الثلاثاء، 24 سبتمبر 2024 12:36 ص

لبنان على خطى غزة.. تل أبيب تكرر سناريو حرب 7 أكتوبر فى الجبهة الشمالية.. الأمم المتحدة تحذر من تحول بيروت لغزة جديدة.. الحكومة اللبنانية تطالب بتصدى دولى لإرهاب إسرائيل.. وتقارير غربية: نتنياهو يمهد لهجوم برى

لبنان على خطى غزة.. تل أبيب تكرر سناريو حرب 7 أكتوبر فى الجبهة الشمالية.. الأمم المتحدة تحذر من تحول بيروت لغزة جديدة.. الحكومة اللبنانية تطالب بتصدى دولى لإرهاب إسرائيل.. وتقارير غربية: نتنياهو يمهد لهجوم برى لبنان
الإثنين، 23 سبتمبر 2024 10:00 م
كتبت آمال رسلان

تعيش بيروت خلال الساعات الماضية نفس السناريو الذى عاشته غزة عقب عملية "طوفان الأقصى"، حيث تكرر التفاصيل كما حدثت قبل قرابة العام من عمليات ضرب جوية يعقبها رسائل ترهيب للمواطنين تطالبهم بالإخلاء الفوري، يليها فرار ونزوح للسكان من المناطق الحدودية، ثم خروج المسئولين في تل أبيب ليعلنوا أن الهجمات مستمرة حتى تحقيق أهدافها، كل تلك المشاهد التي سبق أن حدثت في القطاع المنكوب دفعت المجتمع الدولى للتحذير من أن بيروت قد تتحول إلى غزة جديدة خلال أيام.

وجاء أول تحذير من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الذى حذر من إمكانية تحول لبنان إلى غزة أخرى ما سيشكل مأساة مدمرة للعالم، قائلا : أنّ "ما يثير قلقي هو خطر تحويل لبنان إلى غزة أخرى"، في خضم التصعيد بين حزب الله وإسرائيل ومع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

تحذيرات الأمين العام للأمم المتحدة دفعت رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي لمناشدة المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها وتطبيق القرار الدولي الرقم 2735، الصادر عن مجلس الأمن واعتبر أن ما أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بشأن مخاوفه من تحويل جنوب لبنان إلى غزة ثانية، "يجب أن يكون حافزاً للجميع لا سيما لدول القرار".

وقال إن "العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان حرب إبادة بكل ما للكلمة من معنى، ومخطط تدميري يهدف إلى تدمير القرى والبلدات اللبنانية والقضاء على كل المساحات الخضراء".

وبعد تكثيف إسرائيل هجماتها على جنوب لبنان اليوم الأثنين، وجه وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال فى لبنان القاضي بسام مولوي رسالة لجميع اللبنانيين قائلا : "نمر بمرحلة دقيقة والوضع يزداد دقة؛ فالاعتداءات الإسرائيلية تسير بوتيرة أشد"، وأضاف :"نريد من جميع اللبنانيين العودة أكثر فاكثر إلى أصالتهم ولبنانيتهم والدولة بكل أجهزتها سواء الأمنية والعسكرية وحتى الأجهزة المتعلقة بالإدارات المحلية والبلديات، كلها إلى جانبهم لحمايتهم ولتلبية متطلباتهم، وفي هذه المرحلة نريد وعيا وتماسكا".

وأضاف الوزير :" فلا شيء نطمئن به الناس عن الاعتداءات الإسرائيلية، ولكن نقول لهم ان دولتكم معكم وتقوم بكل اللازم للإغاثة والإسعاف والوقوف إلى جانبهم وتأمين كل متطلبات ما تستطيع الدولة القيام به من متطلبات، ونحن في وزارة الداخلية ومجلس الأمن المركزي اجتماعاتنا مفتوحة لمراقبة الوضع الحاصل وتحليله لنكون إلى جانب الناس وحماية الأمن الداخلي من أي خروق قد تصيبه"، داعياً المواطنين إلى الالتفاف أكثر فأكثر حول دولتهم وبعضهم بعضا.

وأوضح الجيش الاسرائيلى أنه هاجم أكثر من 300 هدف فوق الأراضي اللبنانية، كما فر مدنيون من مناطق جنوب لبنان إلى خارج المنطقة الحدودية المباشرة، وفي بيروت، بدت الشوارع فارغة إلى حد كبير خلال النهار، وقالت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية، أن مواطنين لبنانيين في بيروت ومناطق أخرى تلقوا رسائل هاتفية من إسرائيل تطالبهم بالإخلاء الفوري مع تزايد المخاوف من حرب إقليمية أوسع نطاقا.

وشملت تلك الرسائل مكاتب حكومية منها مقر وزارة الاعلام، والتي أصدرت بيان أكدت فيه إن "هذا الأسلوب ليس غريبا على العدو الاسرائيلي الذي يتوسّل كل السبل في حربه النفسية"، فيما دعت وزارة الصحة اللبنانية، مستشفيات الجنوب والنبطية وبعلبك الهرمل للاستعداد لاستقبال جرحى الغارات التي شنها الاحتلال الإسرائيلي منذ صباح اليوم الاثنين.

وضمن حالة الطوارئ أعلن وزير التربية والتعليم العالي اللبناني عباس الحلبي، عن إغلاق المدارس والمعاهد والمدارس المهنية والتقنية الرسمية والخاصة حتى الثلاثاء، في كل من محافظات الجنوب والنبطية والبقاع وبعلبك الهرمل وفي الضاحية الجنوبية،

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن إسرائيل ستواصل استهداف حزب الله حتى يدرك أنها ستعيد مواطنيها إلى منازلهم في الشمال بسلام، وأكد قادة الجيش الاسرائيلى أن تل أبيب تستعد لتوجيه مزيد من الضربات ضد لبنان، وقال رئيس الأركان هرتسي هاليفي أنه صادق على هجمات جديدة ضد "حزب الله".

وكشفت صحيفة الإيكونوميست البريطانية في تقرير لها أن "إسرائيل تخطط أيضا لشن هجوم بري يشمل الاستيلاء على منطقة تمتد على مسافة بضعة أميال إلى الشمال من الحدود، وفق مصادر عسكرية إسرائيلية، في وقت أعلن فيه الجيش الإسرائيلي عن نشره فرقة في الشمال استعدادا لذلك، وقال أحد ضباط الاحتياط المشاركين: إن الخطط الخاصة بالهجوم البري جاهزة ولكننا ما زلنا بعيدين عن امتلاك القوات الكافية هنا لتنفيذها".

واعتبرت الصحيفة أن "توقيت الخطوات الإسرائيلية الأخيرة يخفي الانقسامات داخل المستويات العسكرية والسياسية العليا، ويدعو البعض إلى تصعيد أسرع كثيرا، ويرون أن إسرائيل لابد وأن تستغل الفوضى داخل صفوف حزب الله لتدمير نسبة أكبر كثيرا من قدراته والاستيلاء على الأراضي".


print