عشرة أيام من المعاناة المستمرة والحصار المميت يعيش فيها أهالى شمال قطاع غزة، الذى لازال صامدا أمام القصف الاسرائيلى ووسط صمت دولى معتاد تجاه جرائم الاحتلال على الرغم من استغاثة أهالي الشمال التي لا تنقطع، كما عزلت القوات الإسرائيلية فعليا مدن بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا في أقصى شمال القطاع عن مدينة غزة، ومنعت التنقل بين المنطقتين إلا بعد الحصول على تصريح من السلطات الإسرائيلية.
وأكد مدير جمعية الإغاثة الطبية الفلسطيني عائد ياغي، أن شمال قطاع غزة يتعرض لليوم العاشر على التوالي لمجازر وحشية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، خاصة الحصار المطبق المشدد على مخيم جباليا الذي يتعرض لقصف متواصل وحصار من الدبابات وحالة من التجويع غير مسبوقة، مؤكدا ،"إن جيش الاحتلال يفرض حصارا مشددا على مخيم جباليا والشمال ويرفض دخول كل أنواع المساعدات والمواد الغذائية، ويعاني المواطنين من التجويع بهدف إجبارهم على ترك منازلهم والرحيل عنها".
وقال منسق الشؤون الإنسانية فى الأرض الفلسطينية المحتلة، مهند هادى، إن الاحتلال الإسرائيلى يزيد من ضغطه على نحو 400 ألف شخص ما زالوا موجودين فى شمالى قطاع غزة لإجبارهم على الرحيل إلى جنوبه، مؤكدا الرفض التام للحصار العسكرى الذى يفرضه الاحتلال والذى يحرم المدنيين من مقومات الحياة الأساسية.
وأوضح هادي، في بيان اليوم الاثنين، أن السلطات الإسرائيلية تعمل منذ الأول من أكتوبر الجاري وبصورة متزايدة على حرمان شمال غزة وقطع سُبل وصوله إلى الإمدادات الأساسية، حيث جددت عدوانها العسكري على شمالي قطاع غزة، مما يزيد الأزمة الإنسانية بسبب نقص الإمدادات الأساسية وقطع سُبل وصولها في ظل استمرار إغلاق معبري إيرز (بيت حانون) وإيرز الغربي وعدم السماح بدخول أية مواد أساسية من جنوب القطاع.
تلك الشهادات تتوافق مع خطة تم تسريبها في عدد من وسائل الإعلام العبرية، تنص على تفريغ شمال قطاع غزة من المدنيين وتجويع وقتل المتبقين منهم، وقالت صحيفة هآرتس العبريةأن خطة جنرالات الجيش الإسرائيلي للتعامل مع شمال غزة، تؤكد أن كل من سيتبقى في شمال القطاع سيكون محاصرا وسيتم تجويعه.
وقالت الصحيفة إن خطة جنرالات الجيش الإسرائيلي لا تتماشى مع القانون الدولي، وفرص دعم المجتمع الدولي لها ضئيلة جدا، وأوضحت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلى، استعد لشن مناورة واسعة شمال غزة، وذلك بعد فشله بتحقيق هذا الهدف على مدار عام كامل من الحرب والمجازر.
كما قالت وكالة أسوشيتد برس، إن نتنياهو يخطط لوقف المساعدات الإنسانية عن شمال غزة، “في محاولة لإجبار عناصر حركة حماس على الاستسلام”، مشيره إلى أن الخطة قد تؤدي إذا تم تنفيذها، إلى حصار مئات الآلاف من الفلسطينيين غير القادرين أو غير الراغبين فى مغادرة منازلهم دون طعام أو ماء.
وتلك الخطة تم اقتراحها من قبل مجموعة من الجنرالات المتقاعدين، تدعو نتنياهو والكنيست الإسرائيلى إلى تصعيد الضغط، من خلال إعطاء الفلسطينيين مهلة أسبوع واحد لمغادرة الثلث الشمالى من قطاع غزة، بما فى ذلك مدينة غزة، قبل إعلانها منطقة عسكرية مغلقة.
ولفتت إلى أن إسرائيل ستعتبر من يبقون فى المنطقة من المقاتلين، ما يعنى أن القوانين العسكرية ستسمح للجنود بقتلهم، وسيمنعون من الحصول على الطعام والماء والدواء والوقود، وتدعو الخطة إسرائيل إلى الإبقاء على سيطرتها على شمال غزة لفترة غير محددة فى محاولة لإنشاء إدارة جديدة بدون حماس، مما يقسم قطاع غزة إلى قسمين.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، بالفعل عن انقطاع خطوط المساعدات الغذائية إلى شمال قطاع غزة، مؤكدا أن خطر المجاعة ما زال قائما في القطاع، موضحا أنه منذ الأول من أكتوبر الجاري لم تدخل أي مساعدات غذائية إلى شمال غزة، مؤكداً أن تداعيات ما يجري كارثية على الأمن الغذائي لآلاف الأسر الفلسطينية.
وأضاف برنامج الأغذية، أن نقاط توزيع الأغذية شمال غزة اضطرت للإغلاق، بسبب تواصل القصف، وأوامر الإخلاء، مشيراً إلى اندلاع النيران في المخبز الوحيد العامل في جباليا، بعد إصابته بذخيرة متفجرة.
وأطلق المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، نداء استغاثة عاجل إلى المجتمع الدولي، ودول العالم الحر، والمنظمات الدولية والأممية، بممارسة كل أنواع الضغط على الاحتلال الإسرائيلي المجرم لوقف حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة، ومحافظة الشمال على وجه الخصوص.
وناشد المجتمع الدولي العمل على إيصال المساعدات الغذائية لعشرات الآلاف؛ الذين يمارس الاحتلال بحقهم سياسة التجويع الممنهج، منوهًا أن الاحتلال منع وصول الغذاء وحليب الأطفال والمكملات الغذائية إليهم منذ أكثر من 170 يوما.