إشادات متتالية بدور مصر في دعم القضية الفلسطينية شهدتها أعمال القمة العربية 33 التي استضافتها البحرين، الخميس، حيث أثني رؤساء وملوك قادة الدول العربية بجانب رؤساء المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية المشاركة علي جهود القاهرة لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني وأهالي قطاع غزة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي علي القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي.
وفي كلمته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن القمة العربية تعقد في ظروف استثنائية فالعدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة، بكل ما ينطوى عليه من وحشية وتجرد من الضمير يُمثل حدثا تاريخيا فارقا.
وأضاف أمين عام الجامعة العربية أن الشعوب العربية لن تنسى ذلك العنف الأعمى الذي أظهره الاحتلال الاسرائيلي، وهو يستهدف النساء والأطفال ويُطارد المهجرين والمشردين من ملاذ إلى آخر بالقنابل والرصاص.
وتابع أن العالم كله ُصار مدركا لحقيقة باتت ساطعة وهي أن الاحتلال والسلام لا يجتمعان فالاحتلال لا يُمكنه الاستدامة سوى بممارسة التطهير العرقي وبالإمعان في فرض واقعه الغاشم بقوة السلاح.
أما طريق السلام والاستقرار في هذا الاقليم، بحسب أبو الغيط، فيقتضي منهجا مختلفا.. يقتضي تخلي الاحتلال الاسرائيلي عن أوهام الاحتفاظ بالأرض والسيطرة على البشر.. ويقتضي الإنهاء الفوري للاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية على حدود 67.. لكن ما رأيناه من الاحتلال عبر الشهور الماضية يُشير إلى أن الأوهام لا زالت تحكم التفكير، وأن تصورات القوة والهيمنة العرقية لا زالت تُسيطر على السياسات.
وأوضح أن بعض الدول الغربية قدمت غطاء سياسيا، بالذات مع بداية العدوان، لكي تُمارس إسرائيل هذا الإجرام في قطاع غزة واليوم يقف حتى أقرب أصدقائها عاجزا عن لجمها.
بدوره، قال ملك البحرين الملك حمد بن عيسى إن الحاجة ملحة لبلورة موقف عربي ودولي موحد من أجل تحقيق السلام، موضحا ان منظمة التحرير الفلسطينية تبقى هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.
وأضاف أن حل القضية الفلسطينية هو الأساس لتحقيق الاستقرار الاقليمي والتوجه نحو البناء التنموي، موضحا أن خيار السلام يبقى خيار استراتيجي لا غنى عنه.
وأوضح أن مملكة البحرين تتقدم بعدد من المبادرات، أهمها الدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام، والسعي نحو الاعتراف بدولة فلسطين، وحصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
من جانبه، قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إن المنطقة العربية تشهد من واقع أليم غير مسبوق في ظل المأساة التي يعيشها أهالي غزة إثر الحرب البشعة، التي وضعت جميع المواثيق والعهود الدولية على المحك.
وأضاف الملك عبدالله: ما تشهده غزة اليوم من تدمير سيترك نتائج كبرى في الأجيال التي عاصرت الموت والظلم، وستحتاج غزة لسنوات لتستعيد عافيتها، وما تعرضت له لن يمنح المنطقة والعالم الاستقرار، بل سيجلب المزيد من العنف والصراع".
وطالب العاهل الأردني بوقف فوري للحرب، داعيا المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية، وتابع: "لننهي صراعا ممتدا منذ أكثر من سبعة عقود، ونمهد الطريق أمام أبنائنا وبناتنا في أمتنا العربية الواحدة لمستقبل يخلو من الحرب والموت والدمار".
واستطرد الملك عبدالله الثاني: "إحقاق الأمن والسلام في المنطقة يتطلب منا تكثيف الجهود لمساندة الحكومة الفلسطينية للقيام بمهامها، ودعم الأشقاء الفلسطينيين في الحصول على كامل حقوقهم المشروعة وقيام دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. ففي الوقت الذي نؤكد استمرارنا، وبالتعاون مع الأشقاء والشركاء الدوليين، في إيصال المساعدات إلى الأهل في غزة، فإننا نشدد على ضرورة الاستمرار في دعم وكالة "الأونروا" للقيام بدورها الإنساني، وزيادة المخصصات لهذه المنظمة الأساسية والمهمة. ولا بد من حشد الجهود الدولية لضمان عدم الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة أو تهجير الأشقاء الفلسطينيين، فضلا عن وقف التصعيد في الضفة بسبب الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب".
وتطرق العاهل الأردني في كلمته إلى القدس المحتلة، قائلاً: "نحن ملتزمون في الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، وسيواصل الأردن حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها".
وتابع "لا بد من تعزيز تنسيقنا العربي للتصدي لجملة التحديات أمام بلداننا، وضمان احترام سياسة حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون العربية".
فيما طالب الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودي، المجتمع الدولي بدعم جهود وقف إطلاق النار في غزة، مشيرا إلى أن المملكة دعمت جهود معالجة الأوضاع الإنسانية في غزة.
وأضاف ولى العهد السعودي، خلال كلمته أن المملكة تدعم إقامة دولة فلسطينية والاعتراف الدولي بها، مشددا على أن المملكة تدعو إلى حل النزاعات عبر الطرق السلمية.
بدوره ، قال السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش قال الأمين العام للأمم المتحدة إن النزاع الدائر في غزة بحجمه ومعدله "هو الأكثر فتكا" من بين كل ما شهده من نزاعات كأمين عام للأمم المتحدة، فيما يتعلق بالضحايا المدنيين وعمال الإغاثة والصحفيين وزملائنا في الأمم المتحدة.
وأضاف الأمين العام خلال كلمته أمام القمة العربية الـ33 المنعقدة في المنامة : "إننا نجتمع هنا وقلوبنا تنفطر لما يحدث للفلسطينيين في غزة، إن الحرب في غزة جرحٌ مفتوحٌ قد يتسبب بعدوى في جسد المنطقة بأسرها".
وجدد جوتيريش دعوته إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وأكد في الوقت نفسه : "لا يمكن كذلك تبرير العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني. بيد أن الخسائر في صفوف المدنيين لا تزال تتصاعد. وقد امّحت عائلات بأسرها عن بكرة أبيها. وأصيب الأطفال بصدمات نفسية ولحق بهم أذى سيلازمهم مدى الحياة. ويُحرم الناس من أبسط المقومات الأساسية للبقاء. وثمة مجاعة تلوح في الأفق.
وأكد لا يمكن قبول أي هجوم على رفح إذ من شأنه إحداث موجة أخرى من الألم والبؤس بينما نحن في حاجة إلى موجة من المساعدات المنقذة للأرواح، لقد حان الوقت لإعلان وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع أنحاء غزة.
وقال جوتيريش لا تزال الأونروا هي العمود الفقري لعملياتنا في غزة وشريان الحياة للاجئي فلسطين في مختلف أرجاء المنطقة. وهي بحاجة إلى الدعم والتمويل الكاملين، وإنني منزعج بشدة لما يحدث من توترات في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، حيث تُشهد طفرات في إقامة المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية، وعنف المستوطنين، والاستخدام المفرط للقوة من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي، وعمليات الهدم والإخلاء.
وفي السياق نفسه، أكد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسي فقي أنه لا بديل عن حل الدولتين للحفاظ علي أمن الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي .
وأضاف أن القمة العربية تعقد في ظروف غاية في التعقيد في ظل الحرب الإسرائيلية و ما يحدث في غزة انتهاك صارخ لكافة المبادئ الإنسانية ونطالب بتضافر الجهود لوقف الحرب وإعمال الحل السياسي ، مؤكدا دعمه الكامل للجهود المصرية في مساعيها لإنهاء الأزمة الجارية في غزة.
وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن الاحتلال يواصل أعمال الابادة الجماعية منذ أكثر من 7 اشهر ليحصد أرواح أكثر من 120 الف ما بين شهيد وجريح أغلبهم نساء وأطفال و70% من المنشآت دمرت بالكامل كل ذلك بدعم امريكي إذ استخدمت أمريكا 4 مرات الفيتو .
وأضاف أبو مازن الاحتلال واصل إرهابه بحق المدنيين في الضفة الغربية والقدس، موضحا انه تم تشكيل حكومة من الكفاءات الفلسطينية لتنفيذ برامج الإغاثة والإصلاح وتحقيق الاستقرار المالي وإعادة الإعمار إلا أنها لم يقدم لها دعما مالي كما كان متوقع كما تحتجز إسرائيل أموال الفلسطينيين.
وأكد أنه لابد من إيصال المساعدات الإنسانية لأهلنا في غزة ، ونرفض التهجير القسري ولن نقبل بتكرار نكبة 48 ، ونطالب بحل الدولتين .