الأحد، 08 سبتمبر 2024 04:52 ص

غزة تٌطيح بداعمى إسرائيل من سدة الحكم الأوروبى.. أول قرار للحكومة البريطانية الجديدة: ندرس إعادة تمويل الأونروا ومراجعة تسليح إسرائيل.. واليسار الفرنسي: سنعترف بفلسطين فى 15 يوما.. وليبرمان ليهود فرنسا: اهربوا

غزة تٌطيح بداعمى إسرائيل من سدة الحكم الأوروبى.. أول قرار للحكومة البريطانية الجديدة: ندرس إعادة تمويل الأونروا ومراجعة تسليح إسرائيل.. واليسار الفرنسي: سنعترف بفلسطين فى 15 يوما.. وليبرمان ليهود فرنسا: اهربوا غزة
الأربعاء، 10 يوليو 2024 10:00 م
كتبت آمال رسلان

في أقل من أسبوع واحد تلقت الأنظمة الغربية في أعتى العواصم ضربات متلاحقة وتنحية من الحكم بعد عشرة أشهر من دعمهم للابادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، ورغم أن الانتخابات التشريعية التي جرت في بريطانيا وفرنسا جاءت نتيجة أزمات داخلية ورغبه شعبية في التغيير إلا أن القضية الفلسطينية كان لها تأثير كبير في تصويت عقابى من الجاليات المسلمة والعربية وداعمى غزة ضد الأحزاب الحاكمة.

وخلال الأسبوع الماضى هوى حزب المحافظين البريطاني بعد 14 عاما في الحكم، وحصل حزب العمال المعارض في بريطانيا بما يصل إلى 326 مقعدا في الانتخابات البرلمانية، مما يعني أنه يتمتع الآن بالأغلبية في مجلس العموم المؤلف من 650 مقعدا وتولى زعيم الحزب كير ستارمر رئاسة الحكومة.

ورغم أن حزب العمال لم يكن داعم بشكل مطلق لحقوق الفلسطينيين إلا أنه موقفه كان أكثر اعتدالا من حزب المحافظين وحكومته برئاسة ريشى سوناك، وكان حزب العمال قد اتخذ موقفا مختلفا بعض الشيء وهو أن الحكومة يجب أن تنشر المشورة القانونية، وأن عليها أن توقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل قبل الهجوم المخطط له على رفح، جنوبي قطاع غزة.

وفيما يعتبر ضربة قوية لإسرائيل، وفى أولى خطواتها كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الحكومة البريطانية الجديدة بقيادة كير ستارمر ستقوم بمراجعة شاملة  لموقف الحكومة السابقة بقيادة ريشي سوناك فيما يتعلق بدعم إسرائيل في حربها الوحشية على قطاع غزة، وكانت أولى القضايا التي تخضع لإعادة تقييم هي مبيعات الأسلحة لإسرائيل، ومن المتوقع إجراء التقييم الأسبوع المقبل.

وأكد وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، في أول أسبوع عمل له أنه سيقوم بمراجعة قضايا مثل التمويل المستقبلي لوكالة أعمال الإغاثة الفلسطينية أونروا، والمشورة القانونية المقدمة للحكومة السابقة التي قالت إنه لا يوجد خطر من استخدام مبيعات الأسلحة البريطانية، من قبل إسرائيل، في انتهاك للقانون الإنساني الدولي.

أضافت الصحيفة أن المملكة المتحدة تعد الآن إحدى الدول القليلة التي رفضت إعادة التمويل للأونروا بعد أن زُعم أن ما يصل إلى عشرة من موظفيها ربما شاركوا في عملية طوفان الأقصى، وكان من المفترض استئناف تمويل المملكة المتحدة للأونروا في مايو، لكن حكومة المحافظين قالت إنها ستنتظر حتى نتيجة تحقيق الأمم المتحدة.

وحول نشر النصائح الرسمية حول شرعية مبيعات الأسلحة، قال لامي: "قطعت تعهدًا رسميًا في البرلمان بأنني سأنظر في التقييمات القانونية، وسأبدأ هذه العملية بالطبع، بمجرد أن أتمكن من ذلك، ومن المتوقع أن يبدأ ذلك الأسبوع المقبل عندما أجلس مع المسؤولين".

ويتسق هذا مع أول تصريحات رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال اتصاله برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس  بأن الاعتراف بدولة فلسطين كجزء من عملية السلام في الشرق الأوسط هو "حق لا يمكن إنكاره ". وتحدث ستارمر مع عباس بداية الأسبوع حول "المعاناة المستمرة والخسائر المروعة في الأرواح" في غزة.

وقالت متحدثة باسم ستارمر إن "رئيس الوزراء أبدى سعادته لتمكنه من التحدث إلى الرئيس عباس في وقت مبكر جدا من فترة ولايته، نظرا للقضايا الملحة في المنطقة، والمعاناة المستمرة، والخسائر المروعة في الأرواح في غزة." وأضافت المتحدثة أن "رئيس الوزراء أطلع الرئيس عباس على أولوياته العاجلة، ومنها ضمان وقف لإطلاق النار، وعودة الرهائن، وزيادة وتسريع المساعدات الإنسانية والدعم المالي للسلطة الفلسطينية".

وفى العاصمة الفرنسية باريس كان الوضع أسوأ منه في لندن، ففي مفاجأة مدوية وخلافا لكل التوقعات حقق اليسار الفرنسي فوزا كبيرا في الانتخابات العامة على اليمين المتطرف، وخلال الشهور الماضية وقف تحالف اليسار مع مبدأ وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وندد بكل ما تفعله إسرائيل في غزة وبالأخص حزب فرنسا الأبية بقيادة جون لوك ميلونشونز.

وانتقد حزب "فرنسا الأبية" بقيادة جون لوك ميلانشون إسرائيل بشدة، ما أثار اتهامات من حكومة ماكرون بأن خطابه يؤدي إلى زيادة حادة في الأعمال المعادية للسامية في فرنسا. ويسعى الحزب إلى فرض حظر على تصدير الأسلحة وفرض عقوبات على إسرائيل والاعتراف بدولة فلسطينية.

وبعد فوز اليسار بـالانتخابات الفرنسية مباشرة، خرجت نائبة حزب فرنسا الأبية في خطابها الأول قائلة: "لقد فزنا، نطالب ماكرون بتنصيبنا على رأس الحكومة، سوف نخفض سن التعاقد، ونرفع الحد الأدنى للأجور ونعترف بالدولة الفلسطينية خلال الـ 15 يوما الأولى".

وجدد رئيس حزب "فرنسا الأبية" جان لوك ميلونشون، في أول خطاب له بعد إعلان الفوز، وعده بالاعتراف بدولة فلسطين، في "أسرع وقت ممكن".

وفى المقابل دعا رئيس حزب إسرائيل بيتنا اليمينى المتطرف أفيجدور ليبرمان يهود فرنسا إلى سرعة الهجرة وترك البلاد بعدد فوز اليسار في الانتخابات التشريعية، وقال ليبرمان، في منشور على منصة "إكس"،: "في ضوء انتصار اليسار الراديكالي في فرنسا، أدعو جميع اليهود الفرنسيين إلى الهجرة إلى دولة إسرائيل.. لا يوجد وقت".

واتهم ليبرمان، زعيم حزب "فرنسا الأبية" جان لوك ميلونشون، بـ"معاداة السامية"، قائلاً إنه "تحدث أكثر من مرة ضد اليهود ودولة إسرائيل، ويمثل حزبه معاداة سامية خالصة تعبّر عن زيادة كبيرة في كراهية إسرائيل".

وقاد حزب "فرنسا الأبية" التظاهرات المؤيدة لفلسطين في البلاد منذ 7 أكتوبر 2023، وأدرج القضية الفلسطينية في الحملة الانتخابية في الانتخابات العامة المبكرة، وكذلك في انتخابات البرلمان الأوروبي. كما رشح ريما حسن، من أصول فلسطينية، لانتخابات البرلمان الأوروبي، وانتُخبت لتكون أول عضو فلسطيني في البرلمان الأوروبي.

 


print