على مدار 78 عاما عمر جامعة الدول العربية كانت القضية الفلسطينية -ولا زالت- ملفا حاضرا بشكل دائم في اجتماعات القمم العربية، فلم تخل مقررات القمم العربية منذ بدئها عام 1946 من قرارات تدعم فلسطين وتدافع عنها، في مواجهة أي اعتداء.
ورغم أن القضية الفلسطينية توارت خلف ملفات عربية أخرى حرجة فى بعض القمم العربية إلا أنها كانت تعاود للظهور وتصدر الأجندة العربية بين الحين والأخر، حتى أصبحت القضية الأولى والأهم على أجندة القادة العرب فى قمتهم ال33 التى ستنطلق غدا فى العاصمة البحرينية المنامة.
واختلفت القرارات الصادرة عن القمم العربية على مر تاريخ العمل العربى المشترك حيث بدأت بالتأكيد على عروبة كل أرض فلسطين، وعدم الاعتراف بإسرائيل مرورا بتبنى حل الدولتين حتى وصلت اليوم إلى حرب غزة التى راح ضحيتها أكثر من 35 ألف مدنى.
وعُقدت أول قمة عربية عام 1946 في "زهراء أنشاص" بمصر بدعوة من ملك مصر فاروق الأول، ، وحضرته الدول السبع المؤسسة للجامعة العربية، وهي: مصر، وشرق الأردن، والسعودية، واليمن، والعراق، ولبنان، وسوريا.
وتم تأكيد أن مصير فلسطين هو مصير كل الدول العربية، وتضمنت قراراتها أن قضية فلسطين قلب القضايا القومية، باعتبارها قطر لا ينفصل عن باقي الأقطار العربية، مع ضرورة الوقوف أمام الصهيونية، باعتبارها خطرًا لا يداهم فلسطين وحسب؛ وإنما جميع البلاد العربية والإسلامية.
ودعت إلى وقف الهجرة اليهودية وقفًا تامًا، ومنع تسرب الأراضي العربية إلى أيدي الصهاينة، والعمل على تحقيق استقلال فلسطين، واعتبار أي سياسة عدوانية موجهة ضد فلسطين تأخذ بها حكومتا أمريكا وبريطانيا هي سياسة عدوانية تجاه كافة دول الجامعة العربية.
وأكدت قمة أنشاص على الدفاع عن كيان فلسطين في حالة الاعتداء عليه، و مساعدة عرب فلسطين بالمال، وبكل الوسائل الممكنة.
وبعد الهزيمة العربية أمام إسرائيل عام 67، أطلقت قمة الخرطوم ثلاث لاءات عربية: لا صلح مع إسرائيل، ولا تفاوض معها، ولا اعترافَ بها، مع تأكيد وحدة الصف العربي، والالتزام بميثاق التضامن العربي، و التعاون العربي في إزالة آثار العدوان عن الأراضي الفلسطينية، والعمل على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي العربية.
تلتها قمة الجزائر عام 73 وحضرتها 16 دولة، أعلنت شرطين للسلام مع إسرائيل هما: الانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس، واستعادة الشعب الفلسطيني حقوقَه الوطنية الثابتة.
في عام 1982، كانت قمة فاس بالمغرب، قمة عربية غيرُ عادية اعترفت فيها دول عربية ضمنيا بوجود إسرائيل، حيث تم إقرار مشروع السلام العربي مع إسرائيل، أهم ما تضمنه: انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967، وإزالة المستعمرات الإسرائيلية في الأراضي التي احتلت بعد عام 1967 وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وتعويض من لا يرغب بالعودة، مع الإدانة الشديدة للعدوان الإسرائيلي على الشعبين اللبناني والفلسطيني.
وإثر الانتفاضة التي تفجرت ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد دخول آريئيل شارون الحرم القدسي الشريف، عقدت قمة طارئة بالقاهرة عام 2000، سميت قمة الأقصى، وتقرر إثرها إنشاء صندوقين: الأول باسم انتفاضة القدس برأس مال قدره مئتا مليون دولار، والثاني باسم صندوق الأقصى برأس مال قدره ثمانمئة مليون دولار.
وفي قمة بيروت 2002 أُقرت مبادرة السلام العربية، التي نصت على إقامة دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود عام 67، وشهدت هذه القمة أول حديث عربي عن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين المأمولة بدل القدس كلها.
وفي عام 2013، تبنّـت قمة الدوحة مقترحين من قطر بعقد قمة مصغرة للمصالحة الفلسطينية في القاهرة، وتأسيس صندوق عربي خاص بالقدس برأسمال يبلغ مليار دولار.
أما القمة 29 في الظهران السعودية، فقد رُفضت فيها كل الخطوات الإسرائيلية أحادية الجانب التي تغير الحقائق وتقوض حل الدولتين، وأعلن بطلان وعدم شرعية اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، كما طالبت دول العالم بألا تنقل سفاراتها إلى القدس، أو تعترف بها عاصمة لإسرائيل.
وغدا الخميس تنعقد القمة ال33 فى البحرين على مستوى القادة والرؤساء فى وضع بالغ الحساسية، حيث تستمر الحرب الدائرة فى قطاع غزة منذ 7 أشهر، وتقف إسرائيل على اعتاب مجزرة جديدة فى رفح الفلسطينية الأمر الذى يهدد استقرار المنطقة بأكملها.