توافقنا على التشاور بين مؤسساتنا لتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا مع تأكيد أهمية طي صفحة تلك الأزمة الممتدة من خلال عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية بالتزامن وخروج القوات الأجنبية غير المشروعة والمرتزقة من البلاد
استعرضنا الأزمة في السودان والجهود التي تبذلها مصر بالتعاون مع مختلف الأطراف لوقف إطلاق النار. وتغليب الحل السياسي
بحثنا الأوضاع في القرن الإفريقى وخاصة بالصومال وا اتفقنا على ضرورة الحفاظ على وحدة الصومال الشقيق وسيادته وسلامة أراضيه ضد التهديدات التي تواجهه
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أنه خلال السنوات الماضية، شهدنا ازدهارًا مستمرا في التواصل بين الشعبين المصري والتركي، لاسيما من خلال الحركة السياحية المتنامية، وكذلك العلاقات التجارية والاستثمارية.. التي تشهد نمواً مضطردًا فضلاً عن زيادة الاستثمارات التركية في مصر.. خاصة في مجال التصنيع.
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس السيسى بالمؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى أنقرة، الأربعاء.
وقال الرئيس السيسى، إنه فى ظل الرغبة الصادقة للبلدين في المزيد من تطوير العلاقات والتعاون وللبناء على نتائج زيارة الرئيس "أردوغان" لمصر، في فبراير الماضي، "فقد سعدت اليوم والرئيس أردوغان برئاسة الاجتماع الأول لمجلس التعاون الإستراتيجى، رفيع المستوى بين مصر وتركيا الذي يهدف لإحداث نقلة نوعية في كافة المجالات، وأبرزها: التجارة والاستثمار والسياحة والنقل والزراعة، كما شهدنا اليوم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم التي تهدف لوضع إطار مؤسسي جديد للتعاون بين بلدينا".
واستهل الرئيس السيسى كلمته بالإعراب للرئيس أردوغان عن خالص الشكر على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال.. مؤكدًا سعادته بقيامه بأول زيارة للبلد الصديق بما يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والتكامل بين بلدينا، مضيفًا:"وأقول للشعب التركي الشقيق: إنني أحمل إليكم من مصر وشعبها.. أطيب مشاعر الود والمحبة والتقدير.. في ظل اعتزازنا بالعلاقات التاريخية.. والإرث الحضاري والثقافي المشترك الذي يجمعنا".
وأشار الرئيس السيسى، إلى أن مباحثاتهما تناولت كذلك تأكيد أهمية تيسير حركة التجارة البينية وتوسيع نطاق اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وتركيا بهدف رفع التبادل التجارى إلى "15" مليار دولار خلال السنوات المقبلة، بالإضافة إلى تعزيز الاستثمارات المشتركة بين البلدين، ومنح التسهيلات الممكنة لرجال الأعمال الأتراك في ظل مناخ الاستثمار المتميز بمصر الذي مكنهم من زيادة حجم أعمالهم، وبيع منتجاتهم في مصر، والتصدير للخارج.
وقال الرئيس السيسى، إن ما تعيشه منطقتنا وعالمنا اليوم من أزمات وتحديات بالغة توضح أهمية التنسيق والتعاون الوثيق بين مصر وتركيا، مضيفًا:" ومن هذا المنطلق، ناقشت مع فخامة الرئيس "أردوغان".. سبل التنسيق والعمل معاً.. للمساهمة فى التصدي للأزمات الإقليمية.. وعلى رأسها معالجة المأساة الإنسانية.. التي يتعرض لها إخواننا الفلسطينيون في غزة.. فــي كارثــة غيـــر مســبوقــة قاربــت علــى العـام .. حيث يهمني في هذا الصدد.. إبراز وحدة موقفي مصر وتركيا.. حيال المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار.. ورفض التصعيد الإسرائيلي الحالي في الضفة الغربية .. والدعوة للبدء في مسار يحقق تطلعات الشعب الفلسطينى.. في إقامة دولته المستقلة.. على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها "القدس الشرقية".. وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة .. فضلاً عن تعاوننا المستمر منذ بداية الأزمة.. لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.. على الرغم من المعوقات المستمرة التى تفرضها إسرائيل".
وأوضح الرئيس السيسى، أنهما تبادلا وجهات النظر حول الأزمة الليبية واتفقا على التشاور بين مؤسساتنا لتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا مع تأكيد أهمية طي صفحة تلك الأزمة الممتدة من خلال عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية بالتزامن وخروج القوات الأجنبية غير المشروعة والمرتزقة من البلاد وإنهاء ظاهرة الميليشيات المسلحة حتى يتسنى لليبيا الشقيقة إنهاء مظاهر الانقسام وتحقيق الأمن والاستقرار.
كما ناقشا كذلك الأوضاع في سوريا وأكدا تطلعهما إلى التوصل لحل لتلك الأزمة التي أثرت على الشعب السورى الشقيق، بشكل غير مسبوق، مرحبًا هنا بمساعى التقارب بين تركيا وسوريا حيث نهدف في النهاية إلى تحقيق الحل السياسي.. ورفع المعاناة عن الشعب السوري الشقيق وفقاً لقرار مجلس الأمن في هذا الشأن.. مع الحفاظ على وحدة الدولة السورية وسيادتها وسلامة أراضيها.. والقضاء على الإرهاب.
وتابع الرئيس السيسى:"كما استعرضنا الأزمة في السودان.. والجهود التي تبذلها مصر.. بالتعاون مع مختلف الأطراف لوقف إطلاق النار.. وتغليب الحل السياسي .. وبحثنا أيضاً باستفاضة الأوضاع في القرن الإفريقى وخاصة بالصومال .. حيث اتفقنا على ضرورة الحفاظ على وحدة الصومال الشقيق وسيادته وسلامة أراضيه ضد التهديدات التي تواجهه".
وأكد الرئيس السيسى التطلع إلى استمرار التهدئة الحالية في منطقة شرق المتوسط والبناء عليها وصولاً إلى تسوية الخلافات القائمة بين الدول المتشاطئة بالمنطقة ليتسنى لنا جميعاً التعاون وتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة بها.. لتحقيق الرفاهة لشعوب المنطقة أجمع.
وفى ختام كلمته، وجه الرئيس السيسى الشكر مجدداً لأخيه الرئيس "أردوغان على كرم الضيافة وحسن الاستقبال .. معربًا عن تطلعه لاستقباله مجدداً في مصر لاستمرار البناء على تواصلهما المباشر بما يحقق مصالح شعبينا الشقيقين والمنطقة بأسرها.