وسط منافسة شرسة بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهورى دونالد ترامب لم يتبقى سوى 24 ساعة فقط على حسم السباق الانتخابى الأمريكي، وتحديد هوية ساكن البيت الأبيض الجديد لأربع سنوات جديدة والذى تنتظره ملفات ساخنة تحتاج إلى الحسم فى مقدمتها حربى أوكرانيا وغزة.
وصوّت أكثر من 78 مليون شخص مبكرا قبل ذروة الثلاثاء الكبير، فى وقت تظهر الاستطلاعات تعادل نتائج المرشحين فى هذه المرحلة إلى حد غير مسبوق، وحتى مساء السبت الماضى، لم يحقق أى من المرشحين هامشا أكبر من ثلاث نقاط فى أى من الولايات السبع المتأرجة - وهى ولايات أريزونا وجورجيا ونيفادا ونورث كارولينا وبنسلفانيا وويسكونسن - التى يتوقع أن تحسم النتيجة، وفق معدلات نتائج الاستطلاع الصادرة عن "ريل كلير بوليتيكس".
وتعتبر ولايات ميشيغان وبنسلفانيا هى ولايات حاسمة هذا العام، وويسكونسن ورغم أن تلك الولايات كانت دائما ديمقراطية والمعروفة باسم "الجدار الأزرق"، إلا أن ترامب استطاع الفوز بها فى عام 2016، ليتمكن بايدن من تأمينها فى عام 2020، وتعتبر ميشيغان، التى تضم مجتمعاً عربياً ومسلماً ولها 15 صوتاً فى المجمع الانتخابى من أهم الولايات الحاسمة بالنسبة لهاريس. وتعتبر، بالإضافة إلى، من الولايات المتأرجحة هذا العام.
ولهذا فضلت هاريس أن تختتم حملتها الانتخابية من ولاية ميشيغان التى زارتها الأثنين، وقضت النهار بأرجاء الولاية بدءا من ديترويت قبل التوقف فى بونتياك وإقامة تجمّع انتخابى فى جامعة ولاية ميشيغان، فى محاولة لاستقطاب أصوات الناخبين العرب فى الولاية، حيث وعدت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس بإنهاء الحرب فى غزة.
وأضافت :"لقد كان هذا العام صعباً، نظراً لحجم الموت والدمار فى غزة، وبالنظر إلى الضحايا المدنيين والنزوح فى لبنان، فهو مدمر، وبصفتى رئيسًا سأبذل كل ما فى وسعى لإنهاء الحرب فى غزة، وإعادة الرهائن إلى الوطن، وإنهاء المعاناة فى غزة، وضمان أمن إسرائيل، وضمان قدرة الشعب الفلسطينى على تحقيق حقه فى الكرامة والحرية والأمن".
وأعلنت هاريس، أنها أدلت بصوتها بواسطة البريد فى الانتخابات التى تخوضها فى وجه منافسها ترامب، وقالت إن هناك من يريد إحداث الانقسام فى المجتمع الأمريكى، داعية إلى تكريس العدالة والديمقراطية عبر صناديق الاقتراع.
وكان ترامب قد سبق هاريس إلى ميشيغان يوم الجمعة الماضية وقال أن الناخبين المسلمين والعرب ينضمون إلى حملته "بأعداد أكبر من أى وقت مضى"، وأكد انه يسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط، وقال ممثل للجالية حينها: "نحن نقف مع الرئيس ترامب لأنه يعد بالسلام وليس الحرب"، مشيداً بالتزامه بقيم الأسرة والإصلاحات التعليمية.
كما التقى ترامب بالناخبين العرب والمسلمين، فى مطعم شهير بمدينة ديربورن ذات الأغلبية من الأمريكيين العرب ووصفت حملته استقبالهم لترامب بانه كان "دافئا"، وقال ترامب إن الحرب فى غزة سوف "تنتهى بسرعة" إذا أصبح رئيسًا، وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن ترامب أبلغ نتنياهو رغبته بإنهاء الحرب حال فوزه بالانتخابات.
وعن حرب لبنان، تعهد ترامب بإنهاء "المعاناة والدمار"، فى نداء موجه للناخبين ذوو الأصول العربية وقال ترامب فى تغريدة على منصة "إكس": "خلال فترة إدارتى كان هناك سلام فى الشرق الأوسط، وسوف ننعم بالسلام مرة أخرى قريبا جدا! سأصلح المشاكل التى تسبب فيها كامالا هاريس وجو بايدن، وأوقف المعاناة والدمار فى لبنان. أريد أن أرى الشرق الأوسط يعود إلى السلام الحقيقي. السلام الدائم. وسننجز ذلك بشكل صحيح حتى لا يتكرر كل 5 أو 10 سنوات. سأحافظ على الشراكة المتساوية بين جميع المجتمعات اللبنانية".
وتتم الانتخابات فى ظل تشديدات أمنية خوفا من أعمال عنف من أنصار ترامب فى حالة خسارته على غرار ما حدث فى عام 2020 من اقتحام للكونجرس، وفى هذا الاطار منية كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، أن السلطات الأمريكية أقامت سياجاً أمنياً جديداً حول البيت الأبيض، ومبنى الكونجرس ومقر إقامة نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس، فى العاصمة واشنطن، تأهباً واستعداداً لحدوث أى اضطرابات سياسية فى يوم الانتخابات.
وأوضحت الصحيفة، أن جهاز الخدمة السرية قام ببناء سياج معدنى بارتفاع 8 أقدام حول البيت الأبيض، ومجمع وزارة الخزانة والأجزاء المجاورة لساحة لافاييت، والمرصد البحرى ومنزل هاريس فى العاصمة واشنطن.
كما أعاد مبنى الكابيتول إدخال حواجز مؤقتة للدراجات، مع وضع لافتات تقول "خط الشرطة: لا تعبر"، حول محيطه، وقامت الوكالة بتثبيت تدابير أمنية مادية خارج مركز المؤتمرات فى ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا، حيث سيقيم دونالد ترامب حفلاً ليلة الانتخابات، على مقربة من مقر إقامته فى مار إيه لاغو.
وقال جهاز الخدمة السرية: "نعمل بشكل وثيق مع الشركاء الفيدراليين والمحليين، لضمان مستويات عالية من السلامة والأمن فى يوم الانتخابات. هذه التحسينات ليست استجابة لأى قضية محددة، ولكنها جزء من استعدادات واسعة النطاق للسلامة العامة لانتخابات يوم غد الثلاثاء".