تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيدا إسرائيليا شديد الخطورة بعد شن غارات جوية على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، وتصاعد التوتر بين إسرائيل ولبنان مع إعلان الجيش الإسرائيلى قصف مئات الأهداف فى لبنان، بما فيها منصات إطلاق الصواريخ ومواقع بنية تحتية، الأمر الذى قد يؤدى إلى اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، مما يعنى حدوث ما حذرت منه مصر مرارا وهو اتساع دائرة الصراع الإقليمى.
مصر حذرت مرارا من عواقب التصعيد الإسرائيلى بالمنطقة
وفى هذا السياق أدان الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، التصعيد العسكرى الإسرائيلى العسكرى فى الشرق الأوسط، من خلال قصف مناطق فى الأراضى اللبنانية، متجاهلة التحذيرات الدولية والإقليمية من خطورة التصعيد العسكرى، الأمر الذى يؤدى إلى تهديد السلم والأمن الدوليين ليس فى المنطقة فحسب ولكن فى العالم كله، وهو ما حذرت منه مصر مرارا وتكرارا، مشددا على ضرورة العمل على تجنب اتساع نطاق الصراع فى المنطقة نتيجة استمرار الممارسات والسياسات الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.
ودعا "محسب"، إلى ضرورة تكاتف الجهود الدولية والإقليمية من أجل خفض حدة التوتر وعدم الاستقرار فى المنطقة، والعمل على إقرار التهدئة واحتواء التصعيد، ووقف نزيف الخسائر التى تتكبدها ليس فقط الدول المتحاربة ولكن أيضا دول المنطقة نتيجة هذه التوترات والتصعيد العسكرى، مشددا على ضرورة الحفاظ على أمن لبنان واستقراره والحفاظ على سيادته من أى تدخلات خارجية، والتصدى لأية محاولات لتصعيد الصراع وتوسعة نطاقه إقليميا، وأن تتحلى كافة الأطراف بالمسؤولية.
وأكد وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، على ضرورة انصياع إسرائيل لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، لإنهاء الصراع والأزمة الإنسانية التى يعيشها سكان قطاع غزة والسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية بالكميات التى تسمح بتخفيف هذه المعاناة، فضلا عن بدء مسار سياسى جديد لإيجاد حل جذرى للصراع الفلسطينى الإسرائيلى، من خلال تنفيذ حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من يونيو 1967.
وأوضح النائب أيمن محسب، أن التطورات الخطيرة والمتسارعة التى تشهدها جنوب لبنان تعد مؤشرا واضحاً على أن المنطقة بصدد منعطف خطير جراء تصرفات أحادية غير مسؤولة ومتهورة ومن الجانب الإسرائيلى وإذا لم يتم التصدى لها بشكل جاد وسريع ستؤدى إلى تبعات ستلقى بظلالها على استقرار المنطقة والعالم بأسره، مشددا على أن ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية فى الضفة الغربية، وسرعة التوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الرهائن والأسرى والنفاذ الكامل وغير المشروط للمساعدات الإنسانية والطبية للقطاع من أجل استعادة الاستقرار والهدوء للمنطقة.
مصر تقوم بدور ريادى لوقف التصعيد بالمنطقة العربية
كما أدان اللواء محمد صلاح أبو هميلة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهورى بمجلس النواب والأمين العام للحزب، التصعيد الإسرائيلى فى جنوب لبنان مؤكدا أنه لابد من التدخل الفورى للمجتمع الدولى لاحتواء هذا التصعيد ووقف شامل لإطلاق النار فى غزة ولبنان لتجنب الانزلاق فى سيناريو الحرب الإقليمية الشاملة، مؤكدا خطورة التصعيد الذى يشهده لبنان على مدار الأيام الماضية وهو ما يعد مؤشرا خطيرا يهدد المنطقة بأسرها ويؤثر على استقرارها نتيجة تصرفات أحادية غير مسؤولة تساهم فى توسيع دائرة الصراع العسكرى فى المنطقة بأكملها ويهدد الأمن والسلم الدوليين.
وأوضح "أبو هميلة" أن مصر تقوم بدور كبير مع كافة الأطراف الإقليمية والمجتمع الدولى وذلك من أجل سرعة وقف التصعيد بالمنطقة وتطبيق قرار مجلس محلس الأمن رقم 1701 تطبيقا كاملا، لضمان عدم انتهاك سيادة لبنان وحماية أمن واستقرار حدود لبنان مع إسرائيل، مضيفا أن إسرائيل تهدف من إطالة أمد الحرب فى غزة ولبنان لتحويل الأراضى الفلسطينية لأماكن غير قابلة للحياة وتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية.
وأضاف أبو هميلة أنه لابد من تدخل المجتمع الدولى لوقف الحرب بشكل فورى فى قطاع غزة ولبنان لإنقاذها من المأساة الإنسانية التى يواجهها وإيجاد حل جذرى للقضية الفلسطينية، مضيفا أن استمرار الحرب فى غزة، يمثل خطورة كبيرة تهدد استقرار الشرق الأوسط ويوسع الصراع بالمنطقة، مضيفا أن التصعيد فى جنوب لبنان يعكس التوترات المتزايدة التى حذرت منها مصر مرارا وتكرارا، مشيرا إلى أن التصعيد قد يكون له تداعيات كارثية اذا لم يتدخل المجتمع الدولى لوقف التصعيد، محملا المجتمع الدولى المسئولية الكاملة عن تمادى الكيان الصهيونى فى استمرار التصعيد فى المنطقة، الأمر الذى يهدد الأمن والسلم الإقليمى والدولى.
وتابع أبو هميلة أن حادث التفجير والاغتيال الأخير يعد تصعيدا غير مسبوق فى جنوب لبنان, وهو ما ينذر بكارثة فى المنطقة قد تمتد وتتسع لدول أخرى، مشيدا بدور مصر واهتمامها الكبير بأمن لبنان واستقرار سيادته وتواصلها مع كافة الأطراف المعنية والمؤسسات الدولية لوقف الحرب فى قطاع غزة التى ستكون البداية لاستعادة السلم والأمن الإقليميين.
القيادة السياسية لم تتوان عن تحذيراتها حول تزايد الصراع فى المنطقة
وبدوره استنكر حزب الحرية المصرى، استمرار الاحتلال الإسرائيلى من شن غارات جوية على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، مؤكدا أن تزايد الصراع فى المنطقة سيأتى بعواقب وخيمة وتداعيات التصعيد على الاقتصاد اللبنانى والاسرائيلى وتدمير للبنية التحتية للدول، وهو ما حذرت منه القيادة السياسية من قبل عدة مرات ولم تتوانى عن رفضها لأية محاولات لتصعيد الصراع وتوسعة نطاقه إقليميا، وضرورة تحلى جميع الأطراف بالمسؤولية.
وأضاف مهنى، أن الرئيس السيسى أكد مرارا وتكرارا خلال اللقاءات التى أجراها مع أنتونى بلينكن، وزير الخارجية الأمريكى، الذى زار مصر مؤخرا، وكذلك مع عدد من رؤساء الدول، على أمن لبنان واستقراره وسيادته، وكذلك التأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار فى قطاع غزة والوصول لاتفاق للإفراج عن الرهائن والمحتجزين وإنهاء الصراع فى قطاع غزة.
وأشار مهنى، إلى أن مصر لها دور محورى فى تحقيق الاستقرار ونشر السلام بالمنطقة فهى تضع الجميع أمام مسؤولياتهم، وإنهاء الصراع وخاصة أن استمرار الوضع الراهن يقود الإقليم نحو الحرب والمواجهة، مضيفا أن مصر طالما حذرت من خطورة الصراع فى المنطقة لما يجلب تداعيات سلبية على إمدادات التجارة الدولية ومسارات سلاسل الإمداد مما يؤثر بالسلب على الحالة الاقتصادية والاجتماعية للدول.
كتلة الحوار تستنكر إرهاب اسرائيل العابر للحدود وتداعياته على المنطقة
ومن ناحيته استنكرت كتله الحوار برئاسة الدكتور باسل عادل، إرهاب اسرائيل وتعديها كل حدود الاخلاق والأعراف الدولية بتنفيذ أكبر عمليه إرهابية عرفها التاريخ وأوسعها انتشارا حيث قامت بتفجير أجهزة اتصال مدنيه (البيجر) و(الواكى توكي) عن طريق تفخيخ الأجهزة مما أصاب الآلاف وقتل العشرات فى خسه منقطعه النظير، وتابعت قائلة "و لا تأبى إسرائيل إلا أن تصعد الهجوم والعنف فى الجنوب اللبنانى وشنت غارو جوية على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، مما يشعل جبهة جديدة للقتال فى لبنان".
وأكدت كتلة الحوار على استباق الموقف المصرى وتحذيره أكثر من مره مسبقا عن مغبة توسيع مجال الحرب وانتشارها وإشعال النار على كل حدود الكيان المحتل، وتابعت: نعيد ونكرر ما ذكره الرئيس السيسى بشأن خطورة إشعال المنطقة وإضرام النار بين المدنيين العزل وحرب الإبادة الجماعية غير المسبوقة فى غزة.
مصر طالبت مراراً بوقف العنف وحذرت من زعزعة استقرار المنطقة
وفى ذات الصدد، قال الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر، أن حادث التفجير والاغتيال الأخير والتصعيد المستمر فى جنوب لبنان يمثلان تهديداً خطيراً للاستقرار الإقليمى، ويعكسان التوترات المتزايدة التى لطالما حذرت مصر منها على مدار الأعوام الماضية لافتا إلى أن هذه الأحداث تشكل تحدياً خطيراً للأمن والسلم فى المنطقة، وقد يكون لها تداعيات كارثية إذا لم تتخذ الدول المعنية خطوات جادة وسريعة للحد من هذا التصعيد.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن مصر كانت دائماً فى طليعة الدول التى تدعو إلى التهدئة والحوار السياسى كحل وحيد للأزمات وحذرت مراراً وتكراراً من خطورة استمرار الصراعات المسلحة فى الشرق الأوسط، مشدداً على أن استمرار تلك النزاعات قد يؤدى إلى اندلاع حروب واسعة النطاق لا تقتصر تداعياتها على الأطراف المباشرة فقط، بل قد تشمل تأثيراتها دولاً أخرى فى المنطقة وربما العالم.
وأوضح نائب رئيس حزب المؤتمر أن حادث التفجير والاغتيال الأخير يأتى فى سياق تصعيد غير مسبوق بين الأطراف المتصارعة فى جنوب لبنان، ما ينذر بتفجر الأوضاع فى المنطقة ككل ومصر بحكم موقعها الجيوسياسى ودورها الريادى فى المنطقة حذرت مرارا وتكرارا من خطورة ووجهت العديد من التحذيرات للأطراف المختلفة بضرورة الالتزام بالهدوء، مؤكدة أن التصعيد لن يخدم إلا مصالح القوى التى تسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة.
وأضاف فرحات أن مصر تؤكد دائماً على أهمية الحفاظ على سيادة الدول واستقرارها، ودعم جهود الحكومات الوطنية فى مواجهة التحديات الداخلية والخارجية داعيا المجتمع الدولى إلى ضرورة التدخل الفورى والعاجل لوقف هذه الانتهاكات ومنع انزلاق الأمور إلى مزيد من العنف لافتا إلى أن التدخلات الخارجية فى شؤون دول المنطقة قد تؤدى إلى تعميق الانقسامات وزيادة المعاناة الإنسانية.
ودعا أستاذ العلوم السياسية كافة الأطراف المعنية بضبط النفس والتراجع عن لغة السلاح، مؤكداً أن مصر ستظل دائماً تدعم كل الجهود التى تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة وأن السبيل الوحيد لتحقيق مستقبل آمن للمنطقة يتمثل فى الحوار والتفاهم بعيداً عن سياسات التصعيد والمواجهة.