وتلقى ريشى سوناك، رئيس وزراء بريطانيا سلسلة من الضربات القوية مساء السبت عندما فاز حزب العمال بمعركة شرسة لتأمين منصب عمدة وست ميدلاندز من المحافظين، كما تغلب صادق خان على منافسته من حزب المحافظين فى لندن ليفوز بفترة ولاية ثالثة.
وقالت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية إن هذه النتائج، إلى جانب الانتصارات الحاسمة لآندى بورنهام من حزب العمال فى مانشستر الكبرى، وستيف روثرام فى ليفربول، وتريسى برابين فى ويست يوركشاير، تركت حزب العمال مسيطرا عن معظم رؤساء البلديات فى إنجلترا.
وجاءت المفاجأة فى وست ميدلاندز، حيث خسر آندى ستريت أمام ريتشارد باركر بأغلبية 1508 أصوات، والتى تم الإعلان عنها بعد سلسلة دراماتيكية من عمليات إعادة فرز الأصوات، فى أعقاب أداء كارثى لحزب المحافظين فى انتخابات المجالس المحلية يوم الخميس، حيث احتلوا المركز الثالث خلف الديمقراطيين الليبراليين فى عدد المقاعد التى فازوا بها، لأول مرة منذ عام 1996.
ويكمن الخطر بالنسبة لسوناك فى أن أعضاء البرلمان المحافظين سوف يرون الآن أن رئيس الوزراء والحزب الوطنى قد دمرا عمدة ناجحًا وشعبيًا فى ويست ميدلاندز، والذى كان له الفضل فى تعزيز اقتصاد المنطقة. وكان مصير ستريت محتوما، على الرغم من أنه بذل كل ما فى وسعه للنأى بنفسه عن حزب المحافظين الوطنى فى حملته لولاية ثالثة.
وقال ستريت لقناة سكاى نيوز: "لقد كانت حملتى، لقد أدرت الأمر بطريقتي"، وقال إنه "فخور بالطريقة التى بنينا بها هذا النوع من الشعور الموالى للمحافظين هنا".
وكتبت وزيرة الداخلية المحافظة السابقة سويلا برافرمان فى صحيفة صنداى تليجراف أن الوقت قد حان لكى يقدم سوناك عروضا جريئة للناخبين.
وقالت: "دعونى أكون مباشرة حتى لا يضيع أحد الوقت فى المبالغة فى تحليل هذا: يجب ألا نغير زعيمنا. أن تغيير القائد الآن لن ينجح: فقد جاء وقت القيام بذلك ومضى. الحفرة التى يجب أن نخرج منها هى حفرة رئيس الوزراء، وحان الوقت له أن يبدأ فى تجريفها."
واستطردت: أن ناخبى حزب المحافظين يريدون سببًا للتصويت للمحافظين. وأضافت: "نحن بحاجة إلى أن نكون صريحين بشأن هذا إذا أردنا أن تكون لدينا أى فرصة لحل المشكلة"، وحثت سوناك على تبنى "قيادة قوية، وليس الإدارة" فيما يتعلق بالضرائب والهجرة والقوارب الصغيرة والقانون والنظام.
وكتب زعيم حزب العمال كير ستارمر حصريًا لصحيفة الأوبزرفر، أن سوناك ليس أمامه خيار سوى الدعوة لإجراء انتخابات عامة على الفور لتجنب إلحاق المزيد من الضرر بالبلاد من قبل حكومته المشلولة وحزبه المنقسم بشدة.
وأضاف "من المأساوى أن بريطانيا أصبحت الآن ضحية لحكومة غيبوبة، عالقة مع رئيس وزراء لن يدعو إلى انتخابات لأنه يخشى خسارتها، لكنه لا يستطيع إعطاء هذا البلد التغيير الذى يستحقه. أن تأخير ذلك لن يؤدى إلا إلى المزيد من الضرر والمزيد من التراجع والمزيد من الانجراف."
وقال ستارمر إن النتائج، التى حصل فيها حزب العمال على 185 مقعدًا فى المجلس بينما خسر المحافظون 473 مقعدًا، أظهرت كيف تتحد جميع أجزاء البلاد خلف مشروع وطنى تحت قيادة حزب العمال من شأنه أن يعالج الانقسامات القديمة، بما فى ذلك تلك المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى والحجج حول استقلال اسكتلندا.
وأكد "حزبى المتغير هو لكل من يحب هذا البلد، ويطمح لنفسه ولعائلته، ويعرف أنه يمكننا جميعًا أن نفعل ما هو أفضل من هذا. أن كسب ثقة الناس عبر الانقسامات الماضية، مثل المغادرة والبقاء أو نعم ولا بشأن استقلال اسكتلندا، أمر حيوى. يجب أن تطالب بلادنا بمستقبل أكثر إشراقا، ولن نتمكن من تأمينه إلا من خلال التكاتف."