تستعد أوروبا للحرب من أجل فوز أوكرانيا ومنع روسيا من الفوز في حربها مع أوكرانيا ، حتى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعد بفعل كل ما هو ضرورى لمنع روسيا من الفوز لأن مثل هذا السيناريو سيكون بمثابة تهديد وجودى لأوروبا.
وقلبت الحرب في أوكرانيا النظام الجيوسياسي لما بعد الحرب الباردة رأسا على عقب، مما أجبر أوروبا على أخذ دفاعها على محمل الجد بعد عقود من تقليص الميزانيات العسكرية ودفع الدول الواقعة على حدودها إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة.
وحذر عدد من السياسيين وأخرهم ، رئيس الوزراء الولندى دونالد تاسك ، الذى حذر من أن أوروبا تمر بوقف ما قبل الحرب مشيرا إلى أن التهديد الذى تمثله روسيا أصبح لابد من مواجهته وعلى الرغم من ذلك إلا أنه على الرغم من أن أوروبا تمر بعصر ما قبل الحرب إلا أنه لا يزال طريق طويل لتقطعه .
وقال توسك في مقابلة مع أحد الصحف الألمانية ، إن الحرب لم تعد مفهوما من الماضي. إنها حقيقية، وقد بدأت قبل أكثر من عامين. والأمر الأكثر إثارة للقلق الآن هو أن أى سيناريو ممكن حرفيا. لم نشهد وضعا مثل هذا منذ عام 1945.
وأضاف: أعلم أن الأمر يبدو مدمراً، خاصة بالنسبة للأجيال الشابة، لكن علينا أن نعتاد على حقيقة أن حقبة جديدة قد بدأت: حقبة ما قبل الحرب، أنا لا أبالغ، فالأمر يصبح أكثر وضوحاً كل يوم، وأصبح القادة والجيوش الأوروبية قلقين بشكل متزايد بشأن احتمال انتشار الصراع إلى دول مجاورة أخرى.
وانضمت السويد وفنلندا مؤخراً إلى منظمة حلف شمال الأطلسي، وهو الأمر الذي لم يكن من الممكن تصوره حتى عامين مضت بالنسبة للدولتين الاسكندنافيتين المشهورتين بحيادهما. وفي دول البلطيق، قامت إستونيا وليتوانيا بتعزيز ميزانياتهما الدفاعية بما يتجاوز كثيراً الحد الأدنى الذي حدده حلف شمال الأطلسي (2%) من الناتج المحلي الإجمالي. وتعمل مولدوفا، المتاخمة لأوكرانيا والتي ظلت لفترة طويلة عرضة للتدخل الروسي، على تسريع طريقها نحو الاتحاد الأوروبي.
وفي الوقت نفسه، قاد الثلاثي فرنسا وألمانيا وبولندا ــ أو ما يسمى بمثلث فايمار ــ جهود القارة لإعادة تسليح وحماية نفسها ضد أي هجمات من روسيا .
وتطالب كييف بمزيد من الأسلحة والصواريخ والرصاص والأموال من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ، فى الوقت الذى يخشى البعض من أندلاع حرب فى أوروبا جديدة ،وعلى رأسهم بابا الفاتيكان ، البابا فرانسيس، الذى أصبح لديه العديد من المخاوف من نشوب الحرب العالمية الثالثة.
انقسام أوروبى
طفو الخلافات والانقسامات الأوروبية على السطح مع دخول الحرب الأوكرانية عامها الثالث، بين مؤيد ومعارض لمقترح فرنسا إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، وتعمل فرنسا على بناء تحالف من الدول المنفتحة على فكرة نشر قوات غربية في أوكرانيا، ما يعمق الصراع مع ألمانيا التي رفضت فكرة إرسال قوات من الناتو إلى أوكرانيا، ردًا على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر في باريس ضم 20 زعيمًا أوروبيًا.
الانقسام الأوروبى وسط مخاوف من فوز ترامب
تأتي هذه الانقسامات في وقت تواجه فيه أوروبا مخاوف أمنية، تثيرها تهديدات المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترمب بعدم الدفاع عن البلدان الأوروبية الحليفة في الناتو التي لا تفي بالتزاماتها المالية، في حال انتُخب رئيساً، حيث أنه في فبراير الماضى ، قال ترامب إنه إذا عاد إلى البيت الأبيض قد يشجع روسيا على مهاجمة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي التي لا تفي بالتزاماتها المالية.
وأثارت تصريحات ترامب امتعاضاً واسعاً في الأوساط الأوروبية، بداية برئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الذي وصف ما قاله المرشح الرئاسي الأمريكي بأنها، تصريحات متهورة لا تخدم سوى مصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتضع الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة قادة الدول الأوروبية أمام مأزق دفاعي كبير، بسبب اعتماد القارة على الولايات المتحدة الأمريكية في الدفاع عنها، في وقت يتجه فيه الجمهوريون بقيادة ترامب إلى تقليص الارتباط الدفاعي بالاتحاد.