بعد دعوات النفير العام فى داخل الأراضي المحتلة ردا على محاولات حكومة إسرائيل تقييد دخول المسجد الأقصى فى شهر رمضان المبارك، تراجعت تل أبيب عن تقييدها لدخول المصليين الحرم المقدسى خلال الشهر المبارك، خوفا من انفجار الأوضاع وخروجها عن السيطرة، وسط تحذيرات دولية بضرورة احترام حرية العبادة.
وأفاد إعلام إسرائيلي، بأن مجلس الوزراء الأمني المصغر في إسرائيل (الكابينت)، قرر سحب الصلاحيات التي تتعلق بالمسجد الأقصى من وزير الأمن الداخلي إيتمار بن جفير، وقالت "القناة 12"، إنه "لا تقييدات على دخول الفلسطينيين من أراضي 48، والقدس إلى المسجد الأقصى في رمضان".
وفي الأسبوع الماضي، قال بن جفير إنه "لا ينبغي السماح" للفلسطينيين من الضفة الغربية بالدخول إلى القدس للصلاة خلال شهر رمضان، وأضاف: "لا يمكننا المخاطرة"، مؤكداً: "لا يمكننا أن يكون لنا نساء وأطفال رهائن في غزة ونسمح باحتفالات حماس في جبل الهيكل".
ورغم إعلان إسرائيل إلغاء التقييد إلا أن هناك حالة من الترقب حول التزامها بذلك، فى حين حذر محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطينى للشئون الدينية من ان اسرائيل تكذب عندما تقول أنها لاتضع قيودا على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، هى أولا تفرق بين المصلين المسلمين من داخل الخط الأخضر ومدينة القدس والمصلين المسلمين من داخل الضفة الغربية وغزة، بمعنى أنها وإن ادعت أنها لا تضع قيودا على المصلين من داخل الخط الأخطر والقدس فانها لاتزال تضع قيودا على المصلين من الضفة الغربية.
وأضاف الهباش لموقع برلمانى أن اسرائيل تمنع أعمار معينة من هو دون الـ60 سنة لا يسمح له بالدخول، وهذا اللأمر سيؤدى إلى مزيد من التوتر ومزيد من ردود الأفعال لأن الشعب الفلسطينى لن يقبل بأن يكون الاقصى تحت ولاية الاحتلال ولا ان تتحكم فى من يدخل ومن لايدخل.
وأوضخ أن هناك حرب حقيقية تشنها دولة الاحتلال على مدينة القدس وهنا أقصد الهوية العربية والاسلامية للمدينة المقدسة، هناك تقييد على المقدسيين فى كل مناحى الحياة سواء العمل أو التجارة واثقال كاهلهم بالضرائب والاتاوات الباهظة، لتضييق معيشتهم ودفعهم لهجر المدينة المقدسة.
وشدد على أن إسرائيل تعمل على افراغ المدينة من اهلها، هذا بخلاف التضييق الدينى فهناك تضييق على المسلمين والمسيحيين من الدخول للاماكن المقدسة، وتمنع الوصول الحر للأقصى وكنيسة القيامة، وكا هذا لفرض الطابع التهويدى للمدينة المقدسة.
السياسات الاسرائيلية والانتهاكات للمقدسات فى القدس واطلاق العنان لقطعان المستوطنيين بانتهاك المسجد الأقصى سواء فى رمضان أو غير رمضان يمكن أن تؤدى إلى اشعال المنطقة بالكامل، فعندما يتعلق الأمر بالمسجد الأقصى وهو أهم مقدسات المسلمين فى فلسطين وياتى فى الدرجة الثالثة بعد الحرم النبوى فهو جزء من عقيدة المسلمين ودينهم، عنها تتجاوز الأمور السياسية وحساباتها، استمرار الاجراءات الاسرائيلية والانتهاكات يمكن أن يفتح أبواب جهنم لو مس المسجد الأقصى بأى خطر، لن نسكت أو نسلم أو نتخاذا ع الثورى للدفاع عن المسجد الأقصقد يشعل حرب دينية ووقتها لن تقف عند حدود فلسطين.
جاء ذلك بالتزامن مع اعلان دائرة الأوقاف الفلسطينية انها أنهت استعداداها في المسجد الأقصى لاستقبال المصلين خلال شهر رمضان الذي يحل الأسبوع القادم، وقال مدير الدائرة الشيخ عزام الخطيب، أن من ضمن الاستعدادات "برنامج الإمامة اليومي لصلاتي العشاء والتراويح، وبرنامج الخطابة والإمامة وتلاوة القرآن الكريم لصلاة الجمعة، وبرامج تلاوة القرآن الكريم، ودروس العلم الشرعي طيلة أيام شهر رمضان وأيام الجمع في رحاب المسجد الأقصى المبارك".
وأضاف أن اللجان والجمعيات الإسعافية والطبية المتطوعة ستقدم الخدمات الصحية للمصلين في المسجد طيلة شهر رمضان، كما سيتم نشر مجموعة من العيادات الميدانية المؤقتة داخل باحات المسجد.
وأشار الخطيب إلى أن الأوقاف الإسلامية "ستوفر وجبات الإفطار اليومية لضيوف الرحمن ووجبات الإفطار والسحور لجميع الحراس والعاملين في المسجد الأقصى المبارك".