ندد عدد من أعضاء البرلمان، بالادعاءات التى تبنتها الصحافة الأمريكية بشأن الدور المصرى فى المفاوضات بين دولة الاحتلال الإسرائيلى وقيادات حماس والتى كانت تهدف للوصول إلى تسوية سريعة للقضية التى تشغل العالم كله، معتبرين هذه الادعاءات حول الدور المصرى لا تهدف إلا إلى اخفاء الحقيقة، والتغطية على جرائم الاحتلال الإسرائيلى الذى بات ملاحقا فى دول العالم.
فى البداية، أكد النائب محمد رضا البنا، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، على موقف مصر الواضح والثابت في دعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وأن القضية الفلسطينية كانت وستظل هى القضية الأم وعلى رأس أولويات الدولة المصرية شعبا وقيادة، مشددا على أن أي محاولات من جانب دولة الاحتلال الإسرائيلي أو الإعلام الغربي المزيف لتشويه دور مصر في الدفاع عن القضية الفلسطينية هي محاولات بائسة وفاشلة، فالعالم كله يعرف دور مصر الرائد في دعم القضية ودورها الرئيسي المهم والمؤثر في أي مفاوضات تتعلق بالقضية الفلسطينية.
وقال البنا، إن موقف مصر واضح منذ اللحظة الأولى في حرب إسرائيل المستمرة منذ 7 أكتوبر الماضي على قطاع غزة، لافتا إلى موقف مصر الرافض تماما لأي تهجير للفلسطينيين من أراضيهم إلى سيناء أو إلى أي مكان آخر، حفاظا على القضية الفلسطينية وعدم تصفيتها وحماية لأمن مصر القومي، مؤكدا على موقف مصر الثابت وجهودها الكبيرة لوقف إطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، فضلا عن تمسك مصر بضرورة دفع جهود إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، ليحصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة.
وأشار عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، إلى أن مصر مستمرة في جهودها الدؤوبة تجاه القضية الفلسطينية لكونها من ثوابت السياسة المصرية، ومواصلة بذل الجهود لاستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة، ولن تتوقف عن بذل الجهود على المستويات كافة، من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإنقاذ الشعب الفلسطيني.
وشدد على أن محاولات تعمد الإساءة إلى الجهود المصرية المبذولة للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة هدفها تشويه الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية، ومحاولة إسرائيل وأمريكا التهرب من اتخاذ قرارات بوقف إطلاق النار ووقف الجرائم والانتهاكات التي تمارسها آلة الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ووقف عمليات القتل والتدمير والتخريب في قطاع غزة، مشيرا إلى أن إسرائيل وإعلام الغرب الصهيوني لا يتوقف عن التضليل والكذب ومحاولات تجميل صورة الاحتلال الإسرائيلي أمام الرأي العام العالمي.
بدوره استنكر الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، ما وصفه بأكاذيب CNN بشأن الوساطة المصرية بين إسرائيل وحماس، مشيرا إلي أن ما يحدث من اللوبي الصهيوني محاولة بائسة لتحميل مصر مسئولية عدم نجاح مفاوضات التهدئة، وتصاعد الأحداث في قطاع غزة، وتبرئة إسرائيل من مسئولية التصعيد الذي يشهده القطاع.
وأشار "محسب"، إلي أن نتنياهو علي مرأي ومسمع من العالم تحدث عن أن المفاوضات لا علاقة لها بالعملية العسكرية في رفح، وأن إسرائيل متمسكة باجتياح رفح للقضاء علي عناصر حماس، مؤكدا أن إدعاءات الإعلام الأمريكي أصبحت مثيرة للسخرية خاصة أن مصر أكثر الدول المتضررة من هذه الحرب ، وأكثر الدول التي تحمل عبء ما يحدث وتسعي منذ اليوم الأول لإندلاع الحرب لوقف إطلاق النار وإتمام صفقة لتبادل الأسري والرهائن.
وأكد النائب أيمن محسب أن مصر كانت تنسق في كل تحركاتها ومقترحاتها مع جميع الأطراف المعنية وكان هذا هو المبدأ الذى حكم تحرك مصر منذ البداية، فمصر لم تتحرك منفردة بل في إطار أشمل واطلاع الأطراف علي أي تطورات أو مقترحات أولا بأول، مشددا علي أن مصر تلعب دور الشريك الكامل وليس فقط الوسيط النزيه وكانت كل مقترحاتها تتم في حضور الأطراف وقبولهم لها، ولم يتم صياغة الرؤية المصرية الا بعد التشاور مع جميع الأطراف المعنية.
من جانبه، قال الكاتب الصحفي محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ، إن مصر ليست بالسذاجة أن ترسل لإسرائيل ورقة، وحماس بورقة أخرى، معلقا:"ليس هكذا تدار مثل هذه الأمور الصعبة والمعقدة خاصة في وجود اطراف أخرى مثل أمريكا وقطر".
أضاف رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ، في مداخلة لـ"القاهرة الإخبارية"، إن هذه الاتهامات ساذجة ومزعجة في الوقت نفسه، وأيضا كلام عبثى لا يليق بأن يقال عن الدولة المصرية، فمثل هذه الاتهامات محاولة لتبييض وجه الإدارة الأمريكية التي فشلت في الضغط على إسرائيل للتوقيع على الاتفاقية، والغريب أن تطلق هذه الاتهامات على لسان مصادر مطلعة، معلقا بالقول:" فلتخرج الإدارة الامريكية والحكومة الإسرائيلية لتقول ذلك حتى يتثنى رد مصدر رسمي عليها".
وأشار مسلم إلى أن مصر دولة عريقة في المفاوضات ولديها كفاءة كبيرة في إدارة الأمور بين الفلسطينيين والإسرائيليين لأنها أعلم بالمفاوض الفلسطيني والإسرائيلي، فضلا عن ان هذه ليست المرة الأولى لمحاولات مصر التوفيق بين الجانبين.
وشدد رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ، على أن مصر تحافظ على مصداقيتها وتاريخها، وتهدف إلى تحقيق السلام ولا يمكن أن تفعل مثل هذه العمليات الساذجة، كما أن مصر اعتادت من اليوم الأول أن تتحمل المسؤولية ودخولها المفاوضات كان بإلحاج كبير من كافة الأطراف".
من جابنه، قال محمد مخاليف، محلل سياسي إن أكاذيب CNN حول الوساطة المصرية للوصل إلى هدنة إنسانية فى غزة غير مقبولة وعارية من الصحة ولا يليق بدور مصر التي أخذت على عاتقها مسؤولية القضية الفلسطينية منذ 1948 شعباََ وحكومة مروراً بكل مراحل المقاومة الشعبية الفلسطينية من قوة وضعف ضد الكيان المحتل حتى يومنا هذا وخاصة على مدار السبعة أشهر السابقة التي أعلنت فيها مصر منذ اليوم الأول للحرب على غزة فى تداعيات أحداث السابع من أكتوبر الماضى، موقفها من العدوان وطلب مصر على كل مستويات التمثيل الدبلوماسي وقف إطلاق النار الدائم و الذي أعرب عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي أثناء زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوريتش لمصر ورؤساء و ملوك الدول الأوروبية والعربية والأفريقية في مختلف المحافل الدولية ودور مصر الذي أشاد به العالم أجمع في لجان مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وأضاف "مخاليف"، أنه علي تقارير وكالة CNN، التي تضرب بهذه العلاقات التاريخية و القومية العربية ومساعي مصر لوقف إطلاق النار الدائم ليس فقط الهدنة الإنسانية عرض الحائط هو من أجل إنفاذ أجندة ممولى الوكالة و لإخفاء السبب الحقيقي وراء تعطيل الوصول إلى هدنة إنسانية بقطاع غزة.