تحول السباق الانتخابى فى أمريكا إلى دراما بعد أن تعرض المرشح الجمهورى دونالد ترامب لمحاولة اغتيال ثانية فى أقل من شهرين، وسط صراع محتدم للوصول للبيت الأبيض بينه وبين كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الديمقراطية، فى ظل تقارب نتائج استطلاعات الرأي بينهما وصعوبة التنبؤ بمن سيحكم أمريكا، فيما يوحى بتحول المشهد لـ"فيلم أكشن".
وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" أن حادث إطلاق النار في ملعب ترامب للجولف "يبدو أنه محاولة اغتيال" للمرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة.
ووفق مسؤولين في قوات إنفاذ القانون فإن عناصر جهاز الخدمة السرية رصدوا مسلحا في أحراش قرب الملعب وأطلقوا النار عليه، وأضافوا أن المسلح ألقى بندقية هجومية من طراز إيه.كيه-47 وفرّ في سيارة، لكن ألقي القبض عليه.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" وقناة "فوكس نيوز" نقلا عن مسؤولين قولهم إن المشتبه به يدعى ريان ويسلي روث (58 عاما) من هاواي، وهو متورطا فى تهريب مقاتلين أجانب لأوكرانيا لدعمها فى حربها ضد روسيا.
وعقب لإعلان عن محاولة الاغتيال الثانية قال دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، والمرشح في انتخابات أمريكا المقبلة، إنه بخير و لن يستسلم أبدا، ولا شيء سوف يوقفه.
فيما سارعت نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية، كامالا هاريس، لإصدار بيان عقب إطلاق النار قالت فيه إنها تم إطلاعها على تقارير حول إطلاق النار بالقرب من نادي ترامب الدولي للجولف ويست بالم بيتش.
وتابعت: "أنا سعيدة لأنه آمن"؛ مؤكدة أن "العنف ليس له مكان في أمريكا".
وطرحت صحيفة "التايمز" تساؤلا عن ما إذا كانت المحاولة الأخيرة لاغتيال الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، في بالم بيتش، ستؤثر في نتيجة الانتخابات الأمريكية.
وقالت الصحيفة إن "حملة ترامب سارعت إلى جمع التبرعات في ضوء محاولة الاغتيال الجديدة، رغم أن محاولة الاغتيال الأولى باتت بالفعل هامشية في السباق إلى البيت الأبيض".
وبحسب الصحيفة، لم تهدر حملة ترامب الكثير من الوقت، بعد المرة الثانية التي يتعرض فيها الرئيس السابق لمحاولة اغتيال خلال شهرين، مع دخول السباق إلى البيت الأبيض مراحله النهائية، في إرسال رسالة بالبريد الإلكتروني إلى المؤيدين، تطلب منهم المزيد من الأموال.
وأضافت الصحيفة أن ترامب تراجع خلف كامالا هاريس في معظم استطلاعات الرأي في الأسابيع الأخيرة، لكن السباق يبدو متقاربًا للغاية بحيث لا يمكن التنبؤ به، حتى بعد مناظرة بين المنافسين الأسبوع الماضي، والتي اعتبرت على نطاق واسع انتصارًا لنائبة الرئيس الحالي.
وبعد عملية محاولة الاغتيال الأولى افترض العديد من المراقبين من الجانبين أن إطلاق النار حسم الانتخابات، حيث حولته صورة ترامب، وهو يضع قبضته تحت العلم الأمريكي في اللحظات التي تلت الحادثة إلى شهيد حي.
وستُظهر استطلاعات الرأي في الأيام المقبلة ما إذا كانت المحاولة الأخيرة لاغتياله ستعزز من حظوظ حملة ترامب الانتخابية، رغم أن إطلاق النار في يوليو الماضي يبدو بالفعل وكأنه حدث هامشي في هذه المعركة الانتخابية.
ورجحت الصحيفة بأن يفوز ترامب بأصوات الناخبين المعتدلين والجمهوريين الذين يميلون إلى التصويت لصالح هاريس في مسائل تتعلق بالسياسة والاقتصاد، وليس بسبب المخاطر التي يواجهها.