الجمعة، 22 نوفمبر 2024 01:28 م

حربا أوكرانيا وغزة تقلبان طاولة الانتخابات الأوروبية.. الأوروبيون ينتخبون 720 عضوا للبرلمان الأوروبي..اليمين المتطرف يخسر تأييد ناخبيه بسبب دعم إسرائيل.. والجاليات المسلمة تمد يدها للأحزاب المناصرة لفلسطين

حربا أوكرانيا وغزة تقلبان طاولة الانتخابات الأوروبية.. الأوروبيون ينتخبون 720 عضوا للبرلمان الأوروبي..اليمين المتطرف يخسر تأييد ناخبيه بسبب دعم إسرائيل.. والجاليات المسلمة تمد يدها للأحزاب المناصرة لفلسطين انتخابات أوروبا
الأربعاء، 05 يونيو 2024 10:00 م
كتبت آمال رسلان
على وقع الحرب الروسية الأوكرانية والحرب الإسرائيلية على غزة تشهد القارة الأوروبية انتخابات برلمانها، والذى يأتى فى وقت شديد الحساسية حيث تتحكم عوامل خارج حدود الاتحاد الأوروبي فى نتائج تلك الانتخابات التى تنطلق صباح الخميس.
 
وتجرى انتخابات البرلمان الأوروبي مرة كل خمس سنوات، عبر الكتلة المكونة من 27 دولة، و يصادف هذا العام الانتخابات البرلمانية العاشرة منذ الانتخابات الأولى في عام 1979، والأولى بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
 
وينتخب الأوروبيون هذا الأسبوع 720 عضواً في البرلمان الأوروبي، وعدد السكان هو المعيار الذي يحدد مقاعد كل دولة، لكن الدول الصغيرة، مثل مالطا وقبرص ولوكسمبورغ، تتمتع بأفضلية تحول دون تهميشها وتؤمّن لها 6 مقاعد، في حين أكبر الدول من حيث عدد السكان، ألمانيا، لها 96 مقعداً. بذلك يمثّل عضو البرلمان الأوروبي من مالطا 90 ألف مواطن من بلاده بينما يمثل العضو الألماني 900 ألفاً.
 
وتتميّز الانتخابات الأوروبية عادة بتدنّي نسبة المشاركة التي بلغت 50% في الدورة الأخيرة عام 2019 بعد أن كانت تتراوح حول 40% في الدورات السابقة، فى حين أن الحروب الدائرة خارج حدود الاتحاد الأوروبي قد يكون لها تأثير كبير سواء على نسبة المشاركة أو النتائج التى ستخرج بها تلك الانتخابات. 
 
ورغم أن أغلب استطلاعات الرأى أشارت إلى احتمالية تفوق أحزاب اليمين المتطرف إلا أن الأزمة الاقتصادية نتيجة الحرب الروسية على أوكرانيا، ومجازر إسرائيل بحق المدنيين فى غزة قد تؤدى إلى نتائج مغايرة بعد أن فقد اليمين المتطرف كثير من تأييده.
 
ويُعَد حزب الشعب الأوروبي الذي ينتمي إلى يمين الوسط أكبر مجموعة سياسية في البرلمان الأوروبي، فقد حاز على 176 مقعداً من أصل 705 في الانتخابات السابقة.
 
أما ثاني مجموعة هي حزب الاشتراكيين والديمقراطيين، الذي ينتمي إلى يسار الوسط، والذي يشغل حاليًا 139 مقعدًا. وتشغل مجموعة التجديد الليبرالية والمؤيدة لأوروبا 102 مقعدا، متقدمة على تحالف مكون من أحزاب سياسية خضراء وإقليمية يشغل 72 مقعدا.
 
وستلعب الأقليات المسلمة والمهاجرة دورا كبيرا فى تلك الانتخابات، ووفقا لرويترز، فإن "حزب الخضر" الألمانى فقد الكثير من داعميه بعد أن طالب مؤخرا بمضاعفة الدعم الألماني لإسرائيل.
 
ووفقا للتقرير فإن أحزاب ناشئة مؤيدة للفلسطينيين حالياً في ألمانيا ساعدت في تآكل تأييد كل من حزب "الخضر" والحزب "الديمقراطي الاجتماعي"، وهما من الأحزاب الرئيسة التي تؤكد دعمها القوي لإسرائيل بسبب شعور ألمانيا بمسؤولية تاريخية في شأن المحرقة الهولوكوست.
 
وإلى جانب حزب "ميرا 25" اليساري يوجد بين الأحزاب الناشئة الأخرى المؤيدة للفلسطينيين ما هو محافظ اجتماعياً مثل "التحالف الديمقراطي من أجل التنوع والتنمية" أو "دافا"، وأيضاً "حزب القراصنة الألماني" أو "بيج" وحزب "حلف سارة فاغنكنيشت" أو "بي إس دبليو" المتشكك في الاتحاد الأوروبي، ويرغب في فرض حظر على تصدير الأسلحة لإسرائيل مع الدفع بسياسات مناهضة للهجرة.
 
ويمثل هذا التحول في التأييد، الذي يتردد صداه في أنحاء أوروبا، أحدث تهديد، يأتي هذه المرة من اليسار، للأحزاب السياسية الرئيسة التي يتعرض مشروعها لتعميق التكامل الأوروبي لهجوم بالفعل من اليمين المتطرف.
 
ولا يقتصر هذا الاتجاه على المجتمعات الإسلامية في دول الاتحاد الأوروبي فقط، لكنه يمتد أيضاً للناخبين ذوي الميول اليسارية الذين يرون ازدواجية للمعايير، في ما يتعلق بإدانة أوروبا لهجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر وبفشلها في انتقاد حملة إسرائيل العسكرية على غزة التي أودت بحياة أكثر من 36 ألف فلسطيني حتى الآن.
 
بينما ترتفع شعبية اليمين المتطرف في السنوات القليلة الماضية، تظهر الاستطلاعات أن الأقليات تصوت بشكل أكبر لصالح اليسار المتطرف مع انجراف الأحزاب الرئيسة نحو اليمين في شأن قضايا مثل الهجرة والقيم الثقافية.
 
وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "إبسوس" الشهر الماضي أن اليمين المتطرف سيحقق أكبر المكاسب في الانتخابات المقرر إجراؤها في الفترة من السادس إلى التاسع من يونيو، مع حصول مجموعة اليسار في البرلمان الأوروبي على ستة مقاعد إضافية، على حساب تكتلات "الاشتراكيين الديمقراطيين" و"الخضر" وتجديد أوروبا.
 
وفي فرنسا، يركز حزب "فرنسا الأبية" اليساري المتطرف حملته على إبراز موقفه المؤيد للفلسطينيين في محاولة لكسب الناخبين المسلمين واليساريين المتطرفين.
 
ويسعى الحزب إلى فرض حظر على تصدير الأسلحة وفرض عقوبات على إسرائيل والاعتراف بدولة فلسطينية، وعلى عكس مجموعات يسارية أخرى يمتنع الحزب عن وصف "حماس" بأنها جماعة إرهابية. 
 
ويتمتع هذا الحزب بتأييد 44% من الناخبين المسلمين في فرنسا، مقارنة بحجم تأييد يبلغ 8% بين مجمل الناخبين في البلاد.
 
 

الأكثر قراءة



print