وتأتى زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى، لإريتريا، استمرارا للعلاقات التاريخية بين البلدين، والتعاون والتنسيق فيما يخص القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وتنمية التعاون بين البلدين في مجالات عدة.
والزيارة ضمن سلسلة زيارات متبادلة بين الرئيسين المصرى والإريترى، خلال العشر السنوات الماضية، إذ حرص الرئيسين، على تبادل الزيارات ووجهات النظر فيما يخص القضايا الإقليمية المشتركة، لتوطيد العلاقات بين البلدين.
6 لقاءات رئاسية في 10 سنوات
وتعتبر هذه الزيارة هي اللقاء السادس بين الرئيس عبد الفتاح السيسى، وأسياس أفورقى خلال 10 سنوات.
ففي 9 سبتمبر 2014، زار الرئيس الإريترى أسياس أفورقي مصر والتقي الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث استعرض الجانبان تطورات الأوضاع في القارة الأفريقية لا سيما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف والقرصنة، حيث اتفقت رؤى الرئيسين على ضرورة تدعيم التعاون والتنسيق بين الدول الأفريقية في هذا الصدد وبما يحقق السلم والأمن والاستقرار بالقارة الأفريقية.
وفى نوفمبر 2016، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئيس الإريتري أسياس أفورقي في القاهرة حيث بحث الرئيسان سبل تنمية وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الأوضاع في أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي.
وفى يناير 2018 قام الرئيس الإريتري بزيارة القاهرة التقي خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، لمناقشة تطور العلاقات الثنائية بين البلدين، ومستجدات الأوضاع في دول حوض النيل، ومنطقة القرن الأفريقي، وتطورات القضايا الإقليمية والدولية المشتركة.
وبعدها بعام، وفى يونيو 2019، وصل أفورقى في زيارة إلى القاهرة استغرقت يومين، التقي خلالها مع عدد من المسئولين المصريين، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلًا عن مستجدات الأوضاع في القارة الأفريقية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، كما بحث أفورقي تعزيز التعاون الثنائي في القطاعات المختلفة، ومنها الزراعة واستغلال الثروات الحيوانية والسمكية والبنية التحتية والتجارة.
وفى يوليو 2020 قام أسياس أفورقي، بزيارة مصر، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي، بحث الرئيسان آخر التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً فيما يتعلق بملفات القرن الإفريقي وأمن البحر الأحمر، تم التوافق على تعزيز التنسيق والتشاور الحثيث المشترك لمتابعة تلك التطورات، وذلك تدعيمًا للأمن والاستقرار الإقليمي .
التبادل التجاري بين مصر وإريتريا
ويجمع البلدين علاقات اقتصادية قوية، إذ بلغ حجم التبادل التجارى بين مصر وإريتريا ليسجل 119.05 مليون دولار خلال 2018، مقابل 104.8 مليون خلال 2017، وفقا لتقرير صادر عن إدارة الدول والمنظمات الإفريقية ووحدة الكوميسا بجهاز التمثيل التجارى، وارتفعت الصادرات المصرية إلى إريتريا؛ لتسجل 116.99 مليون دولار خلال 2018، مقابل 103.43 مليون خلال 2017، كما ارتفعت الواردات المصرية من اريتريا لتسجل 2.05 مليون دولار خلال 2018، مقابل 1.4 مليون دولار خلال 2017، وفقا للهيئة العامة للاستعلامات.
كما تتواجد السلع المصرية في السوق الإريترى، بصفة مستمرة وثابتة، بنحو 10% من إجمالي السلع، وتصل أحيانا لـ60%، وهو ما يعكس القبول الذى تتمتع به السلع المصرية في السوق الإريترى.
التعاون بين البلدين على عدة مستويات
تحرص البلدان على تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والتعاون في عدة مجالات، أبرزها التعاون في مجال التعدين والطاقة، والذى يضم شبكة الربط الكهربائى بدولة إريتريا، كما تتعاون مصر مع اريتريا في مجال حفر الآبار ومشروعات إنشاء السدود وتخزين مياه الأمطار، واستخدام تكنولوجيا الصوبات الزراعية، كما دخلت الاستثمارات المصرية في مجال التصنيع الدوائي، والطيران المدنى.
التعاون في المجال الصحي
يبرز حجم التعاون المصرى الإريتري بشكل خاص في المجال الصحي، ففي مايو 2019، زارت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة آنذاك، إريتريا، على رأس وفد ضم الدكتور محمد جاد رئيس هيئة الإسعاف المصرية، حيث أجرت مباحثات مع "أمينة نور حسين" وزيرة الصحة الإريترية، تناولت سبل تعزيز التعاون القائم بين حكومتي البلدين في مجال الصحة، واحتياجات الجانب الإريتري سواء من الأدوية أو الأطباء والجراحين، الذين يُمكن للجانب المصري إيفادهم ضمن قوافل طبية أو التعاقد معهم للعمل في إريتريا لفترات محددة.
وخلال الزيارة تفقدت زايد المركز الطبي المصري الإريتري للعيون، والمركز المصري الإريتري لطب الأسنان، كما زارت مستشفى أوروتا العام، ومستشفى سمبل التخصصي، واستمعت لعرض حول بعض أجهزة الغسيل الكلوي المقدمة من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية إلى وزارة الصحة الإريترية، بالإضافة إلى بعض الخطوات الجارية لتطوير التعاون بين البلدين في قطاع الصحة.
وفى 2018، زار وفد من الفنيين المصريين من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية بزيارة العاصمة الإريترية، أسمرة لتركيب العديد من الأجهزة الطبية في مجالات العيون والأسنان والجراحة العامة لإنشاء مراكز طبية متخصصة بالمستشفيات الإريترية، وتدريب الأطباء والفنيين الإريتريين على استخدامها.
وخلال عام 2017، وفي إطار العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين، قامت الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية بإيفاد قافلة طبية في مجال العيون إلى دولة إريتريا، وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة المصرية، حيث شملت القافلة 4 أطباء ومهندس أجهزة طبية، واستقبلت وزيرة الصحة الإريترية أمينة نور حسين القافلة الطبية المصرية بمقر وزارة الصحة فى أسمرة، حيث أعربت عن تقديرها الكبير لما تقدمه مصر من دعم وجهد مستمر لقطاع الصحة في إريتريا، مؤكدة على ترحيب إريتريا بالتعاون المستمر فى مجال الصحة مع مصر، وتطلعها إلى استمرار إيفاد القوافل الطبية المصرية إليها خاصة فى مجال العيون، وقامت القافلة الطبية المصرية بإجراء مئات الفحوصات للمرضى الإريتريين، بالإضافة إلى عشرات العمليات الجراحية خلال فترة تواجدها فى إريتريا، وذلك بمستشفى العيون في أسمرة .
وفى ديسمبر 2015، أوفدت مصر قافلة طبية، بالتعاون بين وزارة الصحة والخارجية، إلى اريتريا، وضمت القافلة 13 طبيب، واثنان من مهندسى الأجهزة الطبية، وممثل لشركة آلات جراحية، وقامت القافلة بإجراء الكشف على ما يقرب من 800 حالة، وأجرت 120 عملية جراحية متنوعة في تخصصات الجراحة العامة والأورام والرمد والعظام وجراحة المناظير، بالإضافة إلى 40 حالة أسنان معقدة وتركيبات وعدد 38 محاضرة في الجامعات والمعاهد الطبية المتخصصة بأسمرة.
كما أخذت القافلة عينات من البعوض المسبب للملاريا وتم فحصها بمصر، وتعاون في مجال أمراض الدم، كما تم إنشاء قسم خاص بإشراف أحد الأطباء المصريين للحميات والأمراض المتوطنة بمستشفى "أوروتا" أحد أكبر مستشفيات العاصمة أسمرة للمرة الأولى على مستوى إريتريا .
التعاون الثقافي بين البلدين
لعب الأزهر الشريف دورا هاما على مر التاريخ في نشر وترسيخ الثقافية الإسلامية والعربية في إريتريا، وقد تمثل هذا الدور في فتح أبواب الأزهر لطلاب العلم من إريتريا، وتوفير المنح الدراسية لهم، كما حرصت مصر على تأهيل كوادر للمعهد الإسلامي فى إريتريا من خلال إرسال علماء الأزهر للتدريس لجيل من المتعلمين والمثقفين الإريتريين .
وحرصت مصر على مشاركة اريتريا في احتفالاتها بالاستقلال، إذ شاركت فرقة أسوان للفنون الشعبي احتفالات دولة إريتريا بالذكرى السابعة والعشرين لعيد الاستقلال، عام 2018، بناء على دعوة من مفوضية الثقافة والرياضة الإريترية، كما شاركت فرقة الأقصر للفنون الشعبية فى احتفالات إريتريا برأس السنة الميلادية والأعياد المسيحية الأرثوذكسية، عام 2016.
التعاون في مجال المنح التعليمية
وتحرص مصر على التعاون مع الجانب الإريتري في مجال المنح التعليمة، إذ حصلت الأخيرة على 16 منحة جامعية من أصل 21 تقدمها وزارة التعليم العالى سنويا، في عامي 2008_ 2009.
كما شهد العام الدراسى 2009_2010 استفادة 19 طالبا إريتريا من منح وزارة التعليم العالي المصرية.
