يتحسس الوسطاء – مصر وقطر - الخطى نحو التوصل إلى هدنة في قطاع غزة في غضون أيام قليلة قبل شهر رمضان المبارك، وسط حالة من التفاؤل الحذر بتقدم في ملف المفاوضات بين إسرائيل وحماس، ويأتي ذلك بالتزامن مع اجتماعات حاسمة تستضيفها القاهرة تضم وفودا من قطر وأمريكا وحركة حماس.
بارقة أمل ظهرت من جانب الطرفين تجاه ملف المفاوضات، حيث أكدت حركة حماس أن الاتفاق على هدنة في غزة من الممكن خلال 24 الى 48 ساعة في حال "تجاوبت" إسرائيل مع مطالبها، في وقت انطلقت فيه جولة مفاوضات جديدة في القاهرة، مع وفد من حركة حماس يرأسه نائب رئيس حماس في غزة، خليل الحية.
وأكدت الحركة، أن الوفد "سيُسلم رد حركة حماس الرسمي" على المقترح المُتمخّض عن محادثات الوسطاء مع المفاوضين الإسرائيليين خلال الفترة الماضية وفي باريس نهاية الشهر الماضي.
كلام حماس يتوافق مع تصريحات أمريكية ظهرت خلال الساعات الماضية، حيث أكد مسئول أمريكى أن إسرائيل قبلت مبدئيا بنود مقترح هدنة في قطاع غزة، مشيرا إلى إن مصير الهدنة المقترحة في غزة يعتمد على موافقة حماس على إطلاق سراح "فئة محددة من الرهائن"، بعد أن قبلت إسرائيل إلى حد كبير الخطوط العريضة للاتفاق.
ووفقا لقناة الحرة الأمريكية، قال المسؤول، إن الإطار موجود، وقد قبله الإسرائيليون عمليا". وأضاف: "من الممكن أن يبدأ اليوم وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع في غزة إذا وافقت حماس على إطلاق سراح فئة محددة من الرهائن المعرضين للخطر.. المرضى والجرحى وكبار السن والنساء".
وتابع: "أريد فقط أن أؤكد أنه سيكون لدينا وقف لإطلاق النار إذا عالجت حماس هذه القضية"، وأوضح أن "المناقشات مستمرة" في الوقت الراهن للتوصل إلى اتفاق قبل بداية شهر رمضان خلال نحو أسبوع، لافتا إلى أنه "حدث تقدم كبير في الأسابيع الأخيرة، ولكن كما هو الحال دائما، لا يوجد اتفاق ما لم يحسم كل شيء".
ورغم التفاؤل الحذر حول تقدم المفاوضات إلا أن جميع الأطراف تتكتم على بنود الهدنة المرتقبة لحساسية الملف، فيما وردت بعض البنود التي كشفتها وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية، إلا أن الاطار العريض للاتفاق والذى تضمنته "وثيقة باريس" هو وقف القتال كمرحلة أولى من المتوقع أن تستمر نحو 6 أسابيع.
وقال المسئول الأمريكي إن إطار التهدئة لمدة 6 أسابيع صار قائما بموافقة إسرائيل، وإن الأمر يعتمد الآن على موافقة حماس على إطلاق سراح الرهائن.
كما تشير مسودة الاقتراح التي طٌرحت في باريس فبراير الماضي وأرسلت إلى حماس قبل أيام، إلى إحراز تقدم إزاء عدد من القضايا، واقترحت نسبة إجمالية قدرها 10 سجناء فلسطينيين في إسرائيل مقابل تحرير كل رهينة، كما تضمنت مسودة الاقتراح أيضا التزاما بزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع الذي يعاني نقصا حادا في الغذاء والدواء، مع نزوح أكثر من نصف السكان.
وقالت المصادر، إنه تم الاتفاق على مدة التوقف الأولي، وهى مرحلة من المتوقع أن تستمر نحو ستة أسابيع، ويعتمد الآن على موافقة حماس على إطلاق سراح المحتجزين في غزة، في حين قال مسئول فلسطيني أنه: "عندما يتعلق الأمر بإنهاء الحرب وسحب القوات من غزة، تظل الفجوات دون سد".
يأتي ذلك فيما حذرت الأمم المتحدة مجددا من أن مجاعة في قطاع غزة "أصبحت شبه حتمية، ما لم يتغير شيء" مع إظهار الإحصاءات الرسمية أن عشرات الأطفال ماتوا جوعا، كما ألمحت منظماتها ومسؤولوها أكثر من مرة إلى أن إسرائيل تستعمل سلاح التجويع في القطاع المحاصر والمكتظ بالسكان.
فيما دعا مجلس الأمن إسرائيل إلى تسهيل وصول المعونات الإنسانية الكافية للمدنيين في جميع أنحاء قطاع غزة بشكل فوري، وأضاف أن هناك قلقا إزاء مواجهة سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة انعدام الأمن الغذائي بسبب الحرب، وحث المجلس إسرائيل على إبقاء المعابر الحدودية مفتوحة لإدخال المساعدات لغزة وتيسير فتح معابر إضافية لتلبية الاحتياجات الإنسانية.