وما لدينا من أموال يكفى حتى نهاية يونيو فقط.. الرعب يحيط بسكان قطاع غزة.. ومصيرهم أصبح مجهول بعد العملية فى رفح..ليس لدينا خيام لإيواء النازحين ونقص المواد الغذائية منذ إغلاق المعابر كارثى
- لم تدخل سوى 400 شاحنة من معبر كرم ابو سالم لا تكفى احتياجات اليوم الواحد..
- لايوجد مياه صالحة للإستخدام الأدمى داخل القطاع وكثير من الأدوية الضرورية أصبحت مفقودة
- اسرائيل دمرت 171 منشأة تابعة للأونروا وقتلت 192 موظف خلال تقديم عمليات الإغاثة
تتبع إسرائيل فى قطاع غزة سياسة "الأرض المحروقة"، فبعد أكثر من ثمانية أشهر على حربها الشرسة ضد المدنيين الفلسطنيين داخل القطاع المحاصر لم تترك أى مظاهر للحياة بل أتت على كل أخضر ويابس، لتنفيذ مخططها بتهجير سكان القطاع وتجريد القضية من أساسها.
وبينما يحتفل العالم خلال شهر يونيو الجارى بيوم اللاجئين العالمى ستكون إسرائيل قد قتلت وشردت أكثر من 2 مليون لاجئ فلسطينى فى القطاع وأضرت بأكثر من 5 مليون لاجئ فلسطينى فى دول الشتات، وذلك كما قالت إيناس حمدان مدير الإعلام بمكتب الأونروا بقطاع غزة فى حوارها لبرلمانى من خلال حملتها الممنهجة ضد المنظمة الأممية والتى تعد الشاهد الأول على القضية الفلسطينية منذ أكثر من 75 عام.
وأضافت أن منظمة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" والتى تعد الشريان الوحيد لاستمرار الفلسطينيين على قيد الحياة، وأوضحت أن الأونروا ستستمر فى عملها دعما للاجئين دون تخاذل أو تراجع رغم الحملة الممنهجة ضد المنظمة الأممية والتى فقدت مئات العاملين فيها خلال تأدية عملهم، لافته إلى أن المؤسسة رغم محاولات تل أبيب تشويهها إلا أنها تحظى بدعم وتأييد دولى إيمانا بدورها، مناشدة بضرورة تكثيف الدعم لها حيث أنها خلال الفترة القادمة.
- ثمانية أشهر مرت على الحرب الإسرائيلية، فكيف يمكن أن نرى الأوضاع فى قطاع غزة الآن من خلال الأونروا المنظمة الأممية الوحيدة المتواجدة على الأرض؟
للأسف الظروف المعيشية فى قطاع غزة مأساوية للغاية، النازحون يعيشون حياة صعبة جدا فى ظل استمرار عمليات القصف الإسرائيلى، وأيضا حالة الرعب والخوف التى يعيشونها ليل نهار بالاضافة إلى نقص المساعدات الاغاثية والضروريات من المواد الغذائية، وأيضا عدم توفر الادوية والمستلزمات الطبية الحياة بدأت تفقد معناها شيئا فشئيا فى غزة مع مرور الايام والساعات، كل ما يحيط بالنازحين هو الخراب والدمار والموت وينتظرهم مصير مجهول.
- منذ بدأت العملية العسكرية الاسرائيلية فى رفح وإغلاق المعابر أصبح هناك أزمة أكبر فى المساعدات.. إلى اى مدى بلغت هذه الأزمة؟
على صعيد المساعدات فهى شحيحة جدا وخاصة مع بدء العملية البرية فى مدينة رفح، حيث اغلقت المعابر والمساعدات والشاحنات التى تدخل من معبر كرم ابو سالم لايتعدى عددها الـ400 شاحنة فقط حسب ما سجلنا الاسابيع الماضية وتسلمتها الأونروا، وهذا رقم اقل بكثير مما هو مفترض أن يدخل فى اليوم الواحد وبالتالى هناك نقص حاد فى المواد الغذائية لدينا فى المستودعات حاليا.
ايضا المواد الاغاثية مثل الخيم والأغطية والنايلون وغيرها من مستلزمات المأوى، مراكزنا الصحية التى نديرها بدأت تعانى من نقص حاد فى المستلزمات الطبية والأدوية هناك عدد كبير من الأدوية بات مفقودا.
- كيف تستمر الأونروا فى مساعدة اللاجئين فى ظل هذا النقص الحاد؟
الطاقم لدينا فى الأونروا يحاول بشتى الطرق تقديم ما يستطيع تقديمه من خدمات سواء فى المراكز الصحية أو النقاط الطبية المنتشرة فى مراكز الايواء أو فى مخيمات اللاجئين فى خان يونس والمناطق الوسطى، وفرق صحة البيئة تحاول بما لديها من امكانيات فى رفع النفايات المتراكمة فى الشوارع وبين المخيمات.
- تحدثت الأونروا عن أزمة المياه فى القطاع فهل يمكن توضيح أبعادها بشكل أوضح؟
نحاول قدر الامكان تشغيل مايمكن تشغيله من الآبار مع العلم أن عدد كبير من الآبار فى قطاع غزة دٌمرت بفعل القصف وهناك أزمة حقيقية فى المياه، لا يحصل المواطنون على كميات تكفى من مياه الشرب كما لا يتوفر حتى مياه صالحة للاستخدام اليومى للاحتياجات الانسانية مثل إعداد الطعام وغسيل الملابس وغيرها من الأمور الضرورية وهذا ينعكس على الحالة الصحية وانتشار الأمراض.
بالتالى كل هذه الظروف وهذا النقص يؤدى إلى تفاقم المعاناة الانسانية فى قطاع غزة، لاسيما مع انتشار الامراض بسبب عدم توفر كميات مناسبة من الأدوية وخروج المشافى عن الخدمة، واعتماد السكان على ما تقدمه الونروا من خدمات صحية من خلال مراكزنا وهناك ضغط هائل على خدمات الأونروا.
- الاونروا تعمل أيضا فى الضفة الغربية والتى تعانى بقدر كبير من عمليات اسرائيلية متفرقة.. فما هو الوضع هناك؟
الضفة الغربية ليست أفضل حالا من قطاع غزة حيث تصاعدت موجات العنف منذ 7 أكتوبر الماضى بشكل كبير، هناك حملات اجتياح للمخيمات والقرى الفلسطينية، وهناك حملات اعتقال أيضا وبعض القتلى فى الضفة الغربية عددهم وصل إلى 489 فلسطينى بينهم 117 طفلا على الأقل بما فى ذلك القدس الشرقية، وهناك أيضا انتهاكات تخص منشآت الأونروا حيث هناك محاولتان لإضرام النيران بمقرات الأونروا فى القدس الشرقية، وطبعا هذا انتهاك صارخ لحرمة مؤسسات الونروا وتأتى هذه ضمن الحملة الممنهجة التى تستهدف الونروا وتفكيكها وتقويض خدماتها فى المنطقة.
كل هذه المضايقات فى الضفة الغربية تؤثر بشكل سلبى على الخدمات الانسانية والعمليات التى تقدمها الأونروا لقرابة 2 مليون لاجئ فلسطينى فى مخيمات الضفة الغربية.
- أشارتي فى حديثك إلى استهداف مقرات الأونروا فى الضفة الغربية.. فكيف الوضع فى القطاع تحت القصف الإسرائيلى؟
من الواضح أن هناك خطة ممنهجة لتقليص خدمات الأونروا وتفكيكها ولقد شهدناها تتزايد خلال الفترة الماضية، مثلا صدور بعض الاتهامات بحق 12 من موظفى الأونروا بالضلوع فى أحداث 7 أكتوبر أيضا ما تتعرض له الأونروا من قصف لمقراتها ومنشآتها وما تعرض له مقر الأونروا فى القدس الشرقية من عملية تخريب ومحاولة احراقه من قبل بعض المستوطنين الاسرائيلييين.
- هل يمكن تقديم حصر للأضرار بحق المنظمة خلال الثمانية أشهر الماضية؟
فى الانوروا هناك ضرر كبير فى المنشآت التابعة لنا سجلنا حتى هذه اللحظة تدمير أكثر من 171 منشأة تابعة بشكل كلى أو جزئى كذلك تم قصفها أكثر من مرة، وسجلنا ما يقرب من 150 شخص قتلوا أثناء احتمائهم بمنشآت ومقرات الأونروا خلال أشهر الحرب على الرغم من أن هذه منشآت محمية بالقانون الدولى ويٌرفع عليها العلم الازرق علم الامم المتحدة، بالمثل هناك عدد كبير من الضحايا من موظفى وموظفات الاونروا وحتى الآن بلغوا 192 معظمهم قتلوا أثناء تأديتهم للخدمات الانسانية، على الرغم من أن العاملون فى العمل الانسانى يجب ألا يكونوا هدفا فى العمليات العسكرية والامم المتحدة يجب ألا تكون هدفا بل على العكس يجب تأمين حمايتهم لكى يتمكنوا من عمليات الاغاثة.
- ما هى الخدمات التى تقدمها الأونروا وتشهد تأثرا واضح من الاستهداف الاسرائيلى لها؟
الاونروا هى المؤسسة الأممية الأكبر التى تدير الاستجابة الانسانية وهو الشاهد على القضية الفلسطينية منذ قرابة 75 عام، وتعمل فى مناطق العمليات الخمس وهى الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة والأردن ولبنان وسوريا، وتشرف على تقديم الخدمات الاغاثية والتشغيلية وخدمات التنمية البشرية للفلسطينيين اللاجئين فى المخيمات بتلك الدول، والاونروا هى بمثابة العمود الفقرى للعمل الانسانى الموجه للفلسطينيين، وتدير أكثر من 700 مدرسة فى مناطق العمليات وحوالى 139 مركز صحى تقدم من خلاله الرعاية الصحية الأولية للاجئين فضلا عن عمليات الاغاثة وتقديم المساعدات الانسانية والنقدية والخدمات الصحية والنفسية والدعم النفسى والخدمات المتعلقة بصحة البيئة فى المخيمات.
الدور الذى تلعبة الأونروا هو دور محورى وجوهرى فى المنطقة ويعتمد على تلك الخدمات التى تقدمها الأونروا لما يقرب من 5.9 مليون لاجئ فلسطينى فى مناطق العمليات الخمس.
الحاجة باتت كبيرة لخدمات الأونروا ودعم وتعزيز عملها ضرورة أكثر من أى وقت مضى وخصوصا فى قطاع غزة حيث بات السكان وعددهم 2 مليون و300 شخص يعتمدون على ما تقدمه الاونروا من خدمات غذائية وصحية ولوجيستيه فى ظل استمرار هذه الحرب الطاحنه.
- حاولت إسرائيل شن حملة ممنهجة ضد الأونروا لتشويهها ووقف عملها.. فإلى أى مدى نجحت فى التأثير على الدعم المادى لكم؟
على العكس هناك دعم دولى واضح نحو الونروا وهذا الدعم يعزز من أهمية الدور الجوهرى الذى تقدمه الأونروا من خلال الاستجابة الانسانية سواء فى قطاع غزة أو فى باقى مناطق العمليات الخمسة، وشهدنا ذلك من خلال الدعم والمساهمات المالية التى قٌدمت من دول لم تكن مانحه بشكل مستمر للأونروا مثل العراق والجزائر هذا العام، وهناك ايضا ارتفاع ملحوظ على مستوى التبرعات من الجهات الخاصة، حيث قمنا بجمع تبرعات بقيمة 120 مليون دولار من الجهات الخاصة، وهناك أيضا دول قامت بزيادة المساهمة المالية المقدمة للأونروا وكل هذا يعزز الدور الانسانى الذى تقوم به الاونروا فى المنطقة.
- بعض الدول الغربية استجابت لضغوط إسرائيل وعلقت تمويل الأونروا .. كم دولة تراجعت عن هذا القرار؟
تم استئناف التمويل من 14 دولة مانحه كانت قد جمدتها فى الأشهر السابقة نتيجة لصدور بعض الاتهامات الاسرائيلية التى لم تٌثبت بحق موظفى الاونروا ، وكل هذا يدل على الثقة المتجددة بالعمل الذى تقدمه الأونروا، لم يتبقى سوى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لازالتان تحجبان التمويل عن الأونروا مما يخلق عجز للميزانية هذا العام.
- كم تبلغ قيمة العجز؟
لدينا عجز بقيمة ثلث الميزانية تقريبا، فما لدينا من أموال يكفى فقط حتى شهر يونيو من هذا العام ونأمل أن تعود باقى الدول التى لم تستأنف تمويلها حتى نتمكن من استمرار عمليات الدعم والاغاثة سواء للفلسطينيين داخل القطاع المنكوب أو فى بقية مناطق العمليات الخمسة التى تتأثر أيضا بعجز التمويل.