حزن وقلق وترقب .. هذا ما يعلو الوجوه ويسكن الأفئدة ليس فى لبنان وحده بل المنطقة العربية التى تعايش حزن أهل لبنان على فقدان أبنائهم وذويهم فى سلسلة الغازات الغاشمة غير المسبوقة التى شنها جيش الاحتلال أمس على أنحاء متفرقة من لبنان؛ مركزًا ضرباته على منطقة البقاع وجنوب لبنان مع التوسع في استهداف المنازل والمستشفيات وسيارات الإسعاف.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي يعلن ضرب 1600 هدفاً لحزب الله في جنوب لبنان والبقاع خلال 24 ساعة، وبلغت حصيلة الشهداء 492شهيدا و1645مصابا بينهم 35 طفلا و58 سيدة.
في ظل هذا الوضع أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، أن بلاده طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع، لبحث الوضع في لبنان، فيما حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، من أن النزاع المستعر بين إسرائيل و"حزب الله" يهدد بإغراق الشرق الأوسط برمّته في "حرب شاملة".
وحتى ساعات متأخرة من ليل أمس، لم يكن هناك إحصاء دقيق لأعداد النازحين، بحسب رئيس لجنة الطوارئ الحكومية الوزير ناصر ياسين، مشيراً إلى أن اللجنة اتخذت قراراً بفتح 90 مدرسة رسمية، وزعت عليها حوالي 10 آلاف فرشةٍ ومثلها من البطانيات والوسادات. وأضاف: يتطلب الأمر بعض الوقت لجمع ما تم تسجيله من أسماء وأعداد من مختلف لجان إدارة الأزمة في المحافظات، مشيراً إلى أن الأولوية أعطيت لتسجيل العائلات وتأمين إقامتها. لكن مدارس صيدا وبيروت استقبلت العدد الأكبر من النازحين، ومن المتوقع أن تبلغ قدرتها الاستيعابية القصوى (بين 300 و400 نازح للمدرسة الواحدة) مع ساعات هذا الصباح، وسط توجّه إلى تجهيز المدارس تباعاً بحسب الحاجة.
قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن التصعيد بين إسرائيل وحزب الله اللبناني هو تقريبا حرب شاملة.
وأضاف بوريل "إن لم يكن هذا الموقف حربا، فلا أعرف ماذا تطلقون عليه"، محذرا من أن النزاع المستعر بين إسرائيل وحزب الله "يهدد بإغراق الشرق الأوسط برمته في حرب شاملة".
أكد جوزيب بوريل أن منطقة الشرق الأوسط على مشارف حرب شاملة؛ محذرة من العواقب الوخيمة حال وقوع تلك الحرب.
وفى السياق نفسه، قال مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأمريكية ، إن الولايات المتحدة تجدد معارضتها غزواً برياً إسرائيلياً للبنان يستهدف حزب الله.
وأضاف أن لدى واشنطن أفكارا ملموسة لمنع حرب أوسع نطاقا بين إسرائيل وحزب الله، وستسعى إلى "مخرج" من التوترات المتصاعدة في المنطقة.
وذكر أن "واشنطن لا تعتقد أن التصعيد الإسرائيلي لإجبار حزب الله على خفض التوتر سيؤدي إلى النتيجة المرغوبة بخفض التصعيد"، معبّراَ عن اختلافه مع الاستراتيجية الإسرائيلية.
وتابع أن "الصراع المتصاعد بين إسرائيل وحزب الله، كانمحورا رئيسيا في لقاءات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع".
وعلى صعيد ردود الفعل، فقد لاقت الغارات الجوية على لبنان إدانات عربية ودولية ، محذرين من التمادى فى هذه الجرائم التى تؤتى بعواقب وخيمة.
كانت مصر من أوائل الدول التى أدانت التصعيد الإسرائيلي الخطير في لبنان والعمليات العسكرية الموسعة التي أدت إلى مقتل وإصابة المئات من اللبنانيين، من بينهم نساء وأطفال وسبق أن حذرت من مغبة استمرار العدوان على غزة.
فيما أكدت المملكة العربية السعودية، أنها تتابع بقلقٍ بالغ تطورات الأحداث الأمنية الجارية في الأراضي اللبنانية، وتجدد تحذيرها من خطورة اتساع رقعة العنف في المنطقة، والانعكاسات الخطيرة للتصعيد على أمن المنطقة واستقرارها.
وقال وزير خارجية بريطانيا أكرر دعوتي للطرفين للوقف الفوري لإطلاق النار.
ومن جانبها، قالت فرنساعلى لسان وزير خارجيتها، يجب أن تنتهي هذه الضربات التي تشن على جانبي الخط الأزرق على الفور محذرة من المخاطر لهذا التصعيد.
ودعت الأطراف ومن يدعمونها لتهدئة الأوضاع وتجنب حرب إقليمية من شأنها أن تكون مدمرة للجميع.
فى السياق نفسه، أعلنت الصين دعمها للبنان "بقوة"، بعد تعرضه لهجمات إسرائيلية عنيفة أدت إلى استشهاد المئات وإصابة المئات .
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي لنظيره اللبناني عبد الله بوحبيب، الإثنين، إن الصين "تدعم لبنان بقوة في حماية أمنه وسيادته".