الجمعة، 22 نوفمبر 2024 06:53 م

ميخائيل بوجدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسى فى حوار خاص: مصر شريك رئيسى لبلدنا بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا وانضمام القاهرة لبريكس يعزز تعاوننا.. وأى عملية عسكرية فى رفح الفلسطينية تهدد بالتحول لتطهير عرقى

ميخائيل بوجدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسى فى حوار خاص: مصر شريك رئيسى لبلدنا بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا وانضمام القاهرة لبريكس يعزز تعاوننا.. وأى عملية عسكرية فى رفح الفلسطينية تهدد بالتحول لتطهير عرقى المبعوث الروسى ميخائيل بوجدانوف
الأحد، 24 مارس 2024 10:30 ص
حوار - أحمد جمعة
- ندعو لحل أى خلافات بين السودانيين عبر المفاوضات لضمان وحدة السودان
- روسيا تدعم إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وطنية شاملة فى ليبيا بمشاركة جميع القوى السياسية
- عدم إقامة الدولة الفلسطينية سيؤدى لاستمرار حالة عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط
 
أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسى إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسى، ميخائيل بوجدانوف، أن مصر واحدة من الشركاء الرئيسيين لروسيا الاتحادية فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيرا إلى أن انضمام مصر لتجمع دول البريكس سيسهم فى تعزيز التعاون متعدد الأوجه.
 
حذر «بوجدانوف » فى حوار خاص من عدم حل المشكلة الفلسطينية وإقامة دولة مستقلة للفلسطينيين، مشيرا إلى أن ذلك سيؤدى لحالة من عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط.. وفيما يلى نص الحوار:
 
ما هى سبل توسيع التعاون الاقتصادى بين روسيا ومصر؟ وهل هناك خطة لزيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين فى المستقبل؟
وصل حجم التعاون الاقتصادى بين روسيا ومصر إلى مستوى جديد نوعيا فى السنوات الأخيرة، وأصبحت مصر واحدة من الشركاء الرئيسيين لبلدنا فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والدليل الواضح على العلاقات الاقتصادية القوية هو المشاريع الاستثمارية واسعة النطاق التى يتم تنفيذها على الأراضى المصرية، بما فى ذلك بناء أول محطة للطاقة النووية فى مصر بالضبعة، وإنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى منطقة قناة السويس، وتوريد 1300 عربة ركاب من شركة «ترانسماش هولدينج» لسكك حديد مصر.
 
بالإضافة إلى ذلك، فإن اللجنة الروسية المصرية المشتركة للتعاون التجارى والاقتصادى والعلمى والتقنى تعمل بنجاح، حيث عقدت اجتماعها الأخير فى 20 مارس 2023 بالقاهرة، الذى أسفر عن توقيع اتفاقيات مهمة لمزيد من التوسع فى التعاون الثنائى.
 
كما أن هناك اتجاه إيجابى فى التجارة الثنائية، فى عام 2023 ارتفع بنسبة 16.4% مقارنة بعام 2022 من 6.1 مليار دولار أمريكى إلى 7.1 مليار دولار أمريكى، وفى الوقت نفسه تتمتع بلداننا بإمكانيات كبيرة لزيادة التعاون التجارى والاقتصادى فى شتى المجالات.
 
كما أود أن أشير إلى حدة انضمام مصر للبريكس بداية من 1 يناير 2024، ونحن على قناعة تامة بأن هذا سيسهم أيضا فى تعزيز تعاوننا متعدد الأوجه.
 
هناك نزاع مسلح فى السودان بين وحدات الجيش وقوات الدعم السريع.. ما عواقب هذا الصراع؟ وما هى الطرق لحله؟
نشعر بقلق بالغ إزاء الأزمة العسكرية والسياسية الحادة القائمة فى السودان، حيث أدى القتال بين وحدات الجيش النظامى وقوات الرد السريع إلى وقوع العديد من الضحايا، بما فى ذلك بين السكان المدنيين أيضا، أصبحت البلاد تعانى من كارثة إنسانية، وأصبح عدد اللاجئين والمشردين داخليا آخذا فى الازدياد، يعانى جزء كبير من السكان السودانيين من نقص حاد فى الغذاء، كما هناك نقص فى الأدوية، ووفقا للأمم المتحدة، فإن هناك ما يقرب من ثلاثة أرباع المؤسسات الطبية لا تعمل، وثلثى السكان لا يحصلون على الرعاية الطبية.
 
وبالإضافة إلى ذلك، أدت المواجهة المسلحة إلى إضعاف الحكومة المركزية وزعزعة الاستقرار فى مختلف مناطق السودان، وقد تؤدى إطالة أمد الصراع إلى عواقب لا رجعة فيها، بما فى ذلك خطر تفكك الدولة السودانية، كما ستشعر الدول المجاورة حتما بالتأثير السلبى، لهذا تتخذ روسيا موقفا مبدئيا بشأن أزمة السودان، وهو أنه يجب على أطراف النزاع إظهار الإرادة السياسية، واتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء المواجهة المسلحة، ويمكن حل أى خلافات على طاولة المفاوضات بهدف ضمان وحدة السودان وسلامتها الإقليمية وسيادتها.
 
ليبيا لديها وضع سياسى داخلى صعب وهناك مطالب بتشكيل حكومة جديدة لإجراء الانتخابات.. هل تدعمون هذا النهج؟
لقد دعمنا دائما فكرة إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وطنية شاملة فى ليبيا بمشاركة مجموعة واسعة من القوى السياسية فى ذلك البلد، بما فى ذلك ممثلو النظام السابق، خلاف ذلك سيحصل «الغرباء » على عذر لتحدى نتائجهم، علاوة على ذلك، فإن إجراء تصويت مشروع سيكون بمثابة مخرج من هذا الوضع الذى لا يطاق بالنسبة للشعب الليبى، الذى يعيش فيه منذ أكثر من 13 عاما نتيجة لعدوان الناتو غير القانونى.
 
ستساعد الانتخابات فى تشكيل سلطات موحدة مع تمثيل عادل للمناطق التاريخية الثلاث «برقة وطرابلس وفزان »، وفى هذا الصدد، نلاحظ أهمية النهوض بالعمل على المسار الدستورى لتنسيق الإطار التشريعى للعملية الانتخابية بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة.
 
كما نود الإشارة إلى أنه فى مايو ويونيو من العام الماضى، تم تحقيق نتائج مشجعة فى بوزنيقة المغربية.
 
للأسف توقفت هذه العملية الآن، اتهمت قيادة مجلس الدولة الأعلى المنعقد فى طرابلس، رئيس مجلس النواب الليبى المستشار عقيلة صالح، بفتح نصوص الوثائق المتفق عليها بالفعل فى بوزنيقة بشكل تعسفى، وفى غرب ليبيا يروا فى ذلك خروجا عن الاتفاقات التى تم التوصل إليها، كما يصرون على مواصلة المشاورات مع مجلس النواب للتوصل إلى توافق نهائى فى الآراء لا يمكن الطعن فيه فى المستقبل، الآن لا أحد يتأكد من أن الانتخابات ستجرى فى المستقبل المنظور.
 
الانتخابات تعتبر عملية معقدة إلى حد ما، يجب التعامل معها بدقة «ومراجعة المواقف» مع جميع القوى السياسية الليبية وعدم إنشاء أطر زمنية مصطنعة لتنفيذها. ومع ذلك ليس من الضرورى بالتأكيد تأخير تلك الانتخابات.
 
تسعى قوى أجنبية لاقتراح نظام ملكى على الشعب الليبى.. فما هو موقفكم من طرح كهذا؟
 
أطاح الشعب الليبى بالنظام الملكى خلال الثورة فى 1 سبتمبر1969، على حد علمنا، لم تثر قضية إحياء النظام الملكى فى ليبيا منذ ذلك الحين، حتى على مستوى المحادثات والمناقشات بين الشخصيات العامة والسياسية المهمة، إذا نظرنا بجدية فى هذا الموضوع فمن الضرورى الاتفاق على الفور على أن مثل هذه القرارات يتم اتخاذها على أساس استفتاء وطنى، وفى غضون ذلك، من الصعب إجراء انتخابات وطنية.
 
تنشر وسائل الإعلام معلومات عن نية روسيا لتوسيع وجودها العسكرى فى ليبيا.. هل تتوافق تلك الشائعات مع الواقع؟
بالتأكيد لا تتوافق مع الواقع، وعلى أى حال تتطلب اتفاقيات التعاون العسكرى قرارات من الحكومة الشرعية وتصديق برلمان البلاد، وكما تفهم من الصعب تنفيذ ذلك فى ليبيا فى الوقت الحالى.
 
كيف يمكنك تخيل تنفيذ قرارات مجلس الأمن رقم 2570 و2571 بشأن الوجود الأجنبى فى المستقبل؟
يعد موقفنا معروفا للجميع، نحن ندعو باستمرار إلى انسحاب متزامن ومتوازن وتدريجى لجميع الجماعات المسلحة غير الليبية والوحدات العسكرية دون استثناء، من أجل عدم الإخلال بتوازن القوى المتبقى «على الأرض »، ويجب أن يتخذ الليبيون أنفسهم القرارات بشأن مثل هذه القضية على أساس الإجماع.
 
لا يوجد اليوم صوت أعلى فى منطقتنا من صوت الحرب فى غزة.. هل كنتم تتوقعون مثل هذا التطور المأساوى فى الشرق الأوسط؟
لدينا شعور بأن هذه الأحداث المأساوية لم تصل بعد إلى ذروتها، لقد حذرنا مرارا وتكرارا من أن المشكلة الفلسطينية التى لم يتم حلها على مدى عقود عديدة، وعدم القدرة على إنشاء دولة فلسطينية كاملة وقابلة للحياة، وفقا لقرارات الأمم المتحدة هى العامل الرئيسى الذى سيولد باستمرار عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط.
 
لقد تحدثنا عن هذا مرات عديدة فى كل من الاتصالات الثنائية مع إسرائيل والدول العربية، ومن خلال منصات المنظمات الدولية بما فى ذلك الأمم المتحدة، لسوء الحظ تم رفض حججنا فى إسرائيل، كان رد فعل الأمريكيين وحلفائهم هو نفسه، فضلت الولايات المتحدة الاعتماد على هيمنتها فى المنطقة فى عمليات الشرق الأوسط.
 
منعت واشنطن عمل «الرباعية» للوسطاء الدوليين بشأن تسوية الشرق الأوسط، المكونة من روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة، وفرضت وتواصل فرض مقارباتها المنفصلة عن الواقع على قوى المنطقة، وهى مقاربات لا تأخذ فى الاعتبار خصوصيات هذه الدول منفردة أو منطقة الشرق الأوسط ككل، الآن أصبح من الواضح للجميع ما الذى أدى إليه هذا المسار الذى ليس لديه بعد نظر ويخدم مصالح الأمريكيين وحلفائهم.
 
كيف ترى روسيا نتائج اجتماع وفود الفصائل الفلسطينية فى موسكو؟
فى الواقع، فإن الاجتماع قد عقد فى 29 فبراير- 1 مارس، لممثلى جميع القوى السياسية الفلسطينية الرئيسية دون استثناء فى موسكو بمعهد الدراسات الشرقية، التابع لأكاديمية العلوم الروسية، كان هدفنا الرئيسى هو تهيئة الظروف لتبادل حر وصريح للآراء بين الفلسطينيين أنفسهم حول الوضع الحالى، وآفاق حل الصراع مع إسرائيل، مع التركيز على استعادة وحدة الصفوف الفلسطينية، هذه ليست أول مشاورات تتم من هذا القبيل، حيث جرت جولتهم السابقة بموسكو فى فبراير 2019.
 
التقى وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف ممثلى الفضائل الفلسطينية، وأكد من جديد على موقفنا المبدئى بشأن الحاجة إلى استعادة وحدة الصفوف الفلسطينية باعتبارها أحد أهم العناصر لاستئناف عملية التسوية السياسية الشاملة، وهذا يعتبر صحيحا بشكل خاص على خلفية موجة العنف غير المسبوقة التى اجتاحت قطاع غزة.
 
نعتقد أن مفتاح المصالحة بين الفلسطينيين هو فى أيدى الأحزاب والحركات الفلسطينية نفسها، لا يمكن لأى من اللاعبين الخارجيين خلق عقبات مصطنعة فى الطريق إليها، لذلك كل شىء يعتمد على الإرادة السياسية للهياكل الفلسطينية نفسها واستعدادها لإيجاد حلول وسط.
 
نبذل جهودنا للتغلب على الانقسام الفلسطينى، تماشيا مع العمل الذى يقوم به أصدقاؤنا فى مصر والجزائر وعدد من البلدان الأخرى فى المنطقة، لن نفرض أى شىء على الفلسطينيين، لكننا مستعدون للمساعدة فى تقديم المشورة وإلى أقصى حد ممكن لتوحيدهم على أساس البرنامج السياسى لمنظمة التحرير الفلسطينية.
 
كيف يمكنك التعليق على الاتهامات التى تصدر فى إسرائيل ضد روسيا بأنها تدعم الإرهاب فى ضوء اتصالات بلدكم مع حركة حماس؟
نحن لا نخفى اتصالاتنا مع قيادة مختلف المنظمات الفلسطينية، بما فى ذلك حماس، تفاعلنا معهم لم يكن أبدا معاديا لإسرائيل، وعلاوة على ذلك، فإننا دائما ما نادينا باعتماد البرنامج السياسى لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذى يفترض مسبقا التعايش السلمى لدولة فلسطينية مستقلة داخل حدود عام 1967 مع إسرائيل، ورفض أساليب العنف بما فى ذلك الأساليب الإرهابية.
 
يركز حوارنا اليوم مع القيادة السياسية لحماس على الملف الإنسانى البحت، الأولوية هى إنقاذ المواطنين الروس المحتجزين كرهائن فى قطاع غزة، ربما تعلم أن 3 منهم تم إطلاق سراحهم خارج إطار صفقة إطلاق سراح الرهائن مقابل أسرى فلسطينيين خلال «الوقف الإنسانى» فى 24 نوفمبر- 1 ديسمبر 2023، كما يمكننا القول إن الأشخاص الذين لديهم خيال عال جدا وغير صحى، يمكنهم رؤية ذلك دعما للإرهاب من جانبنا.
 
ما هو موقف روسيا من خطط إسرائيل لإجراء عملية عسكرية فى رفح لطرد الفلسطينيين قسرا؟
عبر وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، بوضوح شديد عن موقفنا الرسمى من هذه المسألة خلال خطابه العلنى فى منتدى أنطاليا الدبلوماسى الأخير فى تركيا، ويساورنا القلق من أنه يجرى خلال شهر رمضان المبارك إعداد عملية لتنظيف رفح، حيث تراكم ثلثا سكان غزة الذين كانوا يفرون من العنف فى بقية القطاع، إذا بدأت هذه العملية فإنها تهدد بالتحول إلى تطهير عرقى بحكم الواقع.
 
كيف تصفون العلاقات بين موسكو ودمشق فى المرحلة الحالية؟
العلاقات الروسية السورية ودية وتم اختبارها عبر الزمن، وسوريا حليف مهم وشريك لنا فى الشرق الأوسط وعلى الساحة الدولية ككل، فى أصعب لحظة فى الأزمة السورية، عندما اندفع الإرهابيون الدوليون إلى دمشق واللاذقية، قامت روسيا بمساعدة سوريا بدعم من جيشنا، تمكن الشعب السورى من قلب مجرى الأحداث وهزمت داعش، وتوقف الصراع الأهلى الداخلى الذى استمر لسنوات عديدة والذى أثاره الرعاة الغربيون.
 
تتطور العلاقات الثنائية بين البلدين بنجاح فى جميع المجالات، وتعمل اللجنة الحكومية الدولية الروسية السورية الدائمة، حيث إنه فى 27 أكتوبر 2023 وقع الرؤساء المشاركون اتفاقية حكومية دولية فى موسكو بشأن توسيع التعاون التجارى والاقتصادى.
 
نواصل جهودنا من أجل التوصل إلى تسوية شاملة فى سوريا على أساس التقيد الصارم بمبادئ احترام سيادة هذا البلد ووحدته واستقلاله وسلامته الإقليمية.
 
يجرى تنفيذ هذا العمل بنشاط فى إطار صيغة أستانا، التى رسخت مكانتها باعتبارها الآلية متعددة الأطراف الفعالة الوحيدة لتعزيز تسوية الأزمة السورية، وهى تقدر علاقات الحلفاء مع دمشق وتعتزم مواصلة تقديم المساعدة متعددة الأوجه للجمهورية العربية السورية، بما فى ذلك من أجل القضاء على ما تبقى من التهديد الإرهابى على الأراضى السورية.
 
هل توافقون على أن التدخل الأجنبى تسبب فى تدمير الدولة السورية؟ وماذا ترون كأفضل وسيلة لسحب التشكيلات العسكرية الأجنبية غير المشروعة من سوريا؟
اسمحوا لى أن أوضح التدخل الأجنبى الذى يظهر فى التحريض على الصراع العسكرى السياسى فى سوريا، واستخدام عدة آلاف من الإرهابيين الدوليين لمحاربة الحكومة الشرعية لهذا البلد ذى السيادة، وفرض أشد العقوبات من جانب واحد ضدها، وانتهاك قواعد التجارة الدولية، وغيرها من الحيل من قبل «الغرب الجماعى» فشلت فى تدمير الدولة السورية.
 
لقد نجت سوريا بشكل غير مباشر، والدليل على ذلك هو عودتها إلى جامعة الدول العربية فى القمة العربية التى عقدت بجدة فى مايو 2023.
 
تبذل الحكومة السورية اليوم كل ما فى وسعها للتغلب على العواقب الوخيمة للأزمة بإعادة بناء البنية التحتية المدنية، وتنشيط الاقتصاد وعودة النازحين واللاجئين، والتغلب على الانقسام فى المجتمع، واستعادة وحدة البلاد والشعب.
 
هذه هى أصعب المهام خاصة فى سياق الضغط المستمر على دمشق من قبل الولايات المتحدة وحلفائها فى جميع الاتجاهات، كما يؤثر نقص الموارد المحلية ومشاكل الحصول على المساعدة الدولية من خلال الأمم المتحدة.
 
استمرار الوجود العسكرى غير الشرعى للولايات المتحدة هو أهم عقبة أمام التوصل إلى تسوية شاملة فى سوريا وإعادة الإعمار بعد الصراع.
 
تبذل واشنطن كل ما فى وسعها لإثارة جولة جديدة من الفوضى فى هذا البلد الذى لا يرضى الأمريكيون بحكومته، ومن المظاهر الأخرى للطبيعة العدوانية لسياسة واشنطن فى الاتجاه السورى وتجاهلها لمعايير القانون الدولى ضربات «التخويف» ليلة 3 فبراير من هذا العام على الأراضى السورية.
 
يواصل الأمريكيون الاحتلال الفعلى لمنطقة عبر الفرات، حيث يجرى النهب المنهجى للموارد الطبيعية الوطنية السورية وتغذى المشاعر الانفصالية، كما أثار النهج الذى اتبعته واشنطن تصعيدا للتناقضات بين الأكراد والقبائل العربية التى تعيش فى شمال شرق الجمهورية العربية السورية، مما أدى مؤخرا إلى اشتباكات عنيفة فى محافظة دير الزور مع العديد من القتلى.
 
تمنع الولايات المتحدة بشكل منهجى استعادة سيادة دمشق فى جنوب البلاد، هناك تم إنشاء «منطقة أمنية » بطول 55 كيلومترا من جانب واحد حول القاعدة العسكرية الأمريكية غير القانونية فى قرية التنف، وفى الوقت نفسه يستخدم الأمريكيون القاعدة نفسها بنشاط لتدريب المسلحين والإرهابيين المناهضين للحكومة لاستخدامها لاحقا، ليس فقط فى سوريا ولكن أيضا فى أجزاء أخرى من العالم، بما فى ذلك أوكرانيا.
 
ما رأيك فى التصعيد العسكرى ضد الحوثيين فى اليمن ومنطقة البحر الأحمر؟
بطبيعة الحال، فإن التوتر المتزايد فى البحر الأحمر وخليج عدن المتاخم لليمن يثير قلقا بالغا. لقد حذرنا مرارا وتكرارا من أن استمرار العنف فى قطاع غزة وحوله سيخلق مخاطر إضافية لانتشار المواجهة العنيفة فى الشرق الأوسط. ولكن بدلا من انضمام الجهود الجماعية لخفض التصعيد، اختارت الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى الخيار العسكرى للرد على ما يحدث.
 
لا أحد يشكك فى أهمية ضمان سلامة الملاحة الدولية، ومع ذلك فإن العملية العسكرية التى بدأها الأمريكيون فى البحر الأحمر، والتى أسفرت عن أن إطلاق الهجمات الصاروخية والقنابل من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى على أراضى اليمن من الناحية العملية يؤدى إلى النتيجة المعاكسة تماما، ويؤدى إلى تفاقم الوضع العسكرى والسياسى الصعب بالفعل فى هذه المنطقة من العالم إلى أقصى حد.
 
نحن نرفض رفضا قاطعا محاولات واشنطن ولندن لتبرير هذا العدوان بقرار مجلس الأمن الدولى رقم 2722 أو من خلال الاحتجاج بالحق فى الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، ونقول إن مجلس الأمن لم يصدر أى إذن باستخدام القوة.
 
من غير المرجح أن ينجح الأنجلو ساكسون فى تدمير الإمكانات العسكرية لأنصار الله، لكنهم تمكنوا من إثارة مزيد من التوسع فى منطقة القتال، وزيادة شدتها مع كل العواقب السلبية المترتبة على ذلك، بما فى ذلك على حركة وملاحة السفن المدنية.
 
نحن من جانبنا نؤيد باستمرار البحث عن حلول متوازنة وشاملة للأزمات. وسنواصل تعزيز نهجنا الذى يتمثل فى حقيقة أن الشروط الأساسية اللازمة لضمان الأمن فى البحر الأحمر، هى تسوية الأزمة اليمنية من خلال حوار وطنى شامل، وكذلك إنهاء إراقة الدماء فى قطاع غزة وعقد مفاوضات مستدامة تهدف إلى إيجاد حل سياسى للقضية الفلسطينية على أساس القانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية المعترف بها.

 


print