإسرائيليين والسلطة الفلسطينية والدول المجاورة منها مصر بدون شك، ماذا سيكون بعد هذه الحرب، الشعب الفلسطينى يستحق نفس التدابير من الحرية والكرامة والامن والاستقرار مثل الإسرائيليين، اذن كيف سنصل إلى هذا الحل من اللازم أن نبدأ الحوار حول إقامة دولة فلسطينية، ولكن الولايات المتحدة لا تفرض إرادات على الشعب الفلسطينى أو الإسرائيلى، لذلك هذا الموضوع دائما مطروح فى كافة اجتماعاتنا مع المسئولين فى المنطقة.
ما هى حقيقة الخلاف بين إسرائيل وأمريكا نتيجة تعنت حكومة نتنياهو فى بعض الملفات منها اجتياح رفح والمفاوضات؟
إسرائيل دولة لها سيادة وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية وشئ عادى وتبعى أن واشنطن لن تتفق فى كل الملفات مع حلفائها، وخاصة فى هذه الظروف الصعبة فى قطاع غزة، وعندما الرئيس بايدن وكلنا كمسئولين أمريكيين نرى بعيينا كيف الشعب الفلسطينى يعانى من نقص فى الغذاء والدواء، نحن لانريد أن نرى يوم أخر من هذه الحرب ولا قتيل آخر من المدنيين الفلسطينيين ولذلك نحن نعبر فى كل تواصلنا مع قادة إسرائيل عن القلق لدينا ونعطية نصائح ونطرح الأسئلة الصعبة بسبب العلاقات لدينا مع إسرائيل فنحن لدينا باب مفتوح لطرح تلك المخاوف ماهى الرؤية وماهى الخطة الإسرائيلية.
أوقفت واشنطن تمويل منظمة الأونروا أصبح التهديد الإنسانى للفلسطينيين أكبر .. كيف ستتعامل الولايات المتحدة مع تلك الأزمة؟
نحن نتمنى أن نرى نتيجة تحقيقات الامم المتحدة حول هذه القضية فى أسرع وقت ممكن، لان امريكا فى هذه الإدارة تدرك أن الاونروا تلعب دور جوهرى ليس فقط فى قطاع غزة ولكن أيضا لتوفير الخدمات الأسياسية من غذاء ودواء وتعليم وأشياء آخرى لكل الفلسطينيين اللاجئين فى بلدان آخرى ومجاورة، لذلك نحن ليس لدينا أى شك فى أهمية الأونروا، ولكن يجب أن ندرك أن الأمم المتحدة هى نفسها التى كشفت عن تفاصيل اتهام موظفيها وهى التى بدأت بالتحقيقات لذلك نحن ننتظر نتيجة التحقيق، والإيقاف للتمويل مؤقت حتى تنتهى التحقيقات.
الحرب فى غزة كان لها تداعيات على القوات الأمريكية فى المنطقة وخاصة فى العراق التى تعرضت لهجمات ثم رأينا رد أمريكى على تلك الهجمات، وبدأت بغداد تتحدث عن رغبتها فى خروج قوات أمريكا.. ما موقف أمريكا؟
منذ سنوات الولايات المتحدة كان لديها علاقة قوية مع الحكومة العراقية وكل الجيش الأمريكى والجنود المتواجدين الآن فى الأراضى العراقية موجوديين بدعوى وطلب من الحكومة العراقية وكما سمعنا من وزير الدفاع الامريكى نحن سنبدأ حوال فى اللجنة العليا للشئون الدفاعية بين البلدين وسنناقش كل هذه التفاصيل مع الحكومة ولكن يجب ان نشدد على نقطة مهمة، أن تواجدنا فى بغداد هو بدعوى من الحكومة العراقية بسبب الحملة المستمرة ضد داعش والإرهاب فى العراق والمنطقة.
إذن إذا توصلت اللجنة إلى رغبة عراقية فى عدم تواجد تلك القوات يمكن أن نرى انسحاب القوات الامريكية من العراق؟
لايمكن أن نتكهن بأى نتيجة فكل هذه التفاصيل سيتم مناقشتها مع الجانب العراقى وأن نسمع من الجيش العراقى والحكومة حول المستقبل ونحن سنتفق على كل هذه التفاصيل داخل اللجنة.
ماهى تطورات الموقف فى باب المندب والبحر الأحمر .. ومتى ستتوقف الهجمات الأمريكية؟
المجتمع الدولى كله معنى بهذه القضية، فهجمات الحوثيين فى البحر الأحمر غير قانونية وغير مبررة ضد السفن مما أثر على حركة التجارة العالمية، ونحن ننسق مع الدول من أسيا إلى أفريقيا وأوروبا، لأن هذه القضية تمس كل دول العالم وسنستمر فى هذه الجهود طالما استمرت جماعة الحوثى فى هذه الهجمات التى رأينا انعكاسها على حركة التجارة العالمية مما أدى إلى ارتفاع السلع فى كل بلدان العالم.