بدأت فعاليات اليوم العالمي للمدن تحت شعار "صناع التغيير المناخي من الشباب وتحفيز العمل المحلي من أجل الاستدامة الحضرية" بمحافظة الإسكندرية بعرض فيلم قصير عن محافظة الإسكندرية بعنوان "قصة مدينة"، والذي تم خلاله استعراض التنوع الثقافي والحضاري لعروس البحر المتوسط، وأول مدينة صياغة معنى التحضر والرقي للعالم كله منذ الإسكندر الأكبر حتى مصر الحديثة، وإحياء مكتبة الإسكندرية واكتشاف آثار المدينة الغارقة التي تعتبر أكبر متحف مغمور تحت الماء.
وأشار الفيلم إلى أنه بعد أكثر من 23 قرنا على بناء الإسكندرية ، فتستضيف اليوم العالمي للمدن بعد مواجهة العديد من تحديات التغير المناخي والتي نتج عنها زيادة كميات الأمطار وارتفاع الموج ومنسوب مياه البحر.
واستعرض الفيلم المشروعات العملاقة التي نفذتها الدولة من أجل مواجهة التحديات الكبيرة حيث نفذت العديد من المشروعات لحماية الإسكندرية منها الاستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار وأكثر من 11 مشروعا لحماية شواطئها من النحر والتآكل.
وأوضح الفيلم أن الدولة قامت بتنفيذ مشروعات هائلة لإنهاء معاناة المواطنين بالمناطق العشوائية وإنشاء مناطق حضارية جديدة لتسكين الأهالي وتم القضاء على معظم المناطق العشوائية وغير الآمنة ومشروعات حياة كريمة لرفع كفاءة المدن ، فضلا عن بناء المشروع الأضخم "مدينة مشارف الجديدة "وهي أكبر مشروع عمراني جديد في المدينة الساحلية.
وأكدت الدكتورة منال عوض وزير التنمية المحلية، التزام الدولة المصرية بمواجهة التحديات المناخية، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضافت خلال كلمتها باحتفالية "يوم المدن العالمي" بحضور الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وآنا كلوديال روسباخ وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، أن استضافة مدينة الإسكندرية لليوم العالمي للمدن يؤكد على قدرتها للتصدي للتحديات البيئية وتحقيق التنمية المستدامة، مشيرة إلى أن هذا الحدث ليس إلا محطة في مسيرة مصر الطموحة، حيث تستعد مدينة القاهرة لاستضافة المنتدى الحضرى العالمى في الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر.
وأكدت وزيرة التنمية المحلية، أن هذه المناسبات المتتالية تؤكد على إلتزام مصر بمواجهة التحديات المناخية، وتعزيز التعاون الإقليمى والدولى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة .
وأضافت الدكتورة منال عوض "أننا نحتفي اليوم بأهمية التعاون بين الشباب والمجتمعات المحلية والقطاع الخاص ونؤكد أن الجهود المشتركة هي الطريق نحو التنمية الحضرية المستدامة" .
وأشارت إلى أن وزارة التنمية المحلية تؤدي دوراً محورياً في جهود مصر للتكيف والتخفيف من أثار التغيرات المناخية من خلال تنفيذ استراتيجيات تركز على استدامة المدن ومرونتها بالتعاون مع شركاء التنمية الدوليين والقطاع الخاص عن طريق دعم المحافظات في وضع خطط للتخفيف من المخاطر المناخية والتكيف معها وتحسين البنية التحتية مع زيادة الاستثمارات الخضراء وتحفيز المشاريع الصديقة للبيئة .
وتابعت وزيرة التنمية المحلية، بأنه إضافة إلى ذلك التحول نحو النقل المستدام عبر مشاريع تحويل وسائل النقل للعمل بالغاز والكهرباء مما يسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية، لافتة إلى أنه يتم تعزيز القدرة لمواجهة تغير المناخ عبر مبادرات قومية مثل 100 مليون شجرة وتطوير أنظمة إدارة المخلفات.
وأكدت الدكتورة منال عوض، "أننا لا يمكننا الحديث عن استدامة المدن دون الإشارة إلى الدور المحورى للشباب فهم صناع المستقبل، وتدرك الحكومية المصرية أهمية إشراك الشباب في مواجهة التحديات البيئية والمجتمعية" .
وأشارت وزيرة التنمية المحلية إلى تقديم الحكومة الدعم المستمر لبرامج ومبادرات تهدف إلى تمكين الشباب وإشراكهم في اتخاذ القرارات المتعلقة بالاستدامة والعمل المناخى من خلال منصات حوارية ومشروعات توعوية وبرامج ريادة الأعمال الخضراء التي توفر لهم الفرصة للابتكار مثل مبادرة «المشروعات الخضراء الذكية» .
وقالت الدكتورة منال عوض، إن التزامنا اليوم بمواجهة التحديات المناخية ليس مجرد التزام وطن بل هو واجب تجاه الأجيال القادمة وكلنا ثقة أن تعاوننا سيثمر عن تحقيق أهدافنا المشتركة لخلق مدن أكثر ازدهارا.
وقال أحمد خالد محافظ الإسكندرية، إن مدينة الإسكندرية ساهمت عبر تاريخها العريق في صياغة المفاهيم الرئيسية التي شكلت عالمنا المعاصر عبر تأثيرها العميق لعديد من المجالات الأيدلوجية لتخطيط المدن ومفاهيم التحضر والعصرية والمساواة وعدم التمييز، بالإضافة إلى إرثها العلمي والثقافي، إذ عاش وتعلم فيها مؤسسوا علوم الفلك والهندسة والرياضيات والفلسفة، كما كان لها تأثير بالغ في نشر تعليم الديانات السماوية الإسلامية والمسيحية واليهودية، ولا تزال الإسكندرية مدينة استثنائية قادرة علي إثارة الدهشة والإعجاب على مدار العصور.
وأضاف، أن احتفالية اليوم العالمي للمدن تقام هذا العام تحت قيادة الشباب للعمل المناخي والمحلي من أجل المدن والتي من خلالها سوف نوجه الدعوة للجميع بضرورة الإسراع لاتخاذ تدابير وإجراءات فعالة لمواجهة أزمة المناخ وتأثيرها الجسيم على حياة المدن وضم مشروعات التحضر المستدام وتحسين جودة الحياة داخل المدن وتكون كل تلك العناصر على قمة أجندات العمل الوطني للحكومات المحلية ومؤسسات المجتمع المدني بالتوازي، مع تعزيز المشاركة الفعالة للقطاع الخاص في تنفيذ برامج التنمية المستدامة.
ودعا إلى تسليط الضوء على الأفكار المبتكرة والطموحة التي يقترحها الشباب لاستغلال طاقتهم المتجددة لحل المشكلات البيئية وتأصيل الالتزام نحو بناء مدن مستدامة.
وأكد المحافظ أن الدولة المصرية قامت خلال العشر سنوات الماضية وتحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتنفيذ مشروعات تنموية عملاقة بمدينة الإسكندرية، حققت من خلالها طفرة تنموية غير مسبوقة في كافة القطاعات المرتبطة بتحسين جودة الحياة بالمدينة العريقة والحفاظ على استدامتها ومظهرها الحضاري .
وأشار إلى أن الإسكندرية حظت باهتمام الحكومة المصرية كونها ثاني أكبر تجمع حضاري في مصر، بالإضافة إلى أهميتها الاستراتيجية ومساهمتها الكبيرة في الناتج الصناعي المحلي وأهميتها اللوجستية في التجارة والتصدير نظرا لاحتوائها على أكبر مواني الجمهورية وإرثها التاريخي والحضاري.
وأشار إلى أن أبرز تلك المشروعات هي القضاء علي المناطق العشوائية وغير الآمنة، حيث كانت تضم حوالي 33 منطقة من بينها 8 مناطق غير آمنة، ويعيش سكانها في منازل معرضة للانهيار، وقامت الدولة بإنشاء مشروعات إسكان متكاملة المرافق ونقل السكان إليها وتغير نمط حياتهم بشكل جذري.
وأوضح أن أهم هذه المشروعات أيضا مشروع بشائر الخير بمراحله المختلفة والذي ساهم في توفير حياة كريمة وغير من الشكل الحضاري للمدينة، مشيرا إلى أنه يجري العمل على الانتهاء من تنفيذ مشروع العامرية الجديدة التي تعتبر أكبر مشروع عمراني جديد في المدينة الساحلية التي عانت من ضيق حيزها العمراني، حيث يضم هذا المشروع 25 ألف وحدة سكنية لتنقل ما تبقي من قاطني المناطق غير المأهولة إليها وإعلان المدينة خالية من المناطق العشوائية وغير الآمنة.
وقال ني هونج وزير الإسكان والتنمية الحضرية والريفية الصيني، إننا ناقش خلال الاحتفال باليوم العالمي للمدن في الإسكندرية كيفية تعزيز التنمية المستدامة للمدن العالمية، لافتا إلى أنه منذ إنشاء اليوم العالمي للمدن يركز على تعزيز أهداف التنمية المستدامة للمدن العالمية ويهدف إلى خلق نمط تنمية شامل ومتوازن منسق ومتسامح ومتعاون ومزدهر للجميع.
وأضاف، أنه على مدار أكثر من 10 سنوات توسع تأثير اليوم العالمي للمدن بشكل ملحوظ وزاد دوره بشكل بارز حتى أصبح منصة مهمة للدول لتبادل الخبرات وخلق مستقبل أفضل، ما عزز التعاون بين البلدان في جميع أنحاء العالم.
وأشار وزير الإسكان الصيني إلى أن اختيار الاحتفال في مدينة الإسكندرية عروس البحر المتوسط، وافتتاح رئيس الوزراء له ، يعكس الأهمية الكبيرة من الحكومة المصرية ودعمها القوي لقضية التنمية المستدامة للمدن العالمية.
وأكد هونج أن الشباب هم عماد مستقبل المدن الذين يحملون على عواتقهم آمال البشرية، مشيرا إلى احتفال هذا العام يهدف إلى تحفيز الطاقة والحيوية والإبداع لدى الشباب، للتصدي للتحديات الناجمة عن تغير المناخ، ولبناء مدن أكثر ملائمة وذكاء وأمانا وجمالا.
وأوضح أن الحكومة الصينية تهتم دائما بشئون الشباب واحتياجاتهم مثل الإسكان والتوظيف والرياضة والتفاعل الاجتماعي، وتلتزم بتعزيز بناء المساكن بأسعار معقولة وتوفيرها، وتنفيذ تجديد المدن وإنشاء مساحات للتواصل وزيادة المرافق الرياضية ودعم منصات ريادة الأعمال، لتمكين الشباب من تحقيق حياة أفضل.
من جانبها، أكدت إنكلوديا روسباخ، وكيل الأمين العام والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، أن التحديات البيئية الحالية تستدعي تضافر الجهود من مختلف الدول وتقديم حلول مبتكرة .
وأشارت روسباخ إلى أن الشباب يلعبون دورا مهما في تحقيق التنمية المستدامة، نظرا لما يملكونه من حماس وطاقة وإبداع يمكنهم من قيادة المجتمعات نحو مستقبل أكثر تحضرًا واستدامة .
وأضافت المسئولة الأممية أنه لا يمكن بناء المدن الحديثة دون مشاركة الشباب، لضمان استمرارية التطور العمراني المستدام، مشيرة إلى ضرورة الانتباه إلى أن المدن تستهلك نحو 35٪ من الطاقة العالمية، مما يجعلها مركزًا للتحديات البيئية، وفي الوقت ذاته، فرصة لتحقيق التنمية البيئية من خلال استغلال الطاقة بشكل مسؤول والتركيز على دعم المشروعات المتناهية الصغر.
وأشارت إلى أن برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية يعمل على التعاون مع الحكومات حول العالم لتطبيق خطط موحدة وتبادل الخبرات، مع التركيز على تمكين الشباب لقيادة مسيرة الاستدامة البيئية.