الجمعة، 22 نوفمبر 2024 08:22 ص

واشنطن وطهران تتأهبان لتداعيات اغتيال إسرائيل لحسن نصرالله.. جارديان: الهجوم أذل أمريكا مع استمرار دعم الاحتلال بالأسلحة وأظهر عجزها.. وخيارات مصيرية أمام إيران بعد الاستماع للغرب بعدم الانتقام لاغتيال هنية

واشنطن وطهران تتأهبان لتداعيات اغتيال إسرائيل لحسن نصرالله.. جارديان: الهجوم أذل أمريكا مع استمرار دعم الاحتلال بالأسلحة وأظهر عجزها.. وخيارات مصيرية أمام إيران بعد الاستماع للغرب بعدم الانتقام لاغتيال هنية حسن نصر الله
الإثنين، 30 سبتمبر 2024 01:00 م
كتبت رباب فتحى
تحت عنوان "استشهاد حسن نصر الله يترك إيران أمام خيار مصيرى ويذل واشنطن" ألقت صحيفة الجارديان البريطانية فى تحليل للكاتب باتريك وينتور، الضوء على تداعيات اغتيال إسرائيل لزعيم حزب الله، حسن نصر الله، واعتبرت أن نتائج الهجوم الإسرائيلى على قيادة حزب الله فى لبنان ستكون بعيدة المدى وستؤثر على كل من طهران وواشنطن.
 
وقال الكاتب إنه عندما قال أنتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكى للصحفيين فى نيويورك الجمعة أن الأيام القادمة ستحدد المسار المستقبلى للشرق الأوسط، كان لديه بصيرة، رغم أنه كان يأمل فى ذلك الوقت أن يتم إقناع حزب الله وإسرائيل بالتراجع عن حافة الهاوية.
والآن، مع تأكيد استشهاد زعيم حزب الله حسن نصر الله، خطت المنطقة أخيرًا بعد 11 شهرًا فوق حافة الهاوية ودخلت مكانًا لم تكن فيه حقًا من قبل، وفقا للكاتب.
 
واعتبر الكاتب أن كل الأنظار ستتجه إلى رد طهران. فهى تواجه الاختيار المشؤوم الذى سعت دائمًا إلى تجنبه والذى لم ترغب قيادتها الإصلاحية الجديدة على وجه الخصوص فى اتخاذه.
 
وأضاف الكاتب أنه إذا ما أدانت إيران بغضب فقط تدمير إسرائيل لمحور المقاومة الذى بنته بشق الأنفس على مدى سنوات عديدة، أو دعت الآخرين إلى اتخاذ إجراءات غير محددة، فإن مصداقيتها ستكون معرضة للخطر.
 
ومع ذلك، ذهب الكاتب إلى أن البراجماتية قد تدفع إيران إلى نصح حزب الله بتحمل الخسائر وقبول وقف إطلاق النار الذى لا يؤدى أيضاً إلى وقف إطلاق النار فى غزة، وهو الهدف المعلن لحزب الله.
 
واعتبر أنه إذا ما شنت إيران بدلاً من ذلك هجوماً عسكرياً مباشراً ضد إسرائيل، فلابد وأن يكون ذلك الهجوم ذا مغزى. فهى تعلم أنها ستخوض معركة ضد جيش أثبت القيمة القاتلة لقدراته التكنولوجية والاستخباراتية المتفوقة بشكل كبير. ومن الواضح أن الاستخبارات الإسرائيلية اخترقت عمق حزب الله وربما فعلت الشيء نفسه فى طهران.
 
بالنسبة للرئيس الجديد مسعود بزشكيان، الذى انتُخِب على أساس رفع العقوبات الاقتصادية جزئياً من خلال بناء علاقات أفضل مع الغرب، فإن وفاة نصر الله لا يمكن أن تأتى فى وقت أسوأ من هذا.
 
وكان وزير خارجيته سيد عباس عراقجى قد أمضى للتو أسبوعا كاملا فى نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث التقى ساسة أوروبيين مثل وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك ووزير الخارجية البريطانى ديفيد لامى، فى محاولة لإقناعهم بإعادة فتح المحادثات لاستعادة الاتفاق النووى الذى تم التوصل إليه فى عام 2015 - ومزقه دونالد ترامب فى عام 2018.
 
وأعجب رافائيل جروسى، رئيس هيئة التفتيش النووى التابعة للأمم المتحدة، بما سمعه من الاجتماعات، قائلاً: "أعتقد أن هذه هى اللحظة التى يمكن فيها فعل شيء بشأن القضية النووية. أن ميزة عراقجى هى أنه يعرف كل شيء عن هذه العملية، لذا فهو يسمح لها بالتحرك بشكل أسرع". ولكن سيجعل اغتيال نصر الله من الصعب للغاية على الإصلاحيين إقناع المؤسسة العسكرية الإيرانية بأن غصن الزيتون لا يزال له أى معنى.
 
وكان بيزيشكيان يشكو بالفعل من أنه لم يتلق سوى القليل فى مقابل الاستماع إلى النداءات المستوحاة من الغرب بعدم السعى إلى الانتقام الفورى لاغتيال إسماعيل هنية، زعيم حماس الذى اغتيل على يد إسرائيل فى طهران.
 
وقال بيزيشكيان إنه كان قد وعد بأن اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة الذى من شأنه أن يشهد إطلاق سراح الرهائن والأسرى الفلسطينيين لن يكون على بعد سوى أسبوع أو أسبوعين. لم يتحقق الاتفاق أبدًا لأنه فى نظر إيران، رفضت الولايات المتحدة ممارسة الضغوط المطلوبة على بنيامين نتنياهو لقبول شروط وقف إطلاق النار.
 
واعتبر الكاتب أن بيزيشكيان خذل من قبل لذا هو لا يميل إلى تصديق تعهدات الولايات المتحدة بأنها لم تكن على علم مسبق بخطة قتل نصر الله - وعلى أى حال، ربما وافق نتنياهو على قتله من غرفة نوم فى فندق فى نيويورك، لكن القنابل التى زودتها الولايات المتحدة هى التى انفجرت فى بيروت.
 
أما بالنسبة لواشنطن، فتعد هذه الخطوة إذلالا دبلوماسيا واستعراضا لعجزها، أو رفضها، للسيطرة على حليفها المزعج.
 
ويأمل نتنياهو أن يكون قد خدع الدبلوماسيين الأمريكيين فى نيويورك. وتصر وزارة الخارجية الأمريكية على أنها توصلت إلى تفاهم واضح على أساس المحادثات مع رون ديرمر، وزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلى، ونتنياهو، بأن إسرائيل ستقبل وقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً، ولكن بمجرد الإعلان عن الخطة، تراجع نتنياهو عن الاتفاق.
 
من بعض النواحى، هذا هو تتويج لنحو 12 شهراً من الاستراتيجية الأمريكية التى أصبحت الآن فى حالة خراب. فمرة تلو الأخرى منذ الهجمات التى شنتها حماس فى السابع من أكتوبر، طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل تبنى استراتيجية مختلفة بشأن تسليم الغذاء إلى غزة، ومناطق الحماية، والهجوم البرى فى رفح، وشروط وقف إطلاق النار، وفوق كل شيء، تجنب تصعيد الصراع.
 
فى كل مرة، أقر نتنياهو بالموقف الأمريكى، وتجنب الرد الواضح ثم تجاهل واشنطن فى نهاية المطاف. فى كل مرة، أعربت الولايات المتحدة ــ المنزعجة والمحبطة ــ عن شكوكها بشأن استراتيجية نتنياهو، ولكنها استمرت فى كل مرة فى تمرير الذخيرة.
 
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية وتمتع نتنياهو بزيادة فى شعبيته المحلية يبدو أن الولايات المتحدة ليس لديها سوى خيارات قليلة متاحة. ويصر نتنياهو على أنه فائز وعلى المسار نحو النصر الكامل.
 
فى الوقت الحالى، ما لم تثبت إيران أنها أكثر حزماً مما كانت عليه حتى الآن، فإن نتنياهو الناجى هو الذى يتولى القيادة.
 

 


print