منذ إعلانها خوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 أخفقت كامالا هاريس هى تحقيق إنجاز واضح فيما يخص الملف الفلسطينى وحرب غزة، الأمر الذى وضعها فى موقف حرج مع الناخبين العرب والمسلمين فى أمريكا، وكان لابد لها من اتخاذ خطوة فى هذا الإطار بعد أن أطلق الناشطون حملة "التخلي عن هاريس" فى إشارة إلى مقاطعة التصويت لها.
وفى هذا الملف لجأت حملة كامالا هاريس للانتخابات الرئاسية الأمريكية إلى الاستعانة بمستشارين من أصول مسلمة وعربية فى محاولة لمغازلة الناخبين، وقبل أسبوعين استعانت بمحامية أفغانية الأصل نصرينا باركزي لتتواصل مع الناخبين المسلمين، واليوم اتخذت خطوة مماثلة من خلال تعيين محامية أمريكية مصرية الأصل بريندا عبد العال للمساعدة في التواصل واستقطاب الناخبين الأمريكيين من أصول عربية الذين تؤثر أصواتهم في بعض الولايات، خاصة أن أصوات المسلمين والعرب الأمريكيين قد تحسم النتيجة في ولايات متأرجحة بين هاريس ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب، ومنها ميشيغان التي شهدت احتجاجات بسبب حرب إسرائيل في غزة.
وأعلنت حملة هاريس أنها استعانت بمحامية أمريكية مصرية الأصل كانت مسؤولة في وزارة الأمن الداخلي سابقا للمساعدة في قيادة التواصل مع الناخبين الأمريكيين العرب الذين تؤثر أصواتهم في بعض الولايات التي قد تساعد في حسم الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر.
وستكون على بريندا عبد العال مهمة حشد دعم جالية محبطة بسبب الدعم الأمريكي لحرب إسرائيل في غزة، ويأتى ذلك بعد أن عينت هاريس بالفعل المحامية الأمريكية أفغانية الأصل نصرينا باركزي للتواصل مع الأمريكيين المسلمين.
وتعتبر ولاية ميشيغان من الولايات الحاسمة فى ملف الانتخابات الرئاسية حيث تضم بين سكانها أكبر جالية مسلمة وعربية، وبالفعل لعبت هذه الولايه دورا حاسما فى فوز الرئيس الأمريكي جو بايدن بقسط كبير من أصوات العرب والمسلمين في عام 2020، لكن دعمه لإسرائيل على الرغم من عدد القتلى الهائل في غزة خيب أمل كثيرين من أفراد الجالية. وأطلقوا حملة للتصويت "بغير ملتزم" في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وقرر أكثر من 100 ألف ناخب التصويت "بغير ملتزم" بدلا من اختيار بايدن قبل تنحيه.
وجاء اختيار المحامية مصرية الأصل قبل زيارة مقررة لهاريس الأسبوع المقبل لميشيغان التي يوجد بها واحدة من أكبر تجمعات المسلمين والعرب الأمريكيين في الولايات المتحدة.
ويقول بعض الناشطين إنهم يحملون هاريس المسؤولية عن سياسة إدارة بايدن تجاه إسرائيل والأزمة في غزة.
وفي أعقاب مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي عقد الأسبوع الماضي، قال ناشطون مؤيدون للفلسطينيين إن هاريس فشلت في إظهار أي تغيير في الوضع الراهن.
ومع استبعاد تصويت الناخبين المؤيدين لغزة لصالح ترامب إذ لم يشيروا إلى أي دعم للجمهوريين، أطلق بعض الناشطين حملة تسمى "التخلي عن هاريس" وحثوا أنصارهم على دعم مرشحين لا ينتمون لأي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
ويمكن لمدينة ديربورن التي يسكنها 110 آلاف شخص وتُعد مركزا ثقافيا للأمريكيين العرب، أن تلعب دورا حاسما في تحديد النتيجة في ميشيغان.
وكان أحدث منصب شغلته المحامية مصرية الأصل بريندا عبد العال هو مستشارة وزير الأمن الداخلي. وانضمت إلى الوزارة في يناير 2021 بعد وقت قصير من رحيل ترامب عن البيت الأبيض لتتولى منصب رئيسة موظفي مكتب الحقوق المدنية بالوزارة.
ونشأت بريندا عبد العال في آن أربور بولاية ميشيغان. وكانت تدير في السابق مدونة طعام وموقعا إلكترونيا يركز على وصفات من دول الشرق الأوسط. وأعطت دروسا لتعليم تلك الوصفات في مدرسة للطهي في شمال فيرجينيا.
