حوادث الطائرات وسقوطها من الحوادث القليلة والنادرة، يرجع ذلك لإتخاذ إجراءات السلامة والأمان بشكل أشد حرصا، حيث أن الخطأ هنا ليس فيه فرصة أخرى، بل كما يردد البعض "الغلطة بفوره"، وتلعب لوحات التحقيق في الحوادث دوراً حاسماً في كشف الألغاز وراء حوادث الطيران، وتتشكل مجالس مسؤولة عن إجراء تحقيقات شاملة، وتحليل البيانات، وتقديم توصيات لمنع حدوث حوادث مماثلة في المستقبل، عملهم ضروري ليس فقط لضمان سلامة السفر الجوي ولكن أيضاً لتحسين الكفاءة الكلية وموثوقية أنظمة الطيران.
ومنذ اللحظة التي يحدث فيها حادث، يتأرجح مجلس التحقيق إلى العمل، تتألف هذه المجالس من خبراء من مختلف المجالات مثل الهندسة والعوامل البشرية والعمليات والصيانة، تجمع مجموعة متنوعة من وجهات النظر لتحليل كل جانب من جوانب الحادث، وذلك من خلال فحص الأدلة، ومقابلة الشهود، وإعادة بناء الأحداث التي سبقت الحادث، فإنهم يهدفون إلى الكشف عن الأسباب الأساسية والعوامل المساهمة.
تواريخ وأسباب تحطم طائرات رؤساء الدول منذ عام 1936 حتى اليوم
في التقرير التالى، يلقى "برلماني" الضوء على تواريخ وأسباب تحطم طائرات رؤساء الدول منذ عام 1936 حتى اليوم، حيث تحطم طائرات 23 رئيسا بعضها لعوامل الطبيعة والأخرى أخطاء فنية مهنية لقائد الطائرة، وثالثة بسبب أعمال إرهابية تخريبية، و3 معايير في التحقيقات للوصول للأسباب، وذلك بمناسبة الحادث الأليم لتحطم الطائرة الهليكوبتر الإيرانية التى راح ضحيتها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، تلك المناسبة الأليمة التى أعادت ذكريات رؤساء الدول الذين الذين تحطمت بهم طائراتهم الرئاسية منذ عام 1936 حتى الاَن – بحسب الدراسة التي اعدها المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى، نائب رئيس مجلس الدولة، بعنوان: "القواعد الدولية فى التحقيق فى تحطم طائرات رؤساء الدول".
في البداية – هناك 3 معايير في التحقيقات للوصول لأسباب سقوط الطائرات وتحطيمها أو تفجيرها تتمثل في التالى:
1- جمع الأدلة:
الخطوة الأولى في أي تحقيقات هي جمع الأدلة، ويشمل ذلك أدلة مادية مثل الحطام، ومسجلات بيانات الطيران "الصناديق السوداء"، وسجلات الصيانة، بالإضافة إلى ذلك، مقابلة المحققين شهود بمن فيهم أفراد الطاقم ومراقبي الحركة الجوية والموظفين الأساسيين لجمع حسابات مباشرة لما حدث، وذلك من خلال تجميع هذه المعلومات بدقة، يمكن للمحققين البدء في بناء صورة شاملة لتسلسل الحادث - على سبيل المثال - في حالة تحطم طائرة Air France Flight 447 في عام 2009، من خلال استرداد وتحليل مسجلات بيانات الرحلة، تمكن الباحثون من تحديد أن مزيجاً من الخطأ التجريبي والتعطل التقني أدى إلى المأساة، سمحت هذه الأدلة الحاسمة للسلطات بتنفيذ التغييرات في برامج التدريب وتصميم الطائرات لمنع حوادث مماثلة في المستقبل – وفقا لـ"خفاجى".
2- تحليل البيانات:
بمجرد جمع جميع الأدلة ذات الصلة، يبدأ الباحثون في تحليلها لتحديد الأنماط أو الاتجاهات التي قد تكون قد ساهمت في الحادث، ويتضمن ذلك فحص تسجيلات بيانات الطيران وسجلات الصيانة وتقارير الطقس وغيرها من المعلومات ذات الصلة، وذلك من خلال استخدام الأدوات والتقنيات المتقدمة مثل محاكاة الكمبيوتر أو تحليل الطب الشرعي، يمكن للباحثين الحصول على فهم أعمق لتسلسل الأحداث والعوامل السببية المحتملة - على سبيل المثال - في التحقيق في كارثة مطار تينيريفي في عام 1977، حيث اصطدمت طائرتان من طائرة بوينج 747 على المدرج مما أدى إلى حدوث أكثر دموية في تاريخ الطيران، قام المحققون بتحليل التسجيلات الصوتية من برج مراقبة الحركة الجوية، وكشف هذا التحليل عن سوء الفهم والارتباك بين الطيارين ووحدات التحكم، مما يبرز أهمية بروتوكولات الاتصال الواضحة والإجراءات الموحدة – الكلام لـ"خفاجى".
3- تحديد الأسباب:
الهدف النهائي لمجلس التحقيق في الحوادث هو تحديد الأسباب الجذرية للحادث، وهذا ينطوي على تحديد كلا الأسباب الفورية.
وتحطم طائرات رؤساء الدول منذ عام 1936 حتى اليوم التى تحفظها عدسات سجل التاريخ بعضها يرجع إلى قوة الطبيعة والضباب وسوء الأحوال الجوية، وبعضها يرجع إلى أخطاء فنية مهنية لقائد الطائرة، وبعضها يرجع إلى أعمال إرهابية تخريبية، أخذا فى الاعتبار أن تحطم طائرات الرؤساء ليس أمرًا شائعًا، لكن كثرة مهامهم وتنقلاتهم بالطائرات والمروحيات، يتعرضون كبشر لخطر الحوادث والتخريب، ورغم القواعد الصارمة فى الأمان، ويعرضها الفقيه المصرى فى كل حالة على حدة (23) حالة فيما يلى – الكلام لـ"خفاجى":
1-تحطم طائرة رئيس الوزراء السويدي عام 1936
بتاريخ 9 ديسمبر 1936 تحطمت طائرة رئيس الوزراء السويدي أرفيد ليندمان ، بسبب الضباب عندما اصطدمت طائرة "دوغلاس دي سي -2" التي كان يستقلها بمنازل بالمنطقة المحيطة بالقرب من مطار كرويدون وسط ضباب كثيف بعد الإقلاع مباشرة وراح ضحيتها .
2- تحطم طائرة رئيس باراجواي وزوجته عام 1940
بتاريخ 7 سبتمبر 1940، تحطمت طائرة الجنرال خوسيه فيليكس إستيجاريبيا، رئيس باراجواي، وزوجته في حادث تحطم طائرة، وسجلت عدسات التاريخ السبب بأن الطائرة تعرضت للضباب بالقرب من وجهتها الرئيسية .
3- تحطم طائرة رجل الدولة ببولندا عام 1943 الذي قادها فى المنفى خلال الحرب العالمية الثانية
وبتاريخ 7 يوليو 1943، تحطمت طائرة رجل الدولة البولندي فلاديسلاف سيكورسكي، الذي قاد الحكومة البولندية في المنفى خلال الحرب العالمية الثانية، وكان تحطيمها في جبل طارق.
4- تحطم طائرة رئيس الفلبين عام 1957 ومن قسوة القدر فى اليوم التالى لحصوله على الدكتوراه الفخرية
وبتاريخ 17 مارس 1957 تحطمت طائرة رئيس الفلبين رامون ماجسايساي، الذى لقب ببطل الجماهير والمدافع عن الديمقراطية، وكان الزعيم الأكثر شعبية في الفلبين في العصر الحديث، ومن قسوة القدر أنه بعد حصوله على درجة الدكتوراه الفخرية في 16 مارس 1957 بيوم واحد وفي طريق عودته إلى مانيلا تحطمت طائرته في جبل مانونجال في سيبو الفلبين.
وكانت الطائرة التى تحطمت به من طراز دوغلاس سي 47 سكاي تراين، تابعة للقوات الجوية الفليبنية خلال رحلة داخلية من سيبو إلى مانيلا، وطائرة دوغلاس سي-47 سكاي ترين هي طائرة نقل عسكري من صنع شركة دوغلاس للطائرات الأمريكية طورت من النسخة الأقدم دي سي-3، وحلقت الدوغلاس سي-47 لأول مرة في ديسمبر 1941، وقد استخدمها الحلفاء بكثافة خلال الحرب العالمية الثانية.
5- تحطم طائرة رئيس البرازيل المؤقت عام 1958
بتاريخ 16 يونيو 1958، تحطمت طائرة نيريو راموس رئيس البرازيل المؤقت حينذاك، ، وكانت الطائرة تابعة لشركة طيران كروزيرو.
6- تحطم طائرة رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى عام 1959
بتاريخ 29 مارس 1959، تحطمت طائرة بارتيليمي بوغاندا، رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى وبطل الاستقلال لبلاده فى ذلك الوقت، حيث انفجرت الطائرة الرئاسية لجمهورية أفريقيا الوسطى أثناء طيرانها على بعد 200 كيلومتر من بانغي العاصمة .
7- تحطم طائرة الأمين العام للأمم المتحدة داج همرشولد عام 1961
بتاريخ 18 سبتمبر 1961، تحطمت طائرة الأمين العام للأمم المتحدة حينذاك داج همرشولد، وكان في مهمة رسمية للتوسط للسلام في الكونغو، وفي زامبيا، ومن المعلوم أن جون كينيدي الرئيس الأمريكى الأسبق - وهو الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة من 20 يناير 1961 حتى اغتياله في 22 نوفمبر 1963 – قد أطلق على الأمين العام الثاني للأمم المتحدة، داغ همرشولد من السويد، لقب "أعظم رجل دولة في القرن العشرين ".
وقد لعب داج همرشولد أدوارًا حاسمة كوسيط بين إسرائيل والدول العربية، وبين الصين والولايات المتحدة، وكقوة لا يستهان بها فى سبيل إنهاء الاستعمار في أفريقيا، لكن البعض يعزى أن تورطه في أزمة الكونغو هو ما أدى إلى تحكم طائرته التى كانت تقله إلى مفاوضات وقف إطلاق النار في روديسيا الشمالية - زامبيا حاليًا - في 18 سبتمبر 1961، والبعض الأخر يرى أن سبب تحطم الطائرة، حيث اجته البعض غلى أن ذلك كان بسبب خطأ الطيار المهنى.
8- تحطم طائرة الرئيس العراقي عبد السلام عارف هليكوبتر عام 1966
وبتاريخ 13 أبريل 1966، تحطمت طائرة الرئيس العراقي عبد السلام عارف طائرة هليكوبتر. وكان قد وصل إلى السلطة في فبراير 1963.
9- تحطم طائرة الرئيس البوليفي عام 1969
وبتاريخ 27 أبريل 1969، تحطمت طائرة رينيه بارينتوس الرئيس البوليفي , وكانت الطائرة المروحية تحطمت في مدينة كوتشابامبا.
10- تحطم طائرة رئيس الوزراء اليوغوسلافي وزوجته عام 1977
وبتاريخ 18 يناير 1977، تحطمت طائرة دزيمال بيجيديتش رئيس الوزراء اليوغوسلافي وزوجته وذلك في جبل إيناك بالقرب من مدينة كريسيفو في البوسنة والهرسك، وكانت نوع الطائرة ليرجيت 25 وهي نفاثة أنتجت في 1966من صناعة ليارجيت، وأول طيران لها في أغسطس 1966 ودخلت الخدمة في 1967، وصنع منها 369 طائرة.
11-تحطم طائرة رئيس الوزراء الموريتانى عام 1979
بتاريخ 27 مايو 1979، تحطمت طائرة رئيس الوزراء الموريتاني أحمد ولد بوسيف، حيث كان في طريقه لحضور قمة أفريقية، قبالة سواحل داكار.
12- تحطم طائرة رئيس الوزراء البرتغالي ووزير دفاعه عام 1980
بتاريخ 4 ديسمبر 1980، تحطمت طائرة رئيس الوزراء البرتغالي فرانسيسكو سا كارنيرو ووزير دفاعه أديلينو أمارو دا كوستا، وكان تحطمها في العاصمة لشبونة بعد إقلاعها مباشرة بدقائق .
13- تحطم طائرة الرئيس الإكوادوري ووزير دفاعه عام 1981
بتاريخ 24 مايو 1981، تحطمت طائرة الرئيس الإكوادوري خايمي رولدوس أغيليرا ووزير دفاعه الميجور جنرال ماركو سوبيا مارتينيز، على منحدرات جبل هوايرابونكو، في مقاطعة لوخا، وكان تحطمها بالقرب من الحدود البيروفية، والحدود البرازيلية البيروفية هي الخط الواقع في غابات الأمازون المطيرة، والذي يفصل بين أراضي البرازيل والبيرو.
14- تحطم طائرة الرئيس البنمي عام 1981
وبتاريخ 31 يوليو 1981، تحطمت طائرة الرئيس البنمي عمر توريخوس، وكانت الطائرة صغيرة وكان يقودها في إحدى الغابات.
15- تحطم طائرة الرئيس الموزمبيقي وبصحبته العديد من الوزراء عام 1986
وبتاريخ 10 أكتوبر 1986، تحطمت طائرة الرئيس الموزمبيقي سامورا ماشيل، وبصحبته العديد من الوزراء الموزمبيقيين بالقرب من الحدود بين موزمبيق وجنوب إفريقيا، وكانت طائرة ذات محركين، وقد اُجريت بعد الحادث وانتهت إلى مسؤلية الطيار حيث كان مذنباً .
16- تحطم طائرة رئيس الوزراء اللبناني عام 1987
بتاريخ 1 يونيو 1987، تحطمت طائرة رئيس الوزراء اللبناني رشيد كرامي، وإن الحادث إرهابياً حيث انفجرت قنبلة في المروحية التي كان على متنها متوجهاً إلى بيروت، وكان تفجير القنبلة بطريق التحكم فيها عن بعد، وتزن حوالي 300 جرام تم وضعها خلف المقعد الذي كان يجلس فيه رئيس الوزراء اللبنانى، بعد إقلاعها بوقت قصير، واتهم باغتياله زعيم ميليشيا مارونية، وهو جزء من الجماعات المسيحية المسلحة التي حاربها الكريمي خلال الحرب الأهلية.
17- تحطم طائرة الرئيس الباكستاني وبصحبته جنرالاته الخمسة والسفير الأمريكي عام 1988
وبتاريخ 18 أغسطس 1988، تحطمت طائرة الرئيس الباكستاني ضياء الحق وبصحبته جنرالاته الخمسة والسفير الأمريكي أرنولد لويس رافيل بالقرب من باهاوالبور، على بعد حوالي 530 كيلومترًا جنوب العاصمة إسلام آباد، وكانت الطائرة عسكرية من طراز سي-130، وهو الحادث الذى قام المحققون فيه على فرضية حدوث عمل تخريبي أو إرهابى.
18- تحطم طائرة الرئيسان الرواندي والبوروندي بصواريخ أرض جو عام 1994
وبتاريخ 6 أبريل 1994، تحطمت طائرة الرئيس الرواندي جوفينال هابياريمانا والرئيس البوروندي سيبريان نتارياميرا، وكلاهما من الهوتو، وان تحطيمها بفعل عمل إرهابى تمثل فى إطلاق صواريخ أرض جو بينما كانت الطائرة تستعد للهبوط في كيجالي، رواندا، وقد اتهمت أطراف مختلفة أن تحطم الطائرة تم بأمر من زعماء الهوتو لتفاقم الميليشيات التي نفذت الإبادة الجماعية لأقلية التوتسي بعد اغتيال هابياريمانا.
19 - تحطم طائرة الرئيس الثاني لمقدونيا عام 2004
بتاريخ 26 فبراير 2004، تحطمت طائرة الرئيس الثاني لمقدونيا بوريس ترايكوفسكي، وبصحبته الوفد المرافق له بالقرب من مدينة موستار في البوسنة والهرسك، وانتهت التحقيقات إلى أن تحطم الطائرة كان بثيوت الخطأ المهنى للطيار دون أساب خارجية .
20- تحطم طائرة نائب الرئيس السودانى عام 2005
في 1 أغسطس عام 2005، تحطمت طائرة نائب الرئيس السوداني ويدعى جون قرنق، وكان يطلق عليه زعيم المتمردين الجنوبيين، وذلك فى مروحية كانت تقله قادما من أوغندا، وكان قرنق أول رئيس لدولة جنوب السودان بتاريخ 9 يوليو 2011 بعد انفصالها بشكل رسمي عن السودان .
21 - تحطم طائرة الرئيس البولندي وزوجته عام 2010
وبتاريخ 10 أبريل 2010، تحطمت طائرة الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي وزوجته وبصحبتهما بعض المسؤلين، وكانت متجهة إلى مطار سمولينسك الروسي، حيث كان من المقرر أن يحضروا حفلًا هناك لإحياء ذكرى مذبحة كاتين، وأثناء هبوطها، تحطمت الطائرة في منطقة غابات صعبة، وكان نوع الطائرة: طائرة توبوليف 154 وهي طائرة نفاثة ذات ثلاثة محركات متوسطة المدى وتصنف ضمن طائرات البدن الضيق صممت وصنعت شركة توبوليف للطائرات وتاريخ صنعها في منتصف 1960.
22- تحطم طائرة الرئيس التشيلي السابق فبراير عام 2024
بتاريخ 5 فبراير 2024، تحطمت طائرة الرئيس التشيلي السابق سيباستيان بينيرا والوفد المرافق له في بحيرة رانكو في منطقة لوس ريوس، وتحطمت بعد وقت قصير من إقلاعها بسبب الأمطار الغزيرة والضباب الكثيف.
وكشفت وقائع التحطيم عن أن ثلاثة أشخاص تمكنوا من القفز في البحيرة والوصول إلى الشاطئ، بينما الرئيس بينيرا لم يتمكن من فك حزام الأمان ولقى حتفه وكان يقود المروحية بنفسه، لذا يجب التدريب دائما حتى للرؤساء على معرفة التعامل مع حزام الأمان وقواعد السلامة ولا خشية فى ذلك .
وكانت الطائرة المحطمة من نوع هليكوبتر طراز Robinson R-66 R66) وهى مروحبة من خمسة مقاعد صنعت من قبل شركة روبنسون للمروحيات تعتبر اسرع وأكثر مرونة من شقيقتها، روبنسون آر44، وهي الأولى من عائلة مروحيات روبنسون التي تحظى بحيز منفصل للتخزين، وتعمل على محرك عمود دوار توربيني، من نوع رولز رويز.
23- تحطم طائرة الرئيس الإيرانى ووزير خارجيته مايو عام 2024
وبتاريخ 19 مايو 2024 تحطمت طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالقرب من الحدود الأذربيجانية، ولقي هو ووزير خارجيته حتفهما في الحادث، ونظرا لأن الحادث كان أول أمس فلم يتم التوصل إلى السبب الحقيقى وراء تحطم الطائرة.
التحقيق الوقائعي الأولي عن الأسباب الأكثر احتمالية لتحطم المروحية والحالات الأكثر شيوعًا
ويجب أن يكون الهدف الأولي في أي حالة تحطم مروحية هو تقييم الأسباب الأكثر احتمالية لتحطم المروحية والإصابات أو الوفيات الناتجة، والأسباب الأكثر شيوعًا لتحطم طائرات الهليكوبتر كما استقرت عليها القواعد الدولية هى وفقا لـ"خفاجى":
الحالة الأولى : فقدان التحكم في الدوار الرئيسي
ويذكر عن الحالة الأولى: "فقدان التحكم في الدوار الرئيسي بالنظر إلى أن أن الدوار الرئيسي هو المصدر الوحيد للرفع، فإن عدم القدرة على التحكم في دورانه أو درجة ميله سيؤدي إلى فقدان التحكم والاصطدام اللاحق، وكشفت حالات دولية كثيرة أنه غالبًا ما يكون فقدان التحكم في الدوار الرئيسي نتيجة لخلل في اللوحة المتأرجحة - التحكم في الوصلة - أو فشل النظام الهيدروليكي، ويمنع هذا العطل أيضًا أي مناورة للتدوير التلقائي، وهو إجراء طارئ مصمم للاستفادة من القصور الذاتي للدوارات الرئيسية للوصول إلى هبوط يمكن النجاة منه.
الحالة الثانية: فقدان فعالية الدوار الخلفى (LTE):
ويشير للحالة الثانية: كشف الواقع الدولى أن العديد من حوادث تحطم طائرات الهليكوبتر بسبب فقدان فعالية الدوار الخلفى (LTE) ومعناه فقدان فعالية دوار الذيل أن الطيار غير قادر على التحكم في الذيل أو الدوار المضاد لعزم الدوران، مما يؤدي عادةً إلى دوران المروحية في الاتجاه المعاكس لشفرة الدوار الرئيسية، وفي الارتفاعات المنخفضة، يكون فقدان السيطرة أمرًا خطيرًا لأن الطيار غير قادر على مناورة الطائرة للهبوط المستمر، وقد يحدث عطل في الدوار الخلفي بسبب فقدان الضغط الهيدروليكي، أو التواء أو كسر في كابل التحكم، أو تسرب في المؤازرة الهيدروليكية أو المجمع.
ولكن لا ينجم فقدان فعالية دوار الذيل بالضرورة عن عطل في المعدات ويمكن أن يحدث في طائرة هليكوبتر ثقيلة أو محملة بالكامل تسافر بسرعة جوية منخفضة وتواجه ظروفًا جوية أو رياحًا معينة، وتؤدي تأثيرات الرياح إلى مقاومة قوة دوار الذيل ومن ثم فشل ذلك الدوار في توفير قوة دفع كافية لمواجهة الدوران المعاكس للدوار الرئيسي.
الحالة الثالثة: ضربة الدوار الرئيسي للعائق الثابت
ويضيف عن الحالة الثالثة: "على الرغم من قدرة المروحية على التحليق بميزة فريدة، إلا أنها تمثل أيضًا خطرًا فريدًا، خاصة وهى تحوم بجوار مبنى أو بالقرب من غابات أوجبال منحدرة أو أنهار جليدية أو شلالات أو وديان أو هبوب رياح غير متوقعة أو تدفق هابط من الدوار الرئيسي يمكن أن يتسبب في حركة جانبية للمروحية دون سابق إنذار ولا وقت للتعافى، فيكون خطر اصطدام الدوار الرئيسي غير المقصود بجسم ثابت موجود دائمًا".
الحالة الرابعة: عطل جزء من مكونات الطائرة المروحية أو عطل في محركها
ويذكر الحالة الخامسة: "من الأسباب الأكثر شيوعًا لتحطم طائرات الهليكوبتر تعطل جزء من مكونات الطائرة المروحية، فكل شيء في المروحية يهتز بشكل مفرط، وهذا الاهتزاز المفرط لا يخلو من عواقب تتعلق بالسلامة، وهذه الضغوط الاهتزازية الزائدة المتأصلة في تصميم وهيكل المروحية قد تؤدى إلى زيادة التعب المعدني وتشقق المكونات الحيوية للسلامة، مما يؤدي الاهتزاز المفرط إلى فشل كارثي في المكونات دون سابق إنذار".
المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى، نائب رئيس مجلس الدولة
ويوضح: "ومن بين الأسباب أيضا عطل في محرك الطائرة المروحية، وكما هو الحال بالنسبة للطائرات ذات الأجنحة الثابتة، فإن تعطل المحرك يعد خللًا كارثيًا محتملاً، لكن وجه الإختلاف أنه إذا حدث عطل في المحرك المروحية في منطقة يمكن للطيار أن يستخدم فيها مناورة الدوران التلقائي، فلا يؤدي ذلك مباشرة إلى وقوع حادث مميت، وعلى ذلك فإن مهمة تشغيل المروحية وموقع عطل المحرك وارتفاعه، قد تجعل الدوران التلقائي أمرًا مستحيلًا، فيمكن أن يحدث ذلك إذا كانت المروحية تحلق فوق الماء أو غابة كثيفة أو حتى في وسط مدينة كبيرة ذات بنية بناء عالية الكثافة في وسط المدينة".
الحالة الخامسة: حوادث إضراب الأسلاك نتيجة الطيران على ارتفاعات أقل بكثير من الطائرات ذات الأجنحة الثابتة
ويؤكد: "تتمثل الحالة الخامسة فى حوادث إضراب الأسلاك لطائرات المروحية نتيجة الطيران على ارتفاعات أقل بكثير من الطائرات ذات الأجنحة الثابتة، فالرحلات الجوية للمروحيات تكون على ارتفاعات منخفضة فتشارك المروحيات بشكل متكرر في الضربات السلكية أو الاتصال بخطوط الكهرباء التي قد تكون غير مرئية لطيار المروحية، وذلك على الرغم من أنه عادة ما تكون المروحيات التي تعمل في بيئات منخفضة الارتفاع مجهزة بأنظمة الحماية من ضربات الأسلاك (WSPS) وهذه الأنظمة عبارة عن قواطع للأسلاك مثبتة أعلى وأسفل جسم الطائرة لمنع السلك من الإمساك بالصاري الدوار الرئيسي أو الانزلاقات".
"لذا يجب على الإدارات المحلية وضع علامة على خطوط المرافق في المناطق المجاورة للحركة الجوية المتوسطة إلى الكثيفة باستخدام المجالات ذات اللون الأحمر أو البرتقالي الزاهية الموضوعة على خطوط المرافق مما ينبه طياري طائرات الهليكوبتر إلى موقع الخط ويعمل على منع مثل هذه حوادث الضربات السلكية، والواقع كشف عن أن تقصير وإهمال الإدارات المحلية للكهرباء في تحديد خطوط الكهرباء الخاصة بها بشكل مناسب تجعل الرؤية مشبوهة للطيار".
الحالة السادسة: حريق ما بعد الاصطدام
ويذكر: "تتمثل الحالة السادسة فى حريق ما بعد الاصطدام. فالعديد من حوادث تحطم طائرات الهليكوبتر تؤدى إلى نشوب حريق قد يلتهم المقصورة، بسبب أن الغالبية من طائرات الهليكوبتر تستخدم موقع خزان الوقود مباشرة أسفل مقصورة الركاب في طائرة الهليكوبتر، يجب على سلطات التحقيق والمحاكمة تقييم ما إذا كان خزان الوقود يفي بالحد الأدنى من مواصفات صلاحية التحطم، كما يجب أيضًا فحص تصميم خزان الوقود ومضخة الوقود باعتبارهما يساهمان في التسبب في حريق أو انفجار أي طائرة هليكوبتر بعد تحطمها، لذا فإن قدرة خزان الوقود على تحمل قوى الثقب أو التمزق عند الاصطدام يمكن أن تحسن بشكل كبير احتمالات تجنب أي حريق بعد الاصطدام وهو ما يجب أن تكون لسطات التحقيق على علم به من الخبراء".
اعتماد سلطات التحقيق والمحاكمة على الفحص والاختبار من فريق الخبراء الفنيين بخلفية عسكرية أو مدنية عالية
تعتمد سلطات التحقيق والمحاكمة على الفحص والاختبار من فريق الخبراء الفنيين، وهم الخبراء ذوي التدريب المحدد والخبرة في التحقيق في حوادث طائرات الهليكوبتر وتحليل الأعطال، لأن صيانة أنظمة ومحركات طائرات الهليكوبتر وقيادة الطائرات العمودية من الأمور المتخصصة للغاية، وخبرة الطيران العامة غير كافية، ويشمل الفريق الأساسي من خبراء المسئولية محللي الأعطال المعدنية، وأخصائي إعادة بناء حوادث تحطم الطائرات، وميكانيكي معتمد لهياكل الطائرات ومحطات الطاقة يتمتع بخبرة واسعة في طائرات الهليكوبتر، مع وجود طيار مروحية من ذوى الخبرة والحرص أيضًا أمام سلطات التحقيق والمحاكمة إذا كانت هناك أي مشكلة محتملة تتعلق بالتشغيل السليم للطائرة المروحية.
ويتولى الخبراء الفنيين الإجابة لسلطات التحقيق والمحاكمة عن إعادة بناء مسار الرحلة النهائي وزاوية الاصطدام وسرعة اصطدام المروحية من خلال تحليل موقع اصطدام حطام المروحية والعلامات الأرضية وضربات الشفرة الدوارة على الأشجار أو غيرها من الأشياء، ذلك أن الشفرات الدوارة ستؤدى إلى الكثير من المعلومات المفيدة استنادًا إلى عمق واتجاه الخدوش أو الحفر، بما في ذلك ما إذا كان المحرك يوفر الطاقة الكاملة عند الاصطدام من عدمه . ويجب أن يكون فريق الخبراء على دراية جيدة بهذا التحليل استنادًا إلى التدريب والخبرة في مجال التحقيق في حوادث طائرات الهليكوبتر بخلفية عسكرية أو مدنية عالية لطائرات الهليكوبتر.
الاحتفاظ بالمكونات الفعلية من حطام المروحية لإثبات عيب المنتج عندما يكون تحطم المروحية بسببه
ويضيف: "على المستوى الدولى وأمام سلطات التحقيق وأثناء المحاكمة يجب الاحتفاظ بالمكونات الفعلية من حطام المروحية لإثبات عيب المنتج عندما يكون تحطم المروحية بسببه لإثبات عيب المنتج، وذلك فى الحالات التى يكون تحطم المروحية نتيجة مباشرة لعطل في أحد المكونات أو النظام، وفى هذا الصدد لا يمكن تقديم دليل أفضل إلى المحكمة من المكون الفعلي أو نظام التحكم المعين الذي فشل,للحصول على أقصى تأثير بصري على سلطات التحقيق فى المقام الأول، وهو ما يضفي على سلطات التحقيق والمحاكمة إحساسًا بالواقعية لمدى التحطم، ويجبرها على التركيز والاعتماد على الآلية المحددة للفشل".
ويشير "وأثناء المحاكمة، يجب أن يكون معروضاً على سلطة المحاكمة نموذج مصغر لطائرة الهليكوبتر التي تعرضت للحادث في حالتها قبل تحطمها، وينبغي استخدام هذا النموذج لتصوير الديناميكا الهوائية الأساسية لرحلة طائرات الهليكوبتر وتوضيح سيناريو التحطم. فلا يمكن للصور وحدها أن تعيد الإحساس والإدراك أثناء تسلسل حطام المروحية".
تعليم سلطات التحقيق والمحاكمة لشرح وتبسيط الجانب الفريد من طيران طائرات الهليكوبتر
ويختتم: " على المستوى الدولى تلجأ بعض الدول – مثل الولايات المتحدة الأمريكية - إلى تعليم سلطات التحقيق والمحاكمة عن طريق الفنيين والخبراء، لشرح وتبسيط الجانب الفريد من طيران طائرات الهليكوبتر من خلال التعريف بطيران طائرات الهليكوبتر وتشغيلها في البيان الافتتاحي وطوال المحاكمة بحيث يكون لديهم أي تصور لخصائص طيران طائرة هليكوبتر ، ولا يمكن أن يفترض أن سلطات التحقيق والمحاكمة لديها أي فهم أو خبرة على الإطلاق فيما يتعلق بخصائص طيران المروحية أو طريقة عملها، لذا فإن تعليمهم بالعناصر الأساسية حول طيران طائرات الهليكوبتر وإزالة الغموض عنها، بحيث يكون لسلطات التحقيق والمحاكمة فهم أساسي لرحلة الهليكوبتر للبت في القضية".