الجمعة، 22 نوفمبر 2024 11:43 ص

"تاريخ للبيع".. نيران الحرب تحرق التراث السودانى.. القطع الأثرية تُباع على الإنترنت بأسعار بخسة.. النهب طال المتحف القومى وبيت الخليفة ونيالا.. مسئولة سودانية تتهم قوات الدعم السريع بسرقة الآثار

"تاريخ للبيع".. نيران الحرب تحرق التراث السودانى.. القطع الأثرية تُباع على الإنترنت بأسعار بخسة.. النهب طال المتحف القومى وبيت الخليفة ونيالا.. مسئولة سودانية تتهم قوات الدعم السريع بسرقة الآثار المتحف السوداني
الإثنين، 23 سبتمبر 2024 09:00 ص
ريهام عبد الله
لم تنج الآثار السودانية، والتراث الإنسانى، من نيران الحرب الضارية التي اندلعت بين القوات المسلحة، وقوات الدعم السريع، والتي راح ضحيتها الآلاف من السودانيين، فمع الخسائر الهائلة في الأرواح والخسائر المادية، طالت نيران الحرب الضروس الآثار السودانية، إذ كشفت تقارير صحفية، أن آثار السودان تتعرض للسرقة والنهب بشكل ممنهج.
 
وكشفت عدة تقارير أن القطع الأثرية التاريخية، معروضة للبيع عبر الانترنت، بأرقام هزيلة للغاية، وهو الأمر الذى دفع اليونسكو لدق جرس الإنذار فيما يتعلق بتراث السودان التاريخى، في ظل اتهامات لقوات الدعم السريع بنهب المتاحف وسرقة الآثار وتهريبها.
 
الآثار السودانية تباع على الإنترنت بأثمان بخسة
كشفت تقارير عديدة، عن عرض قطع أثرية سودانية، لا تقدر بثمن، للبيع على موقع eBay الشهير،  وذلك بعد تهريبها في وسط الحرب الدائرة بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع.
 
ومن المعتقد أن القطع التي تشمل تماثيل وأواني ذهبية وفخارا، قد نُهبت من المتحف الوطني في الخرطوم، الواقع في منطقة تسيطر عليها قوات الدعم السريع، وفقا لموقع الحرة الأمريكي.
 
وكشفت التقارير، على أن آلاف من القطع الأثرية، بما في ذلك شظايا تماثيل وقصور قديمة قد تعرضت للنهب خلال أكثر من عام من القتال، الذى حصد أرواح الآلاف من السودانيين.
 
اللافت في الأمر، أنه تم إدراج بعض من القطع الأثرية، على أنها آثار مصرية، لكنها في الحقيقة جاءت من المتحف الوطني السوداني في الخرطوم، بحسب ما نقلت نيويورك تايمز عن خبراء.
 
المتحف الذى تعرض للنهب، يقع في منطقة من العاصمة تسيطر عليها قوات الدعم السريع، تتضمن المجموعة الضخمة للمتحف قطعا أثرية من العصر الحجري القديم وعناصر من موقع كرمة الشهير بجوار النيل في شمال السودان، بالإضافة إلى قطع فرعونية ونوبية.
 
وكشفت تقارير صحفية أن بعض الآثار معروضة للبيع بأثمان بخسة، تقدر بـ200 دولار فقط.
 
مديرة المتاحف بالسودان: الدعم السريع سرقت الآثار
ومن جهتها استبعدت دكتورة إخلاص عبد اللطيف، مديرة المتاحف في الهيئة القومية السودانية للآثار، أن تقوم قوات الدعم السريع بحماية المتاحف التي تقع في المناطق التي تسيطر عليها، وعلقت :"كيف يحموا المتاحف وهم سرقوا الآثار وأخرجوها من المتاحف في  نيالا" وبيت الخليفة بأم درمان وأخيراً المتحف القومي بالخرطوم"، وفقا لصحيفة التغيير السودانية.
 
وتساءلت إخلاص: "كيف يبادر الدعم السريع في حماية التراث والمتاحف، أكيد هذا لن يحدث وغير متوقع منهم"، وتابعت :"عند بداية الحرب عندما دخلوا معمل البيو أركيولوجي تم الاتصال بأحد المستشارين بالدعم السريع حيث اعتذروا ووعدوا بالخروج من مباني المتحف ولكن هذا لم يحدث".
 
واستمرت في حديثها :"نحن الآن ما يهمنا كمسئولين عن التراث وحفظه، هو كيفية استرداد هذه الآثار وحمايتها".
 
وأكدت مديرة المتاحف، أنهم توصلوا مع اليونسكو، منظمة الأمم المتحدة المعنية بالحفاظ على التراث، والجهات العالمية للتنبيه بخطورة الأمر واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على تراث وآثار السودان.
 
اليونسكو تحذر من تدمير التراث الثقافي وتطالب بالامتثال للقانون الدولى
وكانت اليونسكو، قد حذرت الأسبوع الماضى، من نهب آثار السودان، وقالت في بيان رسمي :"يُساور اليونسكو قلق بالغ إزاء التقارير الأخيرة بشأن احتمال تعرُّض العديد من المتاحف ومؤسسات التراث في السودان، بما في ذلك المتحف القومي، إلى النهب والتدمير على يد جماعات مسلحة، وتدعو المنظمة المجتمع الدولي إلى بذل قصارى جهده لحماية تراث السودان من الدمار والاتجار غير المشروع".
 
وتابعت اليونسكو :"تراقب اليونسكو عن كثب، منذ اشتعال فتيل الأعمال العدائية في شهر إبريل 2023، تأثير هذه الأزمة في تراث السودان والمؤسسات الثقافية والفنانين، لكن يبدو أنّ التهديد المحدق بالثقافة بلغ مستوى غير مسبوق خلال الأسابيع الأخيرة، مع ورود تقارير عن نهب المتاحف والمواقع التراثية والأثرية والمجموعات الخاصة".
 
واستمرت :"وتذكّر اليونسكو جميع الأطراف بالتزاماتها بالامتثال إلى القانون الدولي الإنساني من خلال الإحجام عن تدمير الممتلكات الثقافية أو نهبها أو استخدامها لأغراض عسكرية، وتشعر المنظمة ببالغ القلق إزاء التقارير التي تفيد بنهب متحف السودان القومي، الذي اضطلعت اليونسكو بتنسيق أعمال ترميمه بتمويل من إيطاليا منذ عام 2019، والذي يحتوي على قطع تاريخية وأثرية هامة، وتماثيل، ومجموعات أثرية ذات قيمة تاريخية ومادية كبيرة".
 
وكشفت المنظمة الأممية، أنه وردتها تقارير بسرقة العديد من مجموعات الآثار الهامة التي تشهد على تاريخ السودان من متحف بيت الخليفة ومتحف نيالا، وأعلنت أنها تقوم بالتحقق بصورة وافية من هذه التقارير لتحديد حجم الأضرار.
 
وقالت :"تجدد اليونسكو نداءها إلى الجمهور وسوق الفن ممن يقومون بالتجارة بالممتلكات الثقافية في المنطقة والعالم لكي يحجموا عن اقتناء الممتلكات الثقافية القادمة من السودان أو عن المشاركة في استيرادها أو تصديرها أو نقل ملكيتها، فقد ينتج عن أي عملية بيع أو نقل غير مشروعة لهذه الممتلكات الثقافية اختفاء جزء من الهوية الثقافية السودانية وتقويض قدرة هذا البلد على التعافي".
 
 
 
 
 
 

 


print