خطيب المسجد الأقصى لـ"برلمانى: الحرم المقدسى لنا رغم محاولات اليهود.. والاعتكاف ليلتى الجمعة والسبت والعشر الأواخر كاملة من رمضان المبارك قائما رغم التضييقات..
<< رفع الاذان بالمسجد الأقصى وإقبال الشباب المقدسى يرعب دولة الاحتلال .. ومئات الألاف منعوا من دخول المسجد المقدس منذ بدء الحرب على غزة
<< الأقصى يساع نصف مليون مصلى وإسرائيل لا تسمح بدخول سوى بضع ألالاف
مستشار الرئيس الفلسطينى للشئون الدينية: أهالى الضفة محرومون من دخول الأقصى.. وتضييقات الاحتلال ستؤدى إلى الانفجار..
>> الأقصى خط حمر وانتهاكه قد يُفجر حرب دينية تتجاوز حدود فلسطين
تخلت القدس المدينة المقدسة عن حٌلتها، وأبت أن تتزين احتفالا بقدوم شهر رمضان المبارك كما هو معتاد كل عام، فى حين يقبع مئات الألاف من الفلسطينيين على بعد 78 كيلو مترا من المسجد الأقصى المبارك، فى قطاع غزة بدون كسرة خبز تستر جوعهم بعد 5 أشهر من حرب اسرائيلية ضارية هدمت البيوت والنفوس.
الحرب على القطاع لم تكن منفصلة عن الفلسطينيين فى الضفة الغربية والقدس الشرقية الذين انكوا بنارها، وتعرضوا إلى كافة صنوف التضييق والانتهاكات من قبل اسرائيل والمستوطنين اليهود على مدار الـ150 يوما الماضية، وفى حين كان شهر رمضان المبارك له طقوسة الخاصة فى القدس الشرقية والبلدة القديمة حيث يقبع المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين إلا ان الحزن خيم هذا العام على الأرجاء.
اختفت الزينات و "الفوانيس" من الشوارع، فهذا العام يحل شهر رمضان فى ظروف خاصة جدا، بينما تحولت أنظار العالم إلى المسجد الأقصى فى ظل التهديدات الاسرائيلية بمنع المصلين من دخول الأقصى تارة، والاعلان عن تضييقات تارة آخرى، وهو الأمر الذى اعتبره خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبرى نذير باضطرابات واسعة قد تتجاوز مداها حدود فلسطين.
ورغم إعلان الحكومة الاسرائيلية إنها ستسمح للمصلين بدخول المسجد الأقصى خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان بعدد مماثل لما كان عليه الحال في السنوات السابقة، إلا أنها لم تعطى عددا محددا، وعلق على ذلك الشيخ صبرى فى حواره لليوم السابع أن بعد إعلان الوزير الاسرائيلى المتطرف إيتمار بن غفير بشأن منع المسلمين من الصلاة فى الأقصى جاءت ردود الفعل مضادة لتصريحاته، فحاولت الحكومة الاسرائيلية أن تمتص الغضب، وقالت اننا سلبنا الصلاحيات من بن غفير ولكن الاجراءات على ارض الواقع كما هى.
اعلان اسرائيل غير واقعى، كما قال الشيخ عكرمة صبرى حيث أن اسرائيل ستقوم بتحديد الأعمار المسموح لها دخول الأقصى، كما انها ستسمح فقط لسكان مدينة القدس ومناطق 48 بالدخول، أما أهالى الضفة الغربية فهم ممنوعون مطلقا من الصلاة فى الأقصى، وبالتالى الاجراءات قائمة والهدف كما يدعون نواحى أمنية بحسب مقاييسهم وبالتالى لاندرى هل سيطبق على أرض الواقع ما خطط له أم له.
الشيخ عكرمة صبرى توقع حدوث اضطرابات كبيرة فى حال قامت اسرائيل بإجراءاتها التعسفية، قائلا :"نحن فى تحسب وانتظار لبدء شهر رمضان المبارك ونحن نحمل الحكومة الاسرائيلية أى توتر يحدث فى الأقصى ومدينة القدس نتيجة الاجراءات الاسرائيلية التى وضعوها، فكثرة الضغط تولد الانفجار".
وأكد الشيخ صبرى أن المسموح لهم بالدخول من هم فوق الخمسين عاما، للرجال والمرأة، بل إن المرأة تتعرض لمضايقات عديدة فهم يتقصدونها أكثر من الآخرين حيث تخضع للتفتيش الدقيق عند الدخول وخاصة الحقائب والهويات.
التضييقات الاسرائيلية مستمرة منذ بدء الحرب على قطاع غزة فى 7 أكتوبر الماضى، حيث يؤكد الشيخ صبرى أن اسرائيل رفعت مستوى القيود على عرب 48 وسكان القدس لاعتبارات أمنية، مما أجبر المئات على أداء صلاة الجمعة في الشوارع، وحددت العمار المسموح لها بدخول الأقصى لمن هم فوق الـ 70 عاما وفى أول جمعة بعد بدء الحرب لم يدخل المسجد سوى 5 ألاف فى حين عادة يوم الجمعة يصل العدد لـ100 ألف مصلى، وقال مستنكرا :"كم من المسلمين قد حرموا من الصلاة بالأقصى خلال الـ5 أشهر الماضية".
ويقع المسجد الأقصى على تلة في الزاوية الجنوبية الشرقية من مدينة القدس القديمة المسورة "البلدة القديمة"، والتي تقع شرقي القدس في الضفة الغربية، ويبلغ طول سور المسجد حوالي 144 كم متر مربع، ويبلغ عدد أبواب المسجد الأقصى 14 بابا، 4 منها مغلقة، فيما استولت إسرائيل على مفاتيح باب حارة المغاربة منذ عام 1967، وتتحكم في فتحه وإغلاقه، حيث يعد هذا الباب هو أقرب الأبواب إلى المصلى الجامع، الذي يهدف اليهود إلى إزالته وبناء معبد يهودي مكانه.
والأبواب المفتوحة للمسجد الأقصى هي باب الأسباط وباب حطة وباب العتم وباب الغوانمة وباب المطهرة وباب القطانين وباب السلسلة وباب المغاربة وباب الحديد وباب الناظر، وهي أبواب قديمة جددت عمارتها في العصور الإسلامية، ويملك المسجد الأقصى 4 مآذن يعود تاريخ إنشائها للعهد المملوكي، تقع 3 منها على صف واحد غربي المسجد، وواحدة في الجهة الشمالية على مقربة من باب الأسباط.
أما "حائط البراق" فيقع في الجزء الجنوبي الغربي من جدار المسجد، ويبلغ طوله حوالي 50 مترا وارتفاعه حوالي 20 مترا، وهو جزء من المسجد الأقصى، في حين يطلق عليه اليهود الآن "حائط المبكى"، حيث يزعمون بأنه الجزء المتبقي من الهيكل المزعوم.
وأشار الشيخ عكرمة صبرى إلى أن ساحة المسجد الأقصى تسع لنصف مليون فرد، فى حين تصل الاعداد فى الغالب إلى 450 ألف مصلى فى الجمع الرمضانية، لافتا إلى أن القوات الاسرائيلية تمارس تشديدات صلواة الفجر حتى لايستمر المصلون فى الجلوس بالساحات لصلاة الضحى ليسمح، وتقوم قوات الاحتلال باخلاء المسجد بالقوة ليفسحوا المجال لليهود المتطرفين باقتحام الاقصى.
وطوال السنوات الماضية شكل منع الاعتكاف في المسجد شرارة مواجهة بين المصلين وقوات الاحتلال التي تقتحم المسجد وتخرج المعتكفين فيه بالقوة.
الشيخ عكرمة أكد أن "الاقتحامات من قبل المتطرفين اليهود لم تتوقف ويروا أن هذا الظرف الحالى هو وقتهم المناسب لتنفيذ مخططاتهم العدوانية، فهم الأن فى الحكم ويريدون فرض واقع جديد بالقوة، واليهود يقتحمون بالحراسة وهذا يدل على انهم معتدون ومحتلون والأقصى ليس لهم بل لنا".
وأكد أن خطة الأوقاف الفلسطينية مستمرة كما هى دون تغيير، والاعتكاف سيكون ليلتى الجمعة والسبت والعشر الأواخر كاملة من رمضان المبارك، قائلا :"رفع الاذان بالمسجد الأقصى يرعب اليهود وإقبال الشباب على الحرم المقدسى يرعبهم، ولكن هذا حقنا الشرعى، وهم يوهمون العالم أن الاقصى لهم ولكن اقبال الناس يعطى الصورة أنه لنا وليس لهم، عندما يأتى السياح الاجانب ويسمعون الأذان يعطى الصورة باسلامية البلاد".
ويعد المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ويقع داخل الحرم القدسي الشريف، حيث ظل على مدى قرون طويلة مركزا لتدريس العلوم ومعارف الحضارة الإسلامية، ويعرف ببوابة الأرض للسماء حيث شهد معجزة الاسراء والمعراج، فى حين سيطرت إسرائيل على المسجد الأقصى في حرب عام 1967 وضمته بشكل غير قانوني إلى بقية القدس الشرقية.
وكانت دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك، أكدت أن "برنامج الاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك سيكون هذا العام كالمعتاد؛ حيث يقضي المصلون وقتهم في التهجد والذكر والعبادة كامل الليل حتى صلاة الضحى؛ وذلك ليالي الخميس على الجمعة والجمعة على السبت، وجميع ليالي العشر الأواخر من رمضان حتى صبيحة أول أيام العيد".
وأضاف خطيب المسجد الأقصى :"منذ أشهر وهم يتحدثون فى شهر رمضان وكأن رمضان يرعبهم ولكن نحن لنا اجراءاتنا وموقفنا وترتيبات الاوقاف قائمة، الاحتلال يريد تكميم أفواهنا ويرعب الناس بألا يحتجوا ولا يعترضوا على اجراءاتهم واعتداءاتهم، بحجة أننا نخالف قانونهم المزعوم ولكن نحن نستمد حقنا من الله سبحانه وتعالى لا من مجلس أمن ولا من الامم المتحدة، نحن نستند قوتنا من الله الذى قرر من سبع سماوات باسلامية هذه البلاد فى الاسراء والمعراج".
إجراءات اسرائيل فى القدس والمسجد الأقصى هى حرب على الهوية كما وصفها محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطينى للشئون الدينية، والذى أكد لليوم السابع أن اسرائيل تكذب عندما تقول أنها لاتضع قيودا على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، موضحا أنها تفرق بين المصلين المسلمين من داخل الخط الأخضر ومدينة القدس والمصلين المسلمين من داخل الضفة الغربية وغزة، بمعنى أنها وإن ادعت أنها لا تضع قيودا على المصلين من داخل الخط الأخطر والقدس فانها لاتزال تضع قيودا على المصلين من الضفة الغربية وتمنع أعمار معينة من هو دون الـ60 سنة لا يسمح له بالدخول.
وحذر الهباش أن تلك الإجراءات بالتزامن مع شهر رمضان ستؤدى إلى مزيد من التوتر ومزيد من ردود الأفعال، لأن الشعب الفلسطينى لن يقبل بأن يكون الاقصى تحت ولاية الاحتلال ولا ان تتحكم فى من يدخل ومن لايدخل.
وشدد على أن هناك حرب حقيقية تشنها دولة الاحتلال على مدينة القدس، قائلا :"وهنا أقصد الهوية العربية والاسلامية للمدينة المقدسة، فهناك تقييد على المقدسيين فى كل مناحى الحياة سواء العمل أو التجارة واثقال كاهلهم بالضرائب والاتاوات الباهظة، لتضييق معيشتهم ودفعهم لهجر المدينة المقدسة، وافراغ المدينة من اهلها، هذا بخلاف التضييق الدينى فهناك تضييق على المسلمين والمسيحيين من الدخول للاماكن المقدسة، وتمنع الوصول الحر للأقصى وكنيسة القيامة، و هذا لفرض الطابع التهويدى للمدينة المقدسة".
وحذر الهباش من أن السياسات الاسرائيلية والانتهاكات للمقدسات فى القدس واطلاق العنان لقطعان المستوطنيين بانتهاك المسجد الأقصى سواء فى رمضان أو غير رمضان يمكن أن تؤدى إلى اشعال المنطقة بالكامل، فعندما يتعلق الأمر بالمسجد الأقصى وهو أهم مقدسات المسلمين فى فلسطين وياتى فى الدرجة الثالثة بعد الحرم النبوى فهو جزء من عقيدة المسلمين ودينهم، عنها تتجاوز الأمور السياسية وحساباتها، وقال :"استمرار الاجراءات الاسرائيلية والانتهاكات يمكن أن يفتح أبواب جهنم لو مس المسجد الأقصى بأى خطر، لن نسكت أو نسلم أو نتخاذا ع الثورى للدفاع عن المسجد الأقصقد يشعل حرب دينية ووقتها لن تقف عند حدود فلسطين".
وأضاف :"الحرب العدوانية فى قطاع غزة هى جزء من الحرب الشاملة على الشعب الفلسطينى ونحن شعب واحد نشعر شعورا واحدا ونتعرض لنفس الحرب ونواجه نفس الاحتلال ونقاوم نفس المقاومة، مايجرى فى غزة لايمكن فصله عما يجرى فى الضفة الغربية والقدس، فهذه الحرب الاسرائيلية تهدف إلى اجتثاث الوجود الفلسطينى وطمس الهوية العربية والاسلامية فى فلسطين، والمقاومة حق مشروع وواجب مقدس ولن نرفع الراية البيضاء وسنستمر فى النضال بكافة أشكاله".