بعد عام من حرب الابادة الجماعية التى شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلية على قطاع غزة وفى ظل الصمت الدولى المخزى، بدأ المشهد يتكرر من جديد فى لبنان الذى بات ليلته على وقع قصف إسرائيلي وفرار للمدنيين وسقوط ضحايا أبرياء بالمئات.
وبدأت بيروت تعانى مما عانت منه غزة قبل عام وسط تحذيرات من أن الوصول لمرحلة الحرب الإقليمية أصبحت أقرب من أى وقت مضى، حيث توقفت الدراسة وسط استمرار القصف العنيف من إسرائيل، حيث أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، الثلاثاء، ارتفاع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية، على بلدات وقرى في جنوب لبنان والبقاع وبعلبك، إلى 558 شخصاً، بينهم 50 طفلاً و94 امرأة، وإصابة 1835 شخصاً.
ووسط تنديد دولى وعربي بهمجية الاحتلال، استمرت إسرائيل فى قصفها لمدن جنوب لبنان متعلله باستهدافها لمقرات ومخازن أسلحة يمتلكها حزب الله، بدأت الحياة فى لبنان تتوقف حيث أُغلقت المدارس وأعلن الاتحاد اللبناني لكرة القدم، تأجيل جميع مباريات البطولات المحلية في البلاد حتى إشعار آخر بسبب الأوضاع الأمنية التي تمر بها البلاد.
أعلن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية، اليوم الثلاثاء، عن إلغاء اجتماع لمجلس الوزراء وتوجّه نجيب ميقاتي إلى نيويورك لإجراء المزيد من الاتصالات نظرا للتطورات الراهنة.
ويأتي قرار ميقاتي، في إطار “تكثيف التحرك الدبلوماسي اللبناني لوقف العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان والمجازر التي يرتكبها العدو”.
وقالت وكالة الإعلام اللبنانية إن ” نجيب ميقاتي عقد سلسلة اجتماعات ، صباح اليوم الثلاثاء ، لبحث الأوضاع الراهنة والجهود الحكومية لمعالجة التداعيات الانسانية الناتجة عن العدوان الاسرائيلي على لبنان”.
واجتمع ميقاتي مع المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان، عمران ريزا، وبحث معه موضوع المساعدات الإنسانية .وتابع ميقاتي عرضا حول الأوضاع المالية للبلاد في اجتماع مع وزير المال يوسف الخليل وحاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري. كما اجتمع مع منسق “لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية” ،ناصر ياسين الذي وضعه في صورة الجهود التي تبذلها اللجنة لإيواء النازحين من مناطق العدوان وتأمين المستلزمات الضرورية لهم. وأوضح ياسين أن أماكن الإيواء في المدارس وصلت إلى حدود المائة والخمسين مدرسة، فيما تتزايد أعداد النازحين وبلغت ليلة أمس 16500 نازح.
وأعرب المتحدث الرسمي باسم قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) أندريا تيننتي، اليوم الثلاثاء عن قلقه البالغ من تصاعد وتيرة العنف بين إسرائيل وحزب الله، مؤكدا أن الأمم المتحدة تبذل حاليا قصارى جهدها للتهدئة.
وأكد رفضه التام لهذا التصعيد الإسرائيلي في لبنان، الذي لا يتحمله أي شخص على الإطلاق، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الحلول التي يمكن التفاوض بشأنها سواء من الناحية السياسية أو الدبلوماسية.
ووسط هذا الخراب خرجت القناة 12 العبرية بأسباب واهية برر بها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هجومه على لبنان أمام مجلس الوزراء المصغر ليلة أمس، حيث زعم بأن الضغط العسكري على الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، قد يدفع باتجاه إبرام صفقة تبادل.
كما أوضح نتنياهو أن الهدف الأساسي للاحتلال يتمثل بقطع العلاقة بين جبهة لبنان وجبهة غزة وفك الارتباط بينهما، قائلا "نضغط على حسن نصر الله لإثناء حزب الله عن مساندة قطاع غزة".
وأكّد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، "أنه لن يمنح حزب الله هدنة وسيستمر بكل قوة"، معلنًا " سنسرع اليوم وتيرة عملياتنا الهجومية ونعززها". واشار الى أن "الوضع الراهن يستوجب استمرار العملية بشكل متعاظم على كل الجبهات".
وتقف الأطراف الفاعلة فى لبنان قليلة الحيلة أمام إرهاب إسرائيل، وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن “الوقت ينفد منه للمساعدة في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن بين إسرائيل وحماس”.
ووفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”، إن بايدن “يعمل على مدار الساعة وبلا كلل”، وفق مساعديه، مع تصاعد العنف في الشرق الأوسط، وفي حين يبدو خطر نشوب حرب أوسع نطاقًا أكبر من أي وقت مضى.
وبحسب الصحيفة، يُعد الهجوم الشرس الذي شنَّته إسرائيل على “حزب الله”، والذي كان المواجهة الأعنف بين الطرفين منذ عام 2006، ليس فقط توسيعًا كبيرًا للحرب، ولكنه أيضًا اتساع كبير في الفجوة بين الرئيس بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.