قبل أيام أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام البرلمان التركى أنه عازم على زيارة قطاع غزة المنكوب، ورغم حالة عدم اليقين حول جدية قراره وتشكيك البعض فى إتمامها، إلا أنه بدأ واضحا أن الإعلان يحمل الكثير من الجدية بعد أن أعلنت السلطة الفلسطينية أنها بدأت اتصالاتها بالفعل لاتمام الزيارة قريبا.
وأعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أنّ القيادة الفلسطينية شرعت بتحركاتها واتصالاتها على مستوى العالم للتحضير لتوجّه الرئيس محمود عباس وأعضاء القيادة الفلسطينية إلى قطاع غزة.
وذكرت "وفا" أنّ زيارة عباس وأعضاء القيادة الفلسطينية إلى قطاع غزة تهدف إلى التواجد "مع أبناء شعبنا الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية هناك، والتأكيد على أن دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية هي صاحبة الولاية والمسؤولية على أرض دولة فلسطين كافة، والعمل على استعادة الوحدة الوطنية".
وأضافت: "تم في هذا الصدد التواصل مع الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، والأشقاء في الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي والأفريقي، وغيرها من الدول والقوى الهامة في العالم، من أجل ضمان نجاح هذه الخطوة، وتوفير الدعم والمشاركة لمن أمكن. وكذلك تم إبلاغ إسرائيل بذلك".
وكان عباس أعلن في خطاب أمام البرلمان التركي أنه سيتوجه إلى قطاع غزة مع جميع أعضاء القيادة الفلسطينية، داعياً المجتمع الدولي إلى تأمين وصولهم إلى هناك.
وقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أمام البرلمان التركي إنه قرر زيارة غزة للاحتجاج على الحرب بين إسرائيل وحماس، مؤكدا أنه لا يرى نهاية للصراع ما لم تنسحب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وألقى عباس خطابا في جلسة استثنائية للجمعية العامة للبرلمان التركي بدعوة من الحكومة التركية، وفي كلمة استغرقت 46 دقيقة، اتهم عباس الولايات المتحدة بإطالة أمد الكارثة بدعمها إسرائيل واستخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرارات مجلس الأمن الدولي. ودعا العالم "إلى معاقبة إسرائيل بالقانون" على ما وصفها "جرائم الحرب التي ترتكبها وانتهاكاتها للقانون الدولي".
وقال عباس: "أعلن أمامكم وأمام العالم أجمع.. لأنه لم يعد أمامنا حلول والحل الأمثل اللي بنعمله.. وأمام شعبنا الفلسطيني.. أنني قررت التوجه مع جميع أعضاء القيادة الفلسطينية إلى قطاع غزة وسوف أعمل بكل طاقتي لكي نكون جميعا مع شعبنا لوقف هذا العدوان الهمجي، حتى لو كلفنا ذلك حياتنا"، حسب تعبيره.
وردا على تحركات عباس نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية عن مصدر إسرائيلي قوله إن تل أبيب لن تسمح بتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعدد من القيادات في السلطة الفلسطينية بالتوجه إلى قطاع غزة.
وقال المصدر أن إسرائيل "لن تسمح له بالوصول إلى غزة"، وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن إسرائيل ليست على علم بطلب عباس الذهاب إلى غزة، لكن الرئاسة الفلسطينية قالت أنها ستبلغ اسرائيل بذلك.
وتعود آخر زيارة قام بها عباس لغزة إلى عام 2006، قبل انهيار حكومة وحدة وطنية فلسطينية؛ تحت وطأة ضغوط إسرائيلية وخلافات فلسطينية.
ومنذ 2007، تعاني الأراضي الفلسطينية انقساما سياسيا وجغرافيا، حيث تسيطر حماس وحكومة شكلتها على قطاع غزة، بينما تدير حكومات تشكلها حركة فتح، بزعامة عباس، الضفة الغربية المحتلة.
وعقدت لقاءات وحوارات عديدة أسفرت عن توقيع اتفاقيات لإنهاء الانقسام الفلسطيني، لكنها لم تنفذ، وأحدثها "إعلان بكين" في 22 يوليو الماضي.
واتفقت الفصائل الفلسطينية في العاصمة الصينية على "الوصول إلى وحدة وطنية فلسطينية شاملة تضم القوى والفصائل كافة في إطار منظمة التحرير، وتشكيل حكومة توافق وطني مؤقتة".