ما زالت تتضاعف عدد الجامعات الأمريكية للطلاب المؤيدين للفلسطينيين، والذين أقاموا مخيمات في مزيد من الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية للاحتجاج على التوغل الإسرائيلي في غزة وإبادة شعبها جماعياً، منادين بإنهاء توفير الأسلحة الأمريكية للحرب الإسرائيلية في غزة والتوقف عن تسليح إسرائيل، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 34 ألف شخص، والإصابات 80 ألفا، ونزوح جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريبا وتسبب في أزمة إنسانية، حيث تعاني غزة أيضا من الجوع كوسيلة حرب تتميز بالخسة والوضاعة والانحطاط .
تتوسع الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة، يوما بعد يوم، تنديدا بالحرب الإسرائيلية على غزة، لتشمل العديد من الولايات، وذلك في الوقت الذى لازالت فيه السلطات الأمريكية تعتقل مئات المحتجين، مع استمرار تنديد منظمات حقوقية بوقوع انتهاكات ضد المتظاهرين، ومن لوس أنجلوس إلى نيويورك وواشنطن مرورا بأوستن وبوسطن وشيكاغو وأتلانتا، تتصاعد الاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين، وشملت الاعتصامات والمظاهرات جامعات مرموقة عالميا مثل هارفرد ويال وكولومبيا وبرينستن.
استمرار الاحتجاجات الطلابية الأمريكية تكشف
في التقرير التالى، يلقى "برلماني" الضوء على استمرار الاحتجاجات الطلابية الأمريكية التي أظهرت وكشفت الانقسام بين الأجيال في أمريكا وعدم شعبية إسرائيل بإبادة فلسطين، والتنظيم الطلابي يغير سياسة الرأى العام العالمى، خاصة بعد دخول كلية الديمقراطيين الأمريكيين على خط الطلاب، ومطالبة بايدن بوقف دائم لإطلاق النار في غزة، فقد أثارت هذه الاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع ردود أفعال متباينة في الأوساط السياسية الأميركية، والتحذير من انتهاك الحريات مع لجوء بعض الجامعات للقوة وفض الاعتصامات واعتقال مئات الطلاب، بحسب الدراسة التي أعدها المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى، نائب رئيس مجلس الدولة بعنوان: "أمريكا تشهد نسختها الخاصة من الربيع العربي.. الجامعات الأمريكية تنتفض لفلسطين ضد إسرائيل".
الاحتجاجات الطلابية الأمريكية أظهرت الانقسام بين الأجيال وعدم شعبية إسرائيل بإبادة فلسطين والتنظيم الطلابي يغير سياسة الرأى العام العالمى
في البداية - الاحتجاجات الطلابية الأمريكية أظهرت الانقسام بين الأجيال وعدم شعبية إسرائيل بإبادة فلسطين، حيث ظهر الانقسام بين الأجيال في المواقف تجاه إسرائيل، فالأصغر سناً لهم نظرة عادلة بشأن القضية الفلسطينية مقارنة بنظرائهم الأكبر سناً، خاصة وأن التنظيم الطلابي فى كثير من الأحيان يغير سياسة الرأى العام العالمى، حيث إنهم يتضامون من أجل غزة، وما يحدث فيها من إبادة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، ويمكن القول بأن الشباب يحاولون إنقاذ العدالة المفقودة تجاه فلسطين إنهم يفرضون قيم السلام الحقيقية على السياسيين والأكاديميين عن طريق الاحتجاجات التى عطلت الدراسة وبدت تتزايد من جامعة لأخرى – وفقا لـ"خفاجى".
إن الطلاب بالجامعات الأمريكية أظهروا شجاعة في جميع الولايات، معرضين حياتهم للاعتقالات والإيقاف والتهديد بالطرد والانصراف عن دروس العلم وقاعات التحصيل للدفاع عن حقوق وكرامة الشعب الفلسطينين فلقد أظهرت استطلاعات الرأى فى أمريكا أن شباب الجامعات هم الأكثر ميلاً للدعم والتضامن والتعاطف مع الفلسطينيين وانتقاد إسرائيل وقادتها فى قتل أكثر من 34 ألف قتيل معظمهم من الأطفال والنساء، وسوف تكشف التجربة الأمريكية أن هؤلاء الشباب سوف يؤثرون على الرأى العام الأمريكى والأوروبى والعالمى – طبقا لنائب رئيس مجلس الدولة.
وفى القريب العاجل سيجد القادة الأمريكان أن هناك تحولاً كبيراً إزاء إصرار الطلاب عن كشف الجامعات عن استثماراتها غير النزيهة مع الكيان الصهيونى والكف عنها لدى تصنيع الأسلحة وكافة الشركات المرتبطة بالجيش الإسرائيلي، والرأى عندى أن الشباب الأمريكيين هم الأكثر دعماً للفلسطينيين عن الأجيال التى سبقتهم وهو ما يمثل تهديداً حقيقياً لما تقوم به واشنطن من دعم مطلق وملحوظ لإسرائيل، وهو الأمر الذى يثير غضبة الطلاب، وهو ما اتضح جليا من خلال سياسة "الكيل بمكيلين" تجاه القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا العالمية، ومساندة إسرائيل ودعمها بشكل كامل – الكلام لـ"خفاجى".
كلية الديمقراطيين الأمريكيين تدخل على خط الطلاب وتنتقد دعم أمريكا لإسرائيل، وتطالب بايدن بوقف دائم لإطلاق النار في غزة
تُعد كلية الديمقراطيين الأمريكيين (CDA) المنظمة الطلابية التابعة للحزب الديمقراطي، وهي ذراع التوعية الرسمي للكلية التابع للجنة الوطنية الديمقراطية التى تأسست عام 1932 لتعزيز الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي "فرانكلين دي روزفلت"، الذى ألقى أولى خطاباته الإذاعية أمامها عام 1935، ثم من بعده الرئيس "ليندون جونسون"، ثم انفصلت عن الرئاسة بسبب حرب فيتنام، وقد أصدرت كلية الديمقراطيين الأمريكيين بياناً منذ يومين بموافقة المجلس التنفيذى للمنظمة بأغلبية 8 أصوات مقابل صوتين، وأشادت فيه بالحركة الاحتجاجية الطلابية وانتقدت البيت الأبيض بسبب طريقته الخاطئة في استراتيجية احتضان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو – هكذا يقول "خفاجى".
وهكذا تدخلت كلية الديمقراطيين الأمريكيين على خط الطلاب وانتقدت دعم أمريكا لإسرائيل، ويواجه الرئيس بايدن ضغوطا متزايدة بسبب دعمه لإسرائيل، وقد طالبت الرئيس بايدن إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة يلازمه إطلاق سراح جميع الرهائن الذين احتجزتهم حركة المقاومة الفلسطينية حماس والتوصل العاجل إلى حل الدولتين الذي يعترف بدولة فلسطينية مستقلة.
ويختتم "خفاجى" قائلا: "أشادت كلية الديمقراطيين الأمريكيين (CDA) بطلاب الجامعات واصفة الطلاب بالوضوح الأخلاقي لرؤية حرب إسرائيل على قطاع غزة على حقيقتها بأنها مدمرة وإبادة جماعية وغير عادلة، أكثر من السياسيين أنفسهم بركيزة أن الدعوة إلى حرية الفلسطينيين ليست معادية للسامية، لأنها من قبيل أعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، مؤكدين أنه على الرغم من انتقاد الرئيس بايدن المتزايد للحكومة الإسرائيلية، إلا أنه لم يقم بإجراء حقيقى بتغييرات جوهرية على سياسات الولايات المتحدة تجاه إسرائيل الذى استمر في تزويدها بالأسلحة دون شروط وبشكل مطلق".
الدكتور المستشار محمد عبد الوهاب خفاجى، نائب رئيس مجلس الدولة