تستمر التهديدات التى يواجهها دونالد ترامب فى سعيه للفوز فى الانتخابات الأمريكية المقرر عقدها بنوفمبر، فبعد محاولتى اغتيال وتحذيرات من اختراقات سيبرانية لحملته وتدخلات محتملة، جاء اخر التحذيرات من الاستخبارات الأمريكية من محاولة اغتيال جديدة تقف ورائها إيران.
وفقا لصحيفة واشنطن بوست، حذرت الاستخبارات الأمريكية حملة دونالد ترامب من وجود تهديدات إيرانية ضد ترامب وصفوها بالـ "حقيقية والمحددة" لاغتيال الرئيس السابق وهى ليست المرة الأولى التى يتم فيها اكتشاف مخطط إيرانى ضده.
قال المتحدث باسم الحملة ستيفن تشيونج فى بيان: "أطلع مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الرئيس ترامب فى وقت سابق اليوم على التهديدات الحقيقية والمحددة من إيران باغتياله فى محاولة لزعزعة الاستقرار ونشر الفوضى فى الولايات المتحدة.. وحدد مسؤولو الاستخبارات أن هذه الهجمات المستمرة والمنسقة قد تصاعدت فى الأشهر القليلة الماضية، ويعمل مسؤولو إنفاذ القانون فى جميع الوكالات على ضمان حماية الرئيس ترامب وخلو الانتخابات من التدخل".
وفى نفس السياق أقر متحدث باسم مكتب مدير الاستخبارات الوطنية بوجود إحاطة لكنه رفض التطرق إلى أى تفاصيل، ولم ترد البعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة فى نيويورك على الفور على طلب التعليق، ولم يكن لدى حملة المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس تعليق فوري.
وفقا لصحيفة واشنطن فى تصريحات مشتركة مع مكتب التحقيقات الفيدرالى ووكالة الأمن السيبرانى وأمن البنية التحتية، وصف مكتب مدير الاستخبارات الوطنية إيران بأنها أصبحت "عدوانية بشكل متزايد" فى تبنى نهج متعدد الجوانب لإثارة الفتنة وتقويض الثقة فى العملية الانتخابية.
أشارت الصحيفة، إلى أنه فى أغسطس، اتهم المدعون الفيدراليون رجلًا باكستانيًا بمؤامرة قتل مأجورة مدعومة من إيران تستهدف سياسى أمريكى مجهول الهوية.
واستغلت حملة ترامب الأمر لمهاجمة منافسته الديمقراطية كامالا هاريس حيث قال المتحدث باسم الحملة الديمقراطية أن إيران تريد فوز هاريس فى الانتخابات. وقال تشيونج: "لا تخطئ، أن نظام الإرهاب فى إيران يحب ضعف كامالا هاريس، ويخشى قوة وعزيمة الرئيس ترامب".
كانت إدارة بايدن نبهت جهاز الخدمة السرية سابقًا إلى تهديد غير محدد لترامب من قبل إيران قبل محاولة اغتيال الرئيس السابق فى بنسلفانيا فى يوليو، على الرغم من أنه لا يُعتقد أن إطلاق النار مرتبط بأى جهد إيرانى، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.
وفى يونيو، اتهمت حملة ترامب إيران بمحاولة اختراق وأكدت الوكالات الأمريكية لاحقًا أن إيران كانت وراء هجمات سيبرانية لاختراق الحملات الرئاسية للحزبين، والشهر الماضى قالت وكالات الاستخبارات أن جهات إيرانية اخترقت حملة ترامب وأرسلت وثائق غير متاحة للجمهور إلى شركاء حملة بايدن، ونفت إيران هذه الاتهامات، ووصفها سفير البلاد لدى الأمم المتحدة بأنها "لا أساس لها من الصحة تمامًا، وتفتقر إلى أى مصداقية وشرعية".
فى 18 سبتمبر، قال مكتب مدير الاستخبارات الوطنية ومكتب التحقيقات الفيدرالى ووكالة الأمن السيبرانى، إن قراصنة إيرانيين سرقوا معلومات من حملة ترامب وحاولوا تقديمها للمراسلين والأشخاص المرتبطين بحملة بايدن قبل انساحبه من الترشح لولاية ثانية، كما عزز جهاز الخدمة السرية الأمن حول ترامب هذا العام عندما تلقت إدارة بايدن معلومات استخباراتية حول مؤامرة إيرانية لاغتياله.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، قالت وكالات الأمن وإنفاذ القانون الغربية إنها عطلت محاولات اغتيال نشطاء مناهضين لإيران بالإضافة إلى مسؤولين أمريكيين سابقين، بما فى ذلك جون بولتون، الذى كان مستشار ترامب للأمن القومى، مشيرين إلى أن المؤامرات ضد مسؤولى إدارة ترامب السابقين مدفوعة برغبة طهران فى الانتقام لمقتل الجنرال قاسم سليماني، رئيس فيلق القدس، الذى أمر ترامب باغتياله فى عام 2020.
وقال مسؤولون استخباراتيون، إن إيران تنظر إلى هذه الانتخابات الرئاسية على أنها "ذات أهمية خاصة" لأمنها القومى، لكنهم لم يقولوا ما إذا كانت إيران لديها مرشح مفضل.
وعلق ترامب على التهديدات الإيرانية قائلا فى منشور على تروث سوشيال: "تهديدات كبيرة على حياتى من قبل إيران. الجيش الأمريكى بأكمله يراقب وينتظر. لقد اتخذت إيران بالفعل خطوات لم تنجح، لكنهم سيحاولون مرة أخرى. ليس وضعًا جيدًا لأى شخص. أنا محاط بمزيد من الرجال والبنادق والأسلحة أكثر مما رأيته من قبل".
وتابع: "شكرًا للكونجرس على الموافقة بالإجماع على المزيد من الأموال للخدمة السرية - صفر أصوات "لا"، ثنائية الحزبية تمامًا. من الجيد أن نرى الجمهوريين والديمقراطيين يجتمعون معًا بشأن شيء ما. الهجوم على رئيس سابق هو أمنية موت للمهاجم!".
ذكرت الصحيفة أن الكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب اقرا قانون من شأنه أن يمنح المرشحين الرئاسيين الرئيسيين مثل ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس نفس مستوى الحماية الذى يتمتع به الرئيس جو بايدن.
قدم السيناتور الجمهورى ريك سكوت بمشروع القانون للموافقة عليه بالإجماع، وقال: "نحن جميعًا نعلم سبب الحاجة إلى هذا التشريع. فى غضون 65 يومًا فقط.. كان الرئيس السابق ترامب هدفًا لمحاولتى اغتيال"، وتابع: "أنا فخور بقيادة هذا الجهد فى مجلس الشيوخ. أنا على الأرض اليوم لطلب الموافقة الفورية على قانون تعزيز الأمن الرئاسى حتى نتمكن من إرسال هذا الخير والضرورى إلى مكتب الرئيس بايدن حتى يصبح قانونًا".