استقبل المستشار الدكتور حنفى جبالى، رئيس مجلس النواب، الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، اليوم الثلاثاء، بمقر مجلس النواب بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث أدى الرئيس اليمين الدستورية رئيسًا للبلاد.
جبالى ألقى كلمة رحب خلالها بالرئيس السيسي، قائلا: "يرحب بكم نواب شعب مصر بكل التقدير والحب والإعزاز فى يوم يسطر التاريخ المصرى فيه صفحة من صفحات الجمهورية الجديدة إذ كتب الله جل وعلا لكم أداء اليمين الدستورية لفترة رئاسية جديدة تحت قبة مجلس النواب المصرى فى مقره الجديد".
وتابع جبالى: "هذا البنيان الذى امتزجت بين جدرانه الحداثة والتطور بأصالة تاريخ البرلمان المصرى العريق فى صورة جلية جسدت واقعا طالما ابتغيتموه سيادتكم حين وجهتم بإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة لتكون كيانا مواكبا للعصر متناغما مع الهوية الوطنية المصرية ونابضا بصورة حضارية لمستقبل مصر وتطلعات شعبها العظيم".
ووجه جبالى حديثه للرئيس السيسى قائلا: "السيد الرئيس؛ فى مرحلة فارقة من عمر الوطن كثرت فيها التحديات وتعاظمت المسئوليات جاء السباق الرئاسي، فاستحضر الشعب المصرى مواقفكم القوية واصطف بشكل غير مسبوق أمام صناديق الاقتراع مستمسكا بكم عن معرفة ويقين مدركا حجم المسئولية ومؤكدا رغبته فى استكمال مسيرة البناء والعمل فاختاركم مجددا الثقة قائدا وزعيما لبلد الأمن والأمان مصر سيدة الأوطان".
وتابع: "لقد شهد الواقع المصرى على أيديكم وتحت قيادتكم تغيرات ملموسة فقد سعيتم نحو تعزيز وترسيخ حقوق الإنسان وتحقيق العدالة الاجتماعية ومساندة المرأة والشباب والنهوض بمكانة كل منهما فى المجتمع وركزتم على إصلاح النظام الاقتصادى بكل ما استطعتم من قوة رغم كل ما واجهتموه والشعب معكم من تحديات سيما تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية فحرصتم كل الحرص على توفير كافة سبل الدعم للمواطن البسيط الذى ينشد حياة مستقرة ومستقبلا آمنا له ولأبنائه".
وقال رئيس مجلس النواب، إن الرئيس السيسى استطاع رغم تصاعد وتيرة الأحداث من حولنا أن يحفظ لمصر أمنها واستقرارها بعيدا عن مزالق الهوى وطيش المغامرة باعثا برسالة للعالم كله إن مصر قوية بتماسك ووحدة شعبها واصطفافه بكل ثبات خلف قيادته الحكيمة، مضيفا: "ولقد كان نواب البرلمان المصرى بغرفتيه فى الصفوف الأولى يدعمون سعيكم الحثيث يا سيادة الرئيس نحو حب الوطن ورعاية مصالحه العليا".
وتطرق جبالى فى كلمته إلى موقف الدولة المصرية المساند والداعم للقضية الفلسطينية، قائلا: "كعادة مصر ورجالاتها دائما وأبدا فى الوقوف مع أشقائهم فى المحن كان لسيادتكم دور فاعل فى احتواء الأحداث الدامية التى شهدها قطاع غزة بدولة فلسطين الشقيقة وسعيكم بشتى السبل لتخفيف معاناة أهلها"، واستطرد: "على الجانب الآخر توجيهاتكم بفتح منافذنا الجنوبية للسماح لإخواننا السودانيين بالنفاذ للأراضى المصرية فى أعقاب النزاعات الأهلية الدائرة بالأراضى السودانية، ومن جانب ثالث التحرك المصرى اللحظى صوب الأراضى الليبية لدعم جهود الإغاثة جراء ما شهدته بعض مدنها الساحلية من إعصار وفيضانات".
وأضاف: "كل هذه الجهود كانت واقعا مشهودا نال استحسان المجتمع الدولى، وجاء قرار برلمان البحر الأبيض المتوسط باختيار سيادتكم للحصول على جائزة "بطل السلام" لعام 2024 تتويجا لجهودكم الفريدة التى بذلتموها سيادتكم فى تحقيق السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط".
وأوضح جبالى أنه فى هذه الأوقات الفاصلة يحتاج الوطن أصحاب المواقف القوية القادرين على تجاوز العقبات بثقة واقتدار، قائلا: "ولا يخفى علينا أن الطريق نحو التقدم والازدهار طالما كان محفوفا بالصعوبات بيد أن التاريخ قد برهن على أن الشجاعة فى اتخاذ القرارات الصعبة والثبات على الحق دوما ما يصنعان الفارق، لذا أدعوكم إلى مواصلة العمل نحو الارتقاء بمصرنا الغالية حتى تبلغ ما تستحقه من مكانة دون الالتفات لأصوات الجهل والتشكيك".
وتابع: "إن مجلس النواب يعاهدكم كما يعاهد شعب مصر العظيم على دعم عملية البناء والتنمية وأن يتحمل بكل إخلاص مسئولياته وأن يواصل بكل عزم وإصرار تحقيق آمال وطموحات الشعب المصري".
واختتم كلمته قائلا: "حمى الله مصر الكنانة وشعبها وجعلها أرض الأمن والأمان وواحة الرخاء والاستقرار، فسر على بركة الله يا سيادة الرئيس فمصر معكم بإذن الله قادرة على مواصلة طريق التنمية والتقدم والازدهار، أمدك الله تبارك وتعالى بعونه وسدد على طريق الحق والخير خطاك إنه نعم المولى ونعم النصير".