لازالت تبعات المفاجأة المدوية باختيار حركة حماس للقيادى يحيى السنوار ومهندس طوفان الأقصى رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا لإسماعيل هنية مستمرة، حيث تشعر إسرائيل بصدمه كبيرة نظرا للعداء الكبير تجاه السنوار والمعروف بمواقفة الصلبة وقيادته العسكرية لكتائب القسام.
وانعكست صدمة إسرائيل على تصريحات وزير خارجيتها يسرائيل كاتس، الذى دعا إلى "اغتيال السنوار وبشكل سريع وكتب كاتس على منصة "إكس": "تعيين السنوار على رأس حماس، هو سبب إضافي لتصفيته سريعا ومحو هذه المنظمة من الخريطة".
فى حين اعتبر الإعلام العبرى اليوم الأربعاء هذا الاختيار رسالة تهديد لتل أبيب، وقالت هيئة البث العبرية أن تعيين يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي لـ"حماس" يمثل مفاجأة ورسالة لـ"إسرائيل" بأنه حي وأن "قيادة الحركة لا تزال قوية".
وقال روعي كايس محرر الشؤون العربية بقناة كان، التابعة لهيئة البث، "في الحقيقة مثّل هذا اختيار السنوار يمثل مفاجأة بعد أسبوع من اغتيال هنية".
وتابع أن "السنوار، زعيم حماس في غزة، هو أحد مهندسي هجوم طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023، معتبرا أن تعيين السنوار يحمل "رسالة من حماس مفادها أنه حي رغم المطاردة الإسرائيلية له، وأن قيادة حماس بغزة لا تزال موجودة وقوية وتعتزم البقاء في السلطة".
أما محلل شؤون الشرق الأوسط بالقناة 12 العبرية إيهود يعاري فقال إن "لتعيين السنوار معنى رمزي لتأكيد موقعه في الحركة".
كما قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إن اختيار حركة حماس يحيى السنوار، مهندس عملية طوفان الأقصى خطوة تعزز قبضته على الحركة، مشيرة إلى أنه الرجل الأكثر طلبًا لدى إسرائيل.
وبحسب تقرير للصحيفة، فمن المرجح أن ينظر الإسرائيليون إلى اختيار السنوار رئيسًا لحماس، وهو شخصية قاسية وزعيم حماس في غزة، على أنه خطوة استفزازية، ويهدد بتعقيد الجهود المتوقفة التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح المحتجزين وإنهاء الحرب في القطاع المحاصر.
وفى أول تعليق أمريكى، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أنّه يتعيّن على الرئيس الجديد للمكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار أن يقرّر بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة مع إسرائيل.
وقال بلينكن إنّ "السنوار كان ولا يزال صانع القرار الرئيسي في ما يتعلق بإبرام وقف لإطلاق النار" في القطاع الفلسطيني.
وتابع "أن "العمل على الاتفاق استمر حتى مع الأحداث الأخيرة في المنطقة، ووصلت المفاوضات إلى مرحلتها النهائية، ونحن نعتقد بقوة أنها ستصل إلى خط النهاية قريبا جدا".
فى حين احتفت إيران باختيار السنوار بعد أن تم اغتيال هنية خلال تواجده كضيفا فى طهران، وأكد قائد الجيش الإيراني اللواء عبدالرحيم موسوي، أن "اختيار يحيى السنوار رئيسا لمكتب حماس السياسي يعني أن الكيان الصهيوني لا ينبغي أن يكون لديه أي أمل في مستقبله"، على حد تعبيره، معتبراً أن "اختيار السنوار خلفاً لهنية يوضح الطريقة التي تريد حماس مواصلة المعركة من خلالها".
وأضاف موسوي، إنه "لن يكون لدى النظام الإسرائيلي أي أمل في مستقبله".
وحسب القيادي في حماس أسامة حمدان، في تصريح إعلامي مصور، فإن اختيار السنوار جاء بـ"الإجماع" من جانب مجلس شورى الحركة وأجهزتها القيادية المختلفة.
وأردف أن اختيار السنوار لرئاسة المكتب السياسي، وهو الهيئة التنفيذية للحركة، "جاء ليؤكد على وحدة الحركة وإدراكها للمخاطر التي تواجهها".
وشدد حمدان على أن هذه الخطوة تؤكد أن "سياسة الاغتيالات الإسرائيلية لن ينجح في كسر شوكة المقاومة".
وأمضى السنوار 23 سنة من حياته في سجون الاحتلال، وتلقى أحكاما بـ4 مؤبدات، قبل أن تفرض كتائب القسام على سلطات الاحتلال الإفراج عنه بصفقة تبادل أسرى والتي تعرف بصفقة "وفاء الأحرار" مقابل الإفراج عن الأسير الإسرائيلي "جلعاد شاليط" عام 2011.