"الجيش الذى لا يقهر"، هكذا كان السائد عندما يذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي، باعتبار أن "تل أبيب" تشتهر بامتلاكها أحد أقوى الجيوش وأحد أقوى الأجهزة الاستخبارية فى العالم، بالإضافة إلى دعمها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وتمدها بمساعدات عسكرية قدرها 3 مليارات و800 مليون دولار سنويا ما مكّنها من شراء أحدث المعَدات العسكرية وبناء أحد أقوى الجيوش فى العالم، كما تعدّ إسرائيل أكبر متلق للمساعدات الخارجية الأمريكية، حيث تلقت نحو 263 مليار دولار بين عامى 1946 و2023، تلك العبارة تغيرت بعد عمليات "طوفان الأقصى" فى السابع من شهر أكتوبر 2023، ونسفت الفصائل الفلسطينية كل هذه القدرات الهائلة بأسلحة خفيفة ومحلية وبدائية الصنع، حتى بات جيش الاحتلال يطلق عليه اسم "جيش بلا عقيدة".
وتشير تقارير دولية وإقليمية، إلى أن لدى إسرائيل 169500 عسكرى متفرغ فى الجيش والبحرية والقوات شبه العسكرية، كما تمتلك 465 ألفا من قوات الاحتياط، بينما تضم القوات شبه العسكرية 8 آلاف فرد.
القدرات الجوية لإسرائيل
تمتلك إسرائيل 601 طائرة حربية، بينها 241 طائرة مقاتلة و32 طائرة هجومية، إلى جانب 126 مروحية عسكرية، وطائرات لتنفيذ المهام الخاصة وأخرى للشحن العسكرى، ولديها 42 مطارا عسكريا فى الخدمة.
وتمتلك أسرابا من طائرات إف-35 وإف-16، وإف-15، وعددا هائلا من القنابل الذكية وأجهزة الاستشعار عن بعد، كما تمتلك إسرائيل سربا من الطائرات المسيرة الهجومية.
القدرات البرية
يبلغ تعداد القوات البرية الإسرائيلية 140 ألف جندى يزاولون الخدمة حاليا، وتمتلك هذه القوات 1650 دبابة، بينها 500 من فئة الميركافا التى تحتوى على نظام حماية نشط، يعترض الصواريخ المضادة للدبابات قبل وصولها، ولها القدرة على إطلاق النار على الأهداف المتحركة، وتوصف بأنها من ضمن الدبابات الأكثر تحصينا فى العالم، وتمتلك إسرائيل 7500 مدرعة قتالية.
أما سلاح المدفعية، فقوامه نحو ألف آلية بينها 650 مدفعا ذاتى الحركة، إلى جانب 300 مدفع ميدانى، وتمتلك 2200 دبابة، و300 راجمة صواريخ
القدرات البحرية
البحرية الإسرائيلية تتألف من 66 قطعة، منها 48 سفينة حربية و6 غواصات و7 طرادات و5 غواصات. وتمتلك إسرائيل زوارق حربية مزودة بالصواريخ وتوصف بأنها متطورة وذات كفاءة تكنولوجية عالية.
القدرات النووية
تعتبر إسرائيل القوة النووية الخامسة فى العالم، وذلك لحيازتها رؤوسا نووية يمكن إطلاقها إلى مسافات تبلغ 1500 كيلومتر باستخدام صواريخها المسماة "أريحا"، إضافة للقنابل النووية التى يمكن إلقاؤها من الجو.
وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل تمتلك نحو مائتى قنبلة نووية، مع تأكيد بعض المصادر الغربية حيازتها أيضا كميات كبيرة من اليورانيوم والبلوتونيوم تسمح لها بإنتاج 100 قنبلة نووية أخرى.
القبة الحديدية
تمتلك إسرائيل القبة الحديدية، وهى نظام دفاعى متحرك لاحتواء ومواجهة الصواريخ القصيرة المدى والقذائف المدفعية فى مختلف الأحوال الجوية، بما فيها السحب المنخفضة والعواصف الترابية والضباب.
ويعتمد النظام على صاروخ اعتراضى مجهز برأس حربى قادر على اعتراض وتفجير أى هدف فى الهواء، بعد قيام منظومة الرإدار بالكشف والتعرف على الصاروخ أو القذيفة المدفعية وملاحقة مسار المقذوف.
أسلحة المقاومة الفلسطينية
على الجانب الأخر، من ذلك المقارن، ليس هناك بيانات وأضحة حول تعداد قوات الفصائل الفلسطينية وإمكانياتها العسكرية، ولكنها تعلن من حين لآخر عن إدخال أسلحة جديدة للخدمة، وعن استحداث تشكيلات تتمتع بقدرات قتالية فائقة.
ولدى الفصائل مخزونًا كبيرًا من الصواريخ قصيرة المدى، كما أن لديها نظام صاروخ غراد وصاروخ سجيل 55، فضلا عن قذائف الهاون، والأسلحة الخفيفة ومنظمة دفاع جوى محلية الصنع.
قذيفة "الياسين 105"
وفى معارك غزة الجارية، شكلت قذيفة "الياسين 105" علامة فارقة فى مواجهة المقاومة الفلسطينية للآليات الإسرائيلية المتوغلة فى غزة خلال الحرب على القطاع المحاصر، وقد أعلنت كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن هذه القذيفة دمرت الألاف من الأليات الإسرائيلية منذ بداية الحرب.
وقالت قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تستخدم نماذج متطورة من قذائف "آر بى جي"، منتجة محليا قادرة على اختراق المركبات المدرعة والمبانى على مرحلتين.
وقالت الصحيفة، إن حماس تتباهى بصاروخ ياسين "تى بى جي" (TBG)، الذى بدأ استخدامه فى نوفمبر الماضى، ويُنتج فى غزة، وهو مخصص للهجمات على المبانى والتحصينات، ولديه رأس حربى يمكنه اختراق الجدران وتفجير المبانى، إلا أن مداه الفعال لا يتجاوز 100 متر.
وتستخدم حماس قاذفات "آر بى جي" القياسية التى تسببت فى إصابة كثير من جنود الجيش الإسرائيلى خارج مركباتهم فى الغالب، وكذلك قذائف "آر بى جي" من طراز "إف 7" (F-7) المضادة للدبابات، التى يصل مداها إلى 5.5 كيلومترات.
قذائف الهاون
تتميز قذائف الهاون بأن لها ميزة خاصة بالنسبة للمقاومة الفلسطينية، فهى بديل سلاح المدفعية خلال المسافات القصيرة، وخلال العملية البرية على غزة، نشرت الفصائل الفلسطينية العديد من المقاطع المصورة، التى تتضمن استخدام مقاتليها لقذائف الهاون فى ضرب فِرَق جنود الاحتلال وآلياته الحربية، واصطياد الجنود خلال المعارك، ونشرت القسام كذلك مشاهد لتشكيل مُنظَّم من الجنود فى سلاح المدفعية القسامى، يواصل دك قوات العدو المتوغلة والمحتشدة بمئات قذائف الهاون.
الهاون مدفع بسيط، يمكنه توفير نيران تكتيكية، ويمكن حمله بسهولة، وهو يمتلك ماسورة ضرب قصيرة تصل إلى نحو متر واحد، وكما تلاحظ من المقاطع التى بثتها المقاومة فإنه يمكن تحميل القذائف من فوهة الهاون، فيُطلقها فورا للأعلى على أهدافه البعيدة.
من أين تحصل المقاومة على الأسلحة؟
وكشفت تقارير إعلامية عن مفاجأة وأكدت أن الأسلحة التى تقاتل بيها الفصائل هى قادمة من مخازن تل أبيب نفسها، بالإضافة إلى الأسلحة محلية الصنع التى عملت الفصائل على تصنيعها خلال السنوات الماضية داخل الأنفاق.
وأشار الإعلام الإسرائيلى فى تقرير نشرته الصحف الإسرائيلية إلى سعى عدد كبير من العائلات والأسر الفلسطينية وكذلك رجال الأعمال والتجار إلى التسليح من أجل حماية مصالحهم فى حال حدوث أى فراغ أو انفلات أمنى يتسبب به وجود الاحتلال الإسرائيلى فى الضفة الغربية.
وتكررت سرقات الذخيرة والأسلحة من قواعد الجيش الإسرائيلى فى السنوات الماضية حيث تورط ضباط وقيادات فى جيش الاحتلال بعمليات بيع الأسلحة لعدد من العصابات التى تقوم ببيع الأسلحة والعتاد العسكرى لوسطاء فى داخل إسرائيل كى يتم نقلها لاحقا إلى مدن الضفة الغربية.