عاد من جديد شبح التقسيم يهدد الدولة السودانية، مع استمرار المعارك الممتدة لأكثر من 16 شهرا بين الجيش والدعم السريع، حيث هدد الأخير بتشكيل حكومة فى العاصمة الخرطوم، وبررت قوات الدعم السريع هذا التهديد المحتمل بضرورة حماية المدنيين ونزع الشرعية عن الجيش، حسبما جاء فى صحيفة سودان تريبون.
يأتى هذا التهديد فى الوقت الذى أشار فيه قائد الجيش السودان، عبد الفتاح البرهان، فى مؤتمر صحفى عقده فى بورتسودان، إلى إمكانية تشكيل حكومة انتقالية تكنوقراطية.
وقال رئيس مجلس السيادة السودانى إنهم اعترضوا على رغبة أمريكية بإرسال وفد من الجيش وليس الحكومة لمشاورات فى القاهرة الثلاثاء الماضى لبحث رؤية تنفيذ إعلان جدة.
وفى مؤتمر صحفى عقده فى بورتسودان، وصف البرهان الوضع العسكرى الحالى للجيش بأنه أفضل من ذى قبل، وأضاف: الحرب طالت ولا يُعرف متى تنتهى، والحرب تحتاج إلى الصبر.
فى المقابل، أشار البرهان إلى التوجه نحو تشكيل حكومة مدنية من التكنوقراط المؤقتين لإدارة شؤون البلاد، مضيفا: نحتاج إلى دعم شعبى وبرلمان ومشورة شعبية.
وشدد على أن مخرجات منتدى جدة هى الأساس لأى مفاوضات تتعلق بالحرب فى السودان. وأكد أن مقاطعة مشاورات جنيف، مشيرا إلى أنه لا يمكن الجلوس فى مكان يتم فيه مدح الميليشيات المتمردة، فى اشارة لتصريح للمبعوث الامريكى امتدح فيه تعاون قوات الدعم السريع معهم.
وتابع: مجموعة جنيف وبيانها مهزلة، ولن يذهب أحد منا إلى جنيف. ووصف مشاورات جنيف بأنها وسيلة لتبييض وجه قوات الدعم السريع.
وأوضح أن السودان يواجه مؤامرة تحاك من قبل أطراف دولية وإقليمية، فيما اتهم عددا من دول الجوار -لم يسمها- بالتآمر على السودان، والعديد من دول المنطقة -لم يحددها- بالوقوف متفرجا أو دعم الطرف الآخر.
وشدد البرهان على استمرار القتال ضد قوات الدعم السريع حتى لو استمر لـ 100 عام حتى انتهاء (الميليشيات)، ولا مجال للحديث أو الحوار معهم. وكما جدد رفض السودان قبول الإمارات وسيطا، إضافة إلى رفضه توسيع منصة جدة.
وأضاف: لا فرصة لعودة قوات الدعم السريع، وسيظل حميدتى طريدا وهو يتحدث عن السلام وهم يرتكبون المجازر فى الجنينة والخرطوم وغيرهما. أقول له لن نستسلم ولن نقتلك، سنترك الشعب يحاسبك.
ورفض البرهان المحاولات الجارية لقصر المفاوضات على الجيش والدعم السريع، قائلا: “المشاركة فى أى مفاوضات ستكون باسم الشعب السودانى والحكومة.”.
هذا تفاقم الفيضانات المستمرة معاناة السودانيين، وبحسب السودان تريبون، السيول قطعت سيول جارفة، الطريق الذى يربط بورتسودان ببقية مناطق السودان فى منطقة جبيت والعقبة، فيما دمرت الأمطار مراكز إيواء النازحين فى عاصمة ولاية البحر الأحمر.
وتقطعت طرق الإمداد بين كثير من مناطق السودان بسبب الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات، فى وقت توقعت هيئة الإرصاد الجوية السودانية استمرار هطول الأمطار فى معظم مناطق البلاد بما فى ذلك ولاية البحر الأحمر.
وقال شهود عيان، لسودان تربيون، أن السيول الجارفة قطعت الطريق الإقليمى فى العقبة وفى منطقة جبيت التى تشهد تكدسًا للمركبات والباصات السفرية القادمة إلى بورتسودان.
وأشاروا إلى أن ولاية البحر الأحمر شهدت أمطار غزيرة، نتج عنها سيول تسببت فى انجراف العديد من الطرق وبالتالى انقطاعها.
وذكرت منصة الناطق الرسمى لحكومة السودان أن الأمطار المصحوبة بالعواصف، التى هطلت صباح اليوم السبت، دمرت خيام النازحين فى مراكز الإيواء.
وأفادت بسقوط لافتة إعلانية فى مدخل مطار بورتسودان الدولى والتى بدورها أغلقت الطريق.
وتستضيف بورتسودان الآلاف من النازحين، كما أنها أصبحت مركزًا لإدارة الحكم بعد انتقال مؤسسات الدولة إليها بما فى ذلك مجلس السيادة وقيادة الجيش، بعد التدمير الواسع الذى لحق بالعاصمة الخرطوم جراء النزاع.
ويتوقع مرصد منظمة الإيقاد هطول أمطار فوق المعدل الطبيعى حتى سبتمبر القادم فى كل مناطق السودان وسط تحذيرات من تجاوز الفيضانات مستوى عام 2020.