تنتفض الدول الأوروبية ضد إسرائيل بسبب الاستمرار في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة ضد الفلسطينيين ، والتي أخرها كان الضربة الإسرائيلية على مدرسة تابعة للأونروا في غزة، والتي أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين.
ودعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيبى بوريل لإجراء تحقيق في الضربة الإسرائيلية على مدرسة تابعة للأونروا في غزة، والتي أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين، وقال عبر حسابه على منصة X ، حيث تُظهر التقارير الواردة من غزة مجددا أن العنف والمعاناة لا يزالان الواقع الوحيد لمئات الآلاف من المدنيين الأبرياء، ويجب التحقيق بشكل مستقل في هذه الأخبار المروعة".
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أكدت أن إسرائيل قصفت الخميس مدرسة تابعة لها في قطاع غزة "من دون سابق إنذار" بعدما لجأ إليها آلاف النازحين الفلسطينيين.
وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني عبر منصة X "تعرضت مدرسة أخرى تابعة للأونروا تحولت إلى ملجأ لهجوم، هذه المرة في النصيرات في المناطق الوسطى، تعرضت للقصف من قبل القوات الإسرائيلية خلال الليل من دون سابق إنذار للنازحين أو للأونروا".
وأعلن مستشفى في قطاع غزة ارتفاع عدد قتلى الغارة الجوية الإسرائيلية على المدرسة التابعة للأونروا في وسط غزة إلى 37 قتيلا (والذي ارتفع لاحقا إلى 40 بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة).
إسبانيا
قال رئيس حكومة إسبانيا بيدرو سانشيز، تعليقا على الإعلان عن الإنضمام لـ دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية ، إن إسبانيا تظل بهذه الطريقة على الجانب الأيمن من التاريخ، وطالب جميع الدول أن تحذو حذو إسبانيا وتنضم إلى تلك القضية ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية.
وأشارت صحيفة الباييس الإسبانية إلى أن سانشيز دافع عن الانضمام لقضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل ، في ختام الدورة الثانية والثلاثين للجمعية العامة لاتحاد الأعمال الإسبانى للاقتصاد الاجتماعى سيبيس، كما شدد رئيس الحكومة الإسبانية على أن إسبانيا تحافظ على التزامها بالسلام في كل من أوكرانيا والشرق الأوسط.
وقالت صحيفة الموندو الإسبانية في تقرير لها على موقعها الإلكترونى، إن إسبانيا تعتبر بذلك ثانى دولة أوروبية تنضم لقضية جنوب أفريقيا أمام العدل الدولية ، ضد أفعال إسرائيل في قطاع غزة ، بعد أيرلندا.
وقال وزير الخارجية ألباريس إن هذا القرار يتم دراسته منذ حوالى أسابيع عديدة نظرا لاستمرار العملية العسكرية في غزة واتساع نطاق الصراع العسكرى ، وشدد على أن إسبانيا تسعى من خلال هذا الإنضمام إلى تعزيز الأمم المتحدة ودعم دول المحكمة باعتبارها أعلى هيئة قضائية في النظام.
وقال ألباريس،"هدفنا الوحيد إنهاء الحرب والمضي قدماً على طريق تطبيق حل الدولتين".. وتأتي تصريحاته بعد أسبوع من اعتراف إسبانيا وأيرلندا والنرويج بدولة فلسطين، مما أثار غضب إسرائيل.
وبدأت الإجراءات الجارية من قبل محكمة العدل الدولية بعد أن أدانت جنوب أفريقيا إسرائيل أمام لاهاي لارتكابها "إبادة جماعية متعمدة" ضد سكان غزة. وبهذا، حثت الدولة الإفريقية أعلى هيئة قضائية دولية على تطبيق الإجراءات الاحترازية والعاجلة لوقف التدخل العسكري في القطاع، وهو الطلب الذي تنضم إليه إسبانيا رسميا.
أيرلندا
كما قال رئيس وزراء أيرلندا، سيمون هاريس،إن الاعتراف بفلسطين كدولة ليست النهاية بل أنها البداية ، وذلك خلال لقاءه للمرة الأولى مع السفير الفلسطيني في دبلن ، جيلان وهبة عبد المجيد.
وأضاف رئيس الوزراء الأيرلندى ، أن أوروبا يمكن أن تبذل جهودا "أكبر من ذلك بكثير" لممارسة الضغط على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار فى غزة.. وكان قال في وقت سابق إن أوروبا لديها تأثير على الأمور و"يمكنها أن تفعل أكثر من ذلك بكثير، وأوروبا بحاجة إلى فعل المزيد".
النرويج
أما وزير الخارجية النرويجي، إسبن بارث إيدى، فقد قال إن هناك "جرائم ضد الإنسانية تُرتكب في غزة، لكن محكمة العدل الدولية هى التى يجب أن تحدد ما إذا كان يُطلق عليها إبادة جماعية أم لا.
وقال إيدي لوكالة إيفى الإسبانية ، في مقابلة أجريت معه في نيروبي: "هذه مسألة يجب أن تبت فيها محكمة العدل الدولية. إنها مسألة قانونية. نحن مقتنعون تمامًا بأن هذه جرائم ضد الإنسانية وانتهاك للقانون الإنساني الدولي".
وفيما يتعلق بتصنيف الإبادة الجماعية، اعترف الوزير الذي أعلن قبل أسبوع اعتراف النرويج بفلسطين دولة مستقلة ذات سيادة في إجراء تم تنسيقه مع إسبانيا وإيرلندا ومن ثم سلوفينيا، بأنه مصطلح "معقد".
وعندما سئل عن اعتراف النرويج بفلسطين، قال إيدي إن ذلك يسهم في "رفع مكانة فلسطين على الساحة الدولية"، مضيفا أن "الاعتراف بفلسطين يساعد في المقام الأول على ما يأتي بعد وقف الحرب، ومن الناحية المادية، من الضروري التحرك نحو حل سياسى يجب أن يكون حل الدولتين".
وأشار أيضًا إلى أن النرويج تعمل من أجل أن تصبح فلسطين عضوًا كامل العضوية في الأمم المتحدة حتى يكون لديها وصول أكبر إلى أجهزة المنظمة "ولتقويتها فيما يتعلق بإسرائيل بينما نتحرك نحو حل الدولتين".
ويعتقد رئيس الدبلوماسية النرويجية أن حل الدولتين، الذي يعني وجود دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية تتعايشان بسلام، أصبح "أقرب" مما كان عليه "منذ فترة طويلة".
وفي السيناريو الحالي، اقترح إيدي أن يكون مؤتمر السلام "مفيدا"، مثل المؤتمر الذي عقد في مدريد عام 1991 بهدف تعزيز عملية السلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والدول العربية.
وأضاف أن "الولايات المتحدة تقترح الآن اتفاق وقف إطلاق النار بشروط أفضل بكثير مما حدث من قبل، وإذا سارت المفاوضات بشكل جيد، فمن الممكن اعتماده"، مضيفا أن "الأمور يمكن أن تحدث".