لأكثر من أسبوعين كان يترقب العالم ولا يزال عمليات الإنتقام الإيرانية من إسرائيل على اغتيال ضيف طهران، رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، وفؤاد شكر القيادى فى حزب الله، وذلك بعد تهديدات إيرانية مستمرة بالرد فى المكان والوقت المناسب مما أثار مخاوف من حرب شاملة.
لكن يبدو أن حدث " تراجع تكتيكي " فرضه العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، حيث لعبت ساحة المعركة الدور الرئيسى فى تأخر أو تأجيل الرد الإيرانى الحتمي، هذا ربما قد يكون عبر عنه المرشد الأعلى الإيرانى آية الله على خامنئى، فى إحدى تصريحاته التى قال فيها أن "التراجع غير التكتيكي أمام العدوّ يغضب الله".
هذه الفرضية أيضا تتفق معها تقارير أمريكية، حيث قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن إيران ستؤجل أي أعمال انتقامية خططت لها ضد إسرائيل بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، فوق أراضيها، لإتاحة الوقت للوسطاء في المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في غزة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وإيرانيين وإسرائيليين أن طهران ستتيح الوقت للوسطاء الساعين إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع.
خلف الغرف المغلقة فى العاصمة القطرية الدوحة كانت السر فى تأخير الرد الإيرانى، حيث جرت على مدار أيام الأسبوع الماضى مفاوضات هادفة لوقف إطلاق النار في غزة، وتلقى القائم بأعمال وزير الخارجية الإيرانى على باقري كنى اتصالي هاتفيين من نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ، أطلعه على نتائج هذه المباحثات بحسب وكالة إيرنا الإيرانية.
ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، شجع رئيس الوزراء القطري إيران على الامتناع عن أي تصعيد نظرا لمحادثات وقف إطلاق النار في الدوحة.
وكتب باقري كني على صفحته على منصة اكس مساء أمس: تم مساء اليوم (الجمعة)، في الاتصال الهاتفي لرئيس الوزراء ووزير خارجية قطر، تبادل الآراء حول تطورات اليوم الثاني من مفاوضات وقف الإبادة الجماعية الصهيونية في غزة.
وتابع: وفي إشارة إلى سير ونتائج مفاوضات اليوم في الدوحة، أوضح محمد بن عبدالرحمن آل ثاني آخر القضايا والعقبات على طريق التوصل إلى اتفاق يكون بمثابة نقطة اطمئنان لوقف جرائم كيان الاحتلال في غزة.
وأضاف باقري: وبالإشارة إلى عدوان الصهاينة وطبيعتهم الإجرامية في غزة، فقد حذرت من خداع ونكث العهد من قبل العصابة الإجرامية الحاكمة في تل أبيب وأهم داعميها اي اميركا على طاولة المفاوضات.
من جانبه، حذر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، من إقدام أي أحد في الشرق الأوسط على اتخاذ إجراءات لتقويض عملية التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة.
وأكد بايدن في البيان الذي نشر عبر موقع البيت الأبيض أنه "في وقت سابق من اليوم، تلقيتُ تحديثا من فريق التفاوض الخاص بي على الأرض في الدوحة ووجهتهم لتقديم اقتراح الربط الشامل المُقدًّم اليوم، والذي يوفر الأساس للتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن" في غزة.
وأضاف بايدن أنه تحدث بشكل منفصل مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، "لمراجعة التقدم الكبير المحرز في الدوحة على مدار اليومين الماضيين من المحادثات".ونوه إلى أنهما "أعربا عن دعم قطر ومصر القوي للاقتراح الأميركي كوسطاء مشاركين في هذه العملية".
وشدد الرئيس الأمريكي على أنه "ستبقى فرقنا على الأرض لمواصلة العمل الفني خلال الأيام المقبلة، وسيجتمع كبار المسؤولين مرة أخرى في القاهرة قبل نهاية الأسبوع. وسوف يقدمون لي تقارير منتظمة".