استهل الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج زيارته للعاصمة الأمريكية واشنطن بلقاءات مكثفة مع عدد من أعضاء الكونجرس، حيث التقى كلا من السيناتور الديمقراطي "بن كاردن" رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، والنائبة الديمقراطية "كاثرين كلارك" محفز الأقلية الديمقراطية بمجلس النواب، والسيناتور الجمهورية "سوزان كولينز" زعيمة الأقلية بلجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ، وذلك في لقاءات منفصلة.
وأوضح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والهجرة أن وزير الخارجية تناول مختلف جوانب العلاقات الثنائية، حيث أكد على خصوصية الشراكة الاستراتيجية المصرية- الامريكية التي تمتد لعقود وتحقق المنفعة المتبادلة، وتناول في هذا السياق إطلاق جولة جديدة من الحوار الاستراتيجي بين البلدين بالقاهرة.
وحرص وزير الخارجية خلال لقاءاته على التأكيد على أهمية تعزيز التعاون بين مصر والولايات المتحدة في المجال الاقتصادي، بما في ذلك من خلال زيادة حجم الاستثمارات الأمريكية في البلاد، والتنسيق الجاري مع غرفة التجارة الأمريكية لاستضافة القاهرة لمنتدى مستقبل مصر الاقتصادي العام المقبل، بما يمثل نقلة نوعية في معدلات التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين.
واستعرض الوزير بدر عبد العاطي الخطوات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية للارتقاء بالمنظومة الحقوقية في مصر وشملت إصدار الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان ومراجعة التشريعات المتعلقة بقانون الإجراءات الجنائية، فضلاً عن الانجازات المتحققة على صعيد حقوق المرأة والحريات الدينية.
وأضاف السفير خلاف أن لقاءات وزير الخارجية تناولت الازمات بالإقليم، وأشار في هذا السياق إلى الاضرابات غير المسبوقة التي تشهدها الدول الحدودية مع مصر، وهو ما ينعكس على زيادة حدة المخاطر والعواقب الاقتصادية والأمنية عليها. واستعرض د. عبد العاطي تداعيات الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، مؤكداً على موقف مصر الرافض لأي شكل من أشكال التهجير للفلسطينيين، أو تصفية القضية الفلسطينية، وضرورة انسحاب إسرائيل من الجانب الفلسطيني من معبر رفح ومن محور "فيلادلفيا" بما يسمح باستئناف تدفق المساعدات الإنسانية.
كما أكد على ضرورة العمل على تجنب اتساع نطاق الصراع في المنطقة نتيجة استمرار الممارسات والسياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المُحتلة، مستعرضاً الجهود المكثفة التي تبذلها مصر مع مختلف الأطراف لحثهم على عدم التصعيد وضبط النفس.
وحرص د. عبد العاطي على التطرق لملف السودان مؤكداً على موقف مصر الداعم لمؤسسات الدولة السودانية، باعتباره السبيل الوحيد لاستعادة الاستقرار والأمن في البلاد، وأهمية تكثيف الدعم الإنساني للسودان ووفاء الشركاء الدوليين بتعهداتهم. كما شهدت اللقاءات التطرق إلى ملفات ليبيا وأمن الملاحة في البحر الأحمر.
في ذات السياق، أجرى وزير الخارجية مباحثات مع النائب الجمهوري "مايك روجرز" رئيس لجنة الخدمات العسكرية بمجلس النواب، والنائب الجمهوري "ماريو دياز- بالارت" رئيس اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية بمجلس النواب والرئيس المشارك لتجمع أصدقاء مصر بالكونجرس، والسناتور "ليندسي جراهام" زعيم الأقلية باللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية بمجلس النواب.
كما استعرض الوزير عبد العاطي مع أعضاء الكونجرس أبرز التطورات التي تشهدها العلاقات الثنائية، والتطورات الإيجابية التي تشهدها مصر على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.
وحرص الوزير عبد العاطي على استعراض جهود الدولة في تطوير الحقوق السياسية والمدنية وجهود الإصلاح الاقتصادي.
وألقى الضوء على تركيز مصر على جذب الاستثمارات الأجنبية استناداً على الفرص التي يوفرها الاقتصاد المصري في العديد من المجالات مثل صناعة الأدوية والطاقة والطاقة الجديدة والمتجددة.
وأضاف السفير خلاف أن لقاءات وزير الخارجية شهدت استعراض الدور الذي تضطلع به والجهود التي تبذلها على صعيد التوصل لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة، مشدداً على ضرورة تكثيف الجهود من أجل إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع، وبما يتناسب مع حجم الكارثة الإنسانية التي فرضتها إسرائيل.
وأكد د. عبد العاطي على أهمية العمل على إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وخلق أفق سياسي لأبناء الشعب الفلسطيني، بما يكفل لهم استعادة حقوقهم المشروعة وعلى رأسها حقهم في تقرير المصير.
ومن جانبهم، حرص أعضاء الكونجرس على الإشادة بدور مصر الإقليمي الهام، وما تضطلع به من جهود على صعيد حفظ السلم والأمن الإقليميين.
إلى ذلك، اختتم الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج لقاءاته مع 12 عضواً بالكونجرس الأمريكي بلقاء كل من النائب "ستيف سكاليز" زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس النواب، والسناتور "جون اوسوف" عضو لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ والسناتور "كريس فان هولن" عضو اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية بمجلس الشيوخ، وذلك يوم الخميس 19 سبتمبر.
وأوضح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والهجرة أن لقاءات وزير الخارجية أتاحت الفرصة لاستعراض كافة جوانب العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية، وما شهدته مصر من تقدم على صعيد حقوق الإنسان، كما عكست اللقاءات إدراكاً متزايداً من أعضاء الكونجرس للدور المصري البناء في المنطقة، والتطورات التي تشهدها على مختلف الأصعدة، والخطى الحثيثة التي تخطوها لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة على الرغم من الاضطرابات الجسيمة التي يعاني منها الشرق الأوسط.