الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 10:12 ص

1537 عيبًا يضربون "ديمونا".. عمره الافتراضي انتهى عام 2003.. المفاعل النووي الإسرائيلي يُنذر بكوارث ضخمة.. و78 مليون شيكل تعويضات للعاملين بعد إصابتهم بالسرطان

1537 عيبًا يضربون "ديمونا".. عمره الافتراضي انتهى عام 2003.. المفاعل النووي الإسرائيلي يُنذر بكوارث ضخمة.. و78 مليون شيكل تعويضات للعاملين بعد إصابتهم بالسرطان مفاعل ديمونا
السبت، 30 مارس 2024 08:00 م
عبد اللطيف صبح
 
 
سلط تقرير حقوقي حديث الضوء على مخاطر وعواقب مفاعل ديمونا النووي في إسرائيل، موضحا أن الأبحاث التي أجريت عن مخاطر وعواقب محتملة لأي تسريب في مفاعل ديمونا كشفت 1537 عيبا في أسس الألومنيوم في مفاعل ديمونا النووي في صحراء النقب بجنوب إسرائيل.
 
كما تأذى بعض العاملين في المفاعل بسبب مخاطر العمل فيه، بعضهم جرى إصابته بالسرطان نتيجة العمل في المفاعل وتوفي بعضهم بسبب الإصابة بالسرطان نتيجة العمل في المفاعل، وفي 18 سبتمبر 2017 صادقت محكمة المنطقة الوسطى في إسرائيل على اتفاق يقضي بدفع تعويضات مالية لحوالي 17 من العاملين في الموقع أصيبوا بالسرطان نتيجة تعرضهم للمواد الخطيرة خلال عملهم في مفاعل ديمونا النووي، وحصل المستخدمون على تعويضات كبيرة تصل إلى 78 مليون شيكل.

عداء تاريخي

التقرير السنوي لمؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان كشف أيضا عن تعرض مفاعل ديمونا لمخاطر أخرى تتمثل في أن إسرائيل ذاتها موجودة في قلب العالم العربي، وهناك عداء تاريخي بينها وبين الشعوب العربية وبينها وبين بعض الأنظمة العربية، وهذا يعني أن مخاطر اندلاع حرب يتم فيها استهداف مفاعل ديمونا من أي طرف في نزاع مع إسرائيل هي مخاطر حقيقية وقائمة بقوة. وتنذر بكوارث ضخمة علي العديد من الدول خاصة من الإشعاعات النووية والمرجح تسربها من مفاعل ديمونا في حالة حدوث أي استهداف له.
 
وفقا للتقرير تشهد التجارب التاريخية على الاحتمالات القوية لضرب مفاعل ديمونا أثناء النزاعات العربية الإسرائيلية التي لا تنتهي. وعلى سبيل المثال في عام 1973، أسقطت الدفاعات الجوية الإسرائيلية المخصصة للدفاع عن ديمونا طائرة مدنية ليبية كانت متجهة إلى المفاعل، ما أسفر عن مقتل 108 أشخاص.
 
ويضاف إلى المخاطر السابقة أن وجود السلاح النووي بيد المتطرفين الإسرائيليين الذين يصلون إلى السلطة هو أمر في غاية الخطورة ويهدد السلم والأمن الدولي وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، إذ دعا بعض هؤلاء المتطرفين وهو وزير التراث الإسرائيلي المتطرف عميحاي إلياهو إلى استخدام السلاح النووي في الحرب الجارية على قطاع غزة من أجل إبادة القطاع بالكامل.
 
ماعت قالت إن هذا الأمر كان يجب أن تتوقف عنده المنظمات الدولية وخاصة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتجري التحقيقات بشأن تلك التهديدات لبيان مدي جديتها، والبحث في مدى امتلاك إسرائيل للأسلحة النووية، وتمتنع عن التوقيع على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.
 
وأوضحت المؤسسة أنه يمكن أن يؤثر أي تسرب في مفاعل ديمونة على صحة المجتمعات المجاورة وآلاف العمال في الموقع للخطر، كما إنه من بين العواقب الرئيسية للبرنامج النووي الإسرائيلي في ديمونة هو إفشال إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.

معلومات عن ديمونا

مفاعل ديمونة، هو مفاعل يشار إليه باسم 2-IRR وموقعه بحسب المعلومات المتوافرة مركز الأبحاث النووية في صحراء النقب على بعد حوالي 25 كيلو مترًا غرب الأردن، وما يقارب 75 كيلو مترا شرق مصر و85 كيلومترا جنوب القدس، والمفاعل يعمل بالماء الثقيل وباليورانيوم الطبيعي.
 
كان قد أمر بإنشائه أول رئيس وزراء الإسرائيل ديفيد بن غوريون مقابل مخاوف تتعلق بالتفوق العددي للدول العربية أو ضد ما تسميه التهديدات الوجودية لإسرائيل. وجري بناء هذا المفاعل تحت الأرض بحراسة عدد من وحدات الدفاع الجوي الأرضي، وبزعم إنشاء برنامج مدني للطاقة النووية بدأت إسرائيل في إنتاج البلوتونيوم لإنتاج الأسلحة النووية.
 
ورغم إن العمر الافتراضي للمفاعل كان 40 عاما ومن المفترض أن ينتهي في عام 2003 إلا إن اسرائيل أدخلت تعديلات على المفاعل الزيادة عمره الافتراضي. وفي العادة، تكون المفاعلات النووية صالحة للاستخدام الأربعين عاما. مع إمكانية تمديد فترة الصلاحية بإدخال بعض التعديلات.
 
وترفض إسرائيل أن توقع على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية لإنه بمجرد التوقيع ستخضع مفاعلات إسرائيل للتفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
 
ورغم إرسال أمريكا بعثتين إلى ديمونة وتأكيد المفتشين الذين أرسلتهم الولايات المتحدة إن مفاعل ديمونة ذا طبيعة سلمية وإنه لا يضم سوى مفاعل أبحاث لا يملك القدرة على إنتاج البلوتونيوم لأغراض عسكرية. مع ذلك حذرت تقارير أخرى من أن عمليات التفتيش لم تكن سوى دعابة، إذ لم تسمح إسرائيل للمفتشين الذين قاموا بزيارة المفاعل باستخدام معداتهم الخاصة أو جمع عينات.

الرؤوس النووية المقدرة

لم تتغير تقديرات حيازة الأسلحة النووية من قبل إسرائيل منذ سنوات ويقدر إن تملك ما بين 80 إلى 90 رأسا نوويا من بينها 50 يمكن أن تطلق من خلال الصواريخ الباليستية و 30 من خلال الطائرات الحربية ويُعتقد أيضًا أن إسرائيل تمتلك عددًا غير معروف من قذائف المدفعية النووية وذخائر التدمير الذرية. كما لديها نحو 890 كجم من مخزون البلوتونيوم تقريبا. يكفي لصنع 170-278 رأسا نوويا.
 
وتمتلك إسرائيل ما يعرف بالثالوث النووي وهي الوسائل الجوية، والبحرية، والأرضية القادرة على إطلاق أسلحة نووية فالوسائل الجوية تتمثل في قدرة اسرائيل على إطلاق أسلحة نووية من خلال طائرات 15-F-16 F و 35-F الأميركية، وجميعها قادرة على حمل قنابل نووية في نسخها المعدلة. أما بخصوص الوسائل البحرية فبحسب المعلومات المتوافرة فإن إسرائيل نشرت أسلحة نووية على متن غواصات من طراز دولفين التي استوردتها من ألمانيا. وتمتلك إسرائيل، بحسب منظمات نزع السلاح ما يقارب 6 غواصات من طراز دولفين القادرة على حمل صواريخ كروز ذات رؤوس نووية لشن هجمات على مواقع برية. أما بخصوص الوسائل الأرضية فإن إسرائيل تمتلك صواريخ طراز اريحا القادرة على حمل رؤوس نووية.

print