يبدو أن لحظة الصفر لاجتياح اسرائيلى لمدينة رفح الفلسطينية المكتظة بالنازحين قد اقتربت، وسط نشر الاعلام العبرى لاستعدادات كبيرة يقوم بها جيش الاحتلال في المنطقة، الأمر الذى حذرت منه دول المنطقة والمؤسسات الأممية خوفا من كارثة إنسانية وشيكة لن يستطيع ضمير العالم تحملها.
وتأتى الاستعدادات الإسرائيلية السريعة لتنفيذ عملية في رفح بالتزامن مع أنباء حول مذكرات توقيف قد تصدر من المحكمة الجنائية الدولية بحق قيادات في إسرائيل بسبب حرب الإبادة التي تخوضها منذ 200 يوما ضد الفلسطينيين، ويبدو أن تلك الانباء التي تسربت لحكومة الاحتلال أدت إلى تسريع قرار اجتياح رفح، خاصة أن إسرائيل أصبحت في شبه عٌزلة عالمية بعد تماديها في المجازر بحق المدنيين، فضلا عن تفجر غضب شعبى كبير ضد حكومة بنيامين نتنياهو.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن إسرائيل تستعد لإرسال قوات برية إلى مدينة رفح في قطاع غزة التي تعتبرها آخر معقل لحركة حماس، وقالت إن استعدادات تجري لإجلاء النازحين الفلسطينيين الذين يحتمون هناك، ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" واسعة الانتشار عن قرار للحكومة الإسرائيلية، بعد تعثر محادثات وقف إطلاق النار مع حماس، أن عملية اجتياح رفح التي تأجلت لعدة أسابيع بسبب خلافات مع واشنطن ستتم "قريبا جدا".
ونشرت عدة وسائل إعلام إسرائيلية أخرى تقارير مماثلة، وأشار البعض إلى لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي بدا أنها تظهر إقامة مدينة خيام لاستقبال من سيتم إجلاؤهم من رفح.
كما كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن الجيش الإسرائيلي يستعد لنشر لواءين احتياطيين في قطاع غزة، تحت قيادة الفرقة 99، وقال الجيش إن اللواء 679 "يفتاح" ولواء المشاة الثاني "كرملي"، اللذين كانا يعملان على الحدود الشمالية، استعدا في الأسابيع الأخيرة لمهمتهما في قطاع غزة.
ويوضح الجيش أن كتيبتي الاحتياط "استفادتا من تقنيات المعركة وتعلمتا الأفكار والدروس الرئيسية من القتال والمناورة في قطاع غزة حتى الآن"، وتم خلال أشهر قليلة فقط من الهجوم البري للجيش الإسرائيلي، تكليف الفرقة 99 بمهمة الممر الأوسط لقطاع غزة.
بالتزامن مع ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية، حول استعداد إسرائيل لإرسال قوات إلى مدينة رفح في قطاع غزة، كشفت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، الضابطة إيلا، وفقا لموقع "الحرة" الأمريكي، عن انتظارهم "الضوء الأخضر السياسي" لمداهمة جميع معاقل حركة حماس.
وأكدت نائبة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الضابطة إيلا، أن "القوات الإسرائيلية حاليا على أتم الاستعداد لدخول جميع المناطق التي تتواجد بها كتائب حماس من أجل "تفكيكها"، وأضافت :"من أجل تفكيك حماس سيصل الجيش الإسرائيلي لجميع الأماكن، لكن ننتظر القرار السياسي والضوء الأخضر، ووقتها سوف نتحرك بكل قوة".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أكدت أن الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح متوقع أن يستمر 6 أسابيع على الأقل.
وخوفا من الانتقادات الدولية والتحذيرات من مجزرة وشيكة في رفح المكتظة باللاجئين وبعد ضغوط دولية لجأت إسرائيل إلى حيلة لتٌبرئ ذمتها مما هو قادم، حيث ذكرت مصادر حكومية إسرائيلية، أن "إسرائيل" اشترت عشرات الآلاف من الخيام للمدنيين الفلسطينيين، الذين تعتزم إخلاءهم من رفح قبل الهجوم المتوقع على المدينة، التي تعتبرها إسرائيل آخر معقل لحركة "حماس" في قطاع غزة.
وأضافت المصادر أنه بعد أسابيع من المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن الضمانات المدنية، اشترت وزارة الدفاع الإسرائيلية 40 ألف خيمة، تتسع كل منها لما بين 10 أشخاص و12 شخصًا، للفلسطينيين الذين سيتم نقلهم من رفح.
وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي بدا أنها تُظهر إقامة مدينة خيام في خان يونس، التي تبعد عن رفح نحو خمسة كيلومترات.
هذه التحركات جاءت بالتزامن مع تقرير للقناة 12 العبرية، والتي أكدت إن هناك رسائل وصلت إلى إسرائيل تشير لتزايد احتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال لمسؤولين كبار، بينهم رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والتي أثيرت في اجتماع بمكتب رئيس الوزراء.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر بالمحكمة الجنائية الدولية، قولهم إن التوجه لإصدار أوامر اعتقال لم يكن ليحدث دون ضوء أخضر أمريكي، لافته إلى أن نتنياهو طلب مساعدة وزيري خارجية بريطانيا وألمانيا بالقضية أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وتتمتع 125 دولة بعضوية المحكمة الجنائية الدولية، بما فيها بالأساس جميع الدول الأوروبية، وهي ملزمة جميعاً بموجب قانون المعاهدات باحترام مذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، برغم أن هناك أمثلة لدول تحتج على هذه المذكرات، وترفض العمل بموجبها.