أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) بسرعة جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، مما أدى إلى تغيير طريقة عملنا والتواصل والتفاعل مع العالم من حولنا، ومع استمرار تقدم الذكاء الاصطناعي وزيادة تطوره، من المهم مراعاة المخاطر والعواقب المحتملة المرتبطة بتطويره، وللذكاء الاصطناعي استخداماتٌ عسكريةٌ عديدةٌ أثناء الهجوم العسكري، فأنظمة إدارة المعارك وأنظمة المراقبة والاستطلاع والاستخبارات الموجهة بالذكاء الاصطناعي، كلها تتيح للقادة وعياً متزايداً بالأوضاع، وهو ما قد يساعد الجيوش على تحديد مراكز ثقل عدوها في مجال المعركة، وتُمكِّن القوات من التنسيق السريع للهجمات المشتركة.
فقد أسهمت الجهود المتواترة من جانب الباحثين خلال العقد الماضي في إحداث تطورات بارزة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتقنيات التكنولوجية المرتبطة به (الحوسبة الكمية، والبيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء، والروبوتات، والأنظمة ذاتية التشغيل)، حيث أمكن الوصول بها خلال فترات زمنية قصيرة إلى مستويات فاقت توقعات الخبراء والمتخصصين، وحقيقة الأمر أن ذلك التطور المتسارع قد جاء مدفوعًا بمجموعة من العوامل المحفزة، التي تشمل التطور الهائل في استخدام البرمجيات وكفاءة أدائها، والتوسع في اعتماد قواعد البيانات الضخمة، وكذلك التقدم الملحوظ في تطبيقات التعلم الآلي (Machine Learning)، وإعداد الخوارزميات.
أسئلة مشروعة حول الذكاء الاصطناعى
في التقرير التالى، يلقى "برلماني" الضوء على حزمة من الأسئلة والإجابة عليها حول علاقة الذكاء الاصطناعى بالسلاح، ماذا سيحصل في حال قرر الذكاء الاصطناعي شن هجوم في المستقبل على البشر؟ فهل سينقلب السحر على الساحر؟ وهل يتمرد المصنوع على الصانع؟ ومن يمتلك الذكاء الاصطناعي يمتلك القوة، خاصة وأننا بعد التمعن في مستقبل الروبوتات المستقلة القاتلة، وجدنا أن الصلة بين السلاح والمحارب من المحتمل أن تنطمس لأن السلاح سيستقل بقرارات استخدامه ذاتياً، فقد وصفت ثورة الروبوتات بأنها، الثورة الأكبر المقبلة في مجال الشؤون العسكرية - بحسب الخبير القانوني الدولى والمحامى بالنقض الدكتور فارس إسماعيل العكروتى، الباحث في الذكاء الاصطناعي.
في البداية - الروبوتات المستقلة القاتلة تختلف عن غيرها فهي تضاهي استخدام البارود والقنابل النووية في جانب كبير منها عن الثورتين اللتين سبقنا، إذ إن نشرها لن يفضي إلى تحسين أنواع الأسلحة المستخدمة فحسب، بل سيؤدي أيضاً إلى تغيير هوية من يستخدمها، لذا فإننا نبحث في دراستنا هذه، مدى اتساق الروبوتات عسكريا وأخلاقيا، ومدى خضوعها لقواعد القانون الدولي الإنساني، ومدى خضوعها للقواعد المنظمة العمليات العسكرية،وإلى الأخذ بجانب الحيطة والحذر وتفادي الأضرار المستقبلية التي ستنتج عن عدم وقوف العالم بوجه مثل هذا خطر – وفقا لـ"العكروتى".
أضرار قد تتجاوز مناطق القتال
وتتمثل أهمية البحث في تعريفه بمبدأ اتساق تكنولوجيا الروبوتات باعتبارها أحد أشكال الذكاء الاصطناعي الذي أصبح واقعا والمستخدمة في سير العمليات العسكرية ومدى اتساقها للقول بمشروعية أو عدم مشروعية هذه التكنولوجيا الحديثة والتي يزداد استخدامها في الوقت الراهن في ظل ازدياد الاعتماد على الآلات والابتعاد عن العنصر البشري في الوقت الذي ازدادت فيه النزاعات المسلحة في مناطق العالم المختلفة، وما قد تسببه من أضرار قد تتجاوز مناطق القتال إلى مناطق آهله بالسكان المدنيين غير المشاركين في العمليات القتالية، وبما قد يؤثر في الأعيان المدنية ويؤثر على الصحة العامة – الكلام لـ"العكروتى".
لقد تنبأ العديد من الخبراء بالدور الواسع الذي سيلعبة الذكاء الاصطناعي في تعزيز القدرات العسكرية التقليدية والمتطورة، سواء من الناحية التشغيلية أو على المستوى التكتيكي. حيث إنه يلعب دورًا يفوق كونه "سلاحًا" في حد ذاته، فعلى المستوى التشغيلي، يعزز الذكاء الاصطناعي من القدرات العسكرية من خلال إمكانات الاستشعار عن بعد، والإدراك اللحظي للمتغيرات والمناورة، واتخاذ القرار تحت ضغط – طبقا لـ"العكروتى".
الذكاء الاصطناعى والمستوى الاستراتيجي التكتيكي في صنع القرار العسكري
أما على المستوى الاستراتيجي التكتيكي في صنع القرار العسكري، فستتمكن أنظمة القيادة المعززة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من تجنب العديد من أوجه القصور الملازمة لعملية اتخاذ القرارات الاستراتيجية التقليدية، حيث ستكتسب القدرة على اتخاذ القرار السريع بل والتلقائي بناءً على المعلومات المعززة، وهو الأمر الذي يُجنّبها الأخطاء البشرية، ويُكسبها ميزة تنافسية مقارنة بأنظمة اتخاذ القرار التقليدية – هكذا يقول الباحث في الذكاء الاصطناعي.
وبناء عليه، فإن إدماج الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري سيؤدي إلى إدخال متغير جديد في المعادلة العسكرية، لن تتساوى فيه الجيوش التي تستخدم تلك التكنولوجيا الجديدة مع غيرها، ومن ثم سيحدث مجموعة من الآثار الاستراتيجية التي من المحتمل أن تزعزع الاستقرار الأمني إلى حد كبير، وتؤثر على ديناميكيات الصراع والتصعيد العسكري في المستقبل.
التهديدات الأمنية المحتملة والمترتبة على التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي
أن التهديدات الأمنية المحتملة والمترتبة على التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، تشمل الأمن بمفهومه الواسع الذي يتضمن الأمن الرقمي (مثل: التصيد الموجه، واختلاق الخطاب أو التصنيع الصوتي وانتحال الهوية، والتسلل الآلي والتطفل على البيانات)؛ والأمن المادي مثل الهجمات المنفذة من أسراب الطائرات بدون طيار)؛ وأخيرا الأمن السياسي مثل عمليات المراقبة والخداع والإكراه.
ولقد ألمح الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" على أهمية هذا الدور الذي تقوم به تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، عندما أشار إلى أن "من سيقود الذكاء الاصطناعي سيحكم العالم"، في دلالة على أن هذه التقنية أصبحت مرتكزا أساسيا في دعم القوة الوطنية للدولة في المستقبل، ويمكن إجمال المهام والوظائف العسكرية التي تقوم بها الأنظمة المعززة بالذكاء الاصطناعي.
استخدام الخوارزميات في صنع القرار
أما على صعيد الحروب فحري بالذكر إن إدماج الذكاء الاصطناعي معها من المتوقع أن يُحدث آثارا تحولية في مستقبل الحروب والتوازن العسكري عالميا، حيث سيضيف إليها تقنيات تعزز من قدراتها مثل الإدراك البصري والتعرف على الصوت والوجه، وكذلك استخدام الخوارزميات في صنع القرار لتنفيذ مجموعة من العمليات الجوية والبرية والبحرية وذلك بشكل مستقل عن الإشراف والتدخل البشري.
وبناءً على ذلك ستتمكن تلك الأنظمة المعززة من التوسع في مجموعة المهام التالية: الاستطلاع ودقة تنفيذ الضربات، واختراق الدفاعات الجوية المتطورة متعددة المستويات مما يؤثر على كفاءة قيامها بوظيفة الردع، كما ستقدم تلك الأسلحة المدعومة بالذكاء الاصطناعي للدول خيارات إضافية غير متماثلة خاصة في المجال البحري لإبراز القوة العسكرية داخل المناطق المتنازع عليها وغير المسموح لها باختراقها، بالإضافة إلى مجموعة من المهام المحددة التي يمكن القيام بها والتي تشمل إزالة وزرع الألغام، ونشر وجمع البيانات من شبكات الاستشعار البحرية المضادة للغواصات ومهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، وشن الحرب الإلكترونية والعمليات غير القتالية "مثل مكافحة الإرهاب والدفاع عن الحدود، والدعم التوجيهي للصواريخ ولدقة عمليات الاستهداف".
الذكاء الاصطناعى والمستوى الاستراتيجي التكتيكي في صنع القرار العسكري
كما يمكن أن يلعبه الذكاء الاصطناعي دورا واسعا في تعزيز القدرات العسكرية التقليدية والمتطورة، سواء من الناحية التشغيلية أو على المستوى التكتيكي، حيث إنه يلعب دورًا يفوق كونه "سلاحًا" في حد ذاته، فعلى المستوى التشغيلي، يعزز الذكاء الاصطناعي من القدرات العسكرية من خلال إمكانات "الاستشعار عن بعد، والإدراك اللحظي للمتغيرات، والمناورة، واتخاذ القرار تحت ضغط".
أما على المستوى الاستراتيجي التكتيكي في صنع القرار العسكري، فستتمكن أنظمة القيادة المعززة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من تجنب العديد من أوجه القصور الملازمة لعملية اتخاذ القرارات الاستراتيجية التقليدية، حيث ستكتسب القدرة على اتخاذ القرار السريع -بل والتلقائي- بناءً على المعلومات المعززة، وهو الأمر الذي يُجنّبها الأخطاء البشرية، ويُكسبها ميزةً تنافسيةً مقارنةً بأنظمة اتخاذ القرار التقليدية.
متغير جديد في المعادلة العسكرية بسبب الذكاء الاصطناعى
وبناءً عليه، فإن إدماج الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري سيؤدي إلى إدخال متغير جديد في المعادلة العسكرية، لن تتساوى فيه الجيوش التي تستخدم تلك التكنولوجيا الجديدة مع غيرها، ومن ثم سيحدث مجموعة من الآثار الاستراتيجية التي من المحتمل أن تزعزع الاستقرار الأمني إلى حد كبير، وتؤثر على ديناميكيات الصراع والتصعيد العسكري في المستقبل.
ولتأكيد وجهة النظر السابقة، أكدنا في العديد من الدراسات أن التهديدات الأمنية المحتملة والمترتبة على التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، تشمل الأمن بمفهومه الواسع الذي يتضمن الأمن الرقمي (مثل: التصدي الموجه، واختلاق الخطاب أو التصنيع الصوتي، وانتحال الهوية، والتسلل الآلي والتطفل على البيانات)؛ والأمن المادي (مثل الهجمات المنفذة من أسراب الطائرات بدون طيار)؛ وأخيرًا الأمن السياسي (مثل عمليات المراقبة والخداع والإكراه).