هل تتسبب إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن في توريط العالم بحرب عالمية ثالثة قبل مغادرتها للسلطة، وهل تعمد بايدن وفريقة تصعيد الأوضاع بين روسيا وأوكرانيا قبل وصول دونالد ترامب للبيت الأبيض لتعقيد مهمته في تسوية الحرب بينهما كما وعد في حملته الانتخابية، أسئلة كثيرة تردد في الأوساط السياسية عقب منح واشنطن الضوء الأخضر لأوكرانيا بضرب العمق الروسى بصواريخ أمريكية بعيدة المدى، وهو ما ترتب عليه تصعيد قد تكون نتائجه غير محسوبة.
واستخدمت أوكرانيا أمس الثلاثاء صواريخ ATACMS الأمريكية لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، وذلك بعد سماح إدارة الرئيس بايدن باستخدام هذه الصواريخ الأطول مدى التي زودت بها كييف، وتزامن الهجوم مع اليوم الألف لاندلاع الحرب، وقالت روسيا إن قواتها أسقطت خمسة من بين ستة صواريخ استهدفت منشأة عسكرية في منطقة بريانسك، وأشارت إلى أن حطام أحد الصواريخ تسبب في حريق تم إخماده دون وقوع إصابات أو أضرار كبيرة.
وكشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن بايدن، سمح بتزويد أوكرانيا بالألغام الأرضية المضادة للأفراد، وأكد مسئولان أمريكيان بأن الرئيس بايدن سمح بتزويد أوكرانيا بالألغام الأرضية المضادة للأفراد، وهي خطوة من شأنها أن تعزز دفاعات كييف ضد القوات الروسية المتقدمة، لكنها أثارت انتقادات من مجموعات الحد من الأسلحة.
الإجراءات الأمريكية قوبلت برد شديد اللهجة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذى قام بتوقيع عقيدة نووية جديدة تخفض العتبة اللازمة لاستخدام الأسلحة النووية لتشمل الرد على هجمات تهدد سلامة أراضي روسيا، واعتبرت موسكو أن استخدام هذه الصواريخ لا يمكن أن يتم بدون دعم عملياتي أمريكي مباشر، مما قد يجعل واشنطن طرفًا مباشرًا في الحرب ويستدعي ردًا روسيًا.
وقالت الوثيقة التي وقعها الرئيس بوتين : "من أجل تحسين سياسة الدولة الروسية في مجال الردع النووي، أصدر مرسوما: للموافقة على الأسس المرفقة لسياسة الدولة الروسية في مجال الردع النووي"، بحسب ما نقل موقع سبوتنيك الإخباري الروسي.
وجاء في الوثيقة التي وقعها بوتين: "سياسة الدولة في مجال الردع النووي دفاعية بطبيعتها، وتهدف إلى الحفاظ على إمكانات القوات النووية عند مستوى كافٍ لضمان الردع النووي، وتضمن حماية سيادة الدولة وسلامة أراضيها، وردع إي عدو محتمل من العدوان على روسيا الاتحادية و(أو) حلفائها، وفي حالة نشوب نزاع عسكري - منع تصعيد الأعمال العدائية وإنهائها بشروط مقبولة لروسيا أو حلفائها".
وأضافت: "يعتبر عدوان أي دولة من التحالف العسكري ضد روسيا أو حلفائها عدوانا من قبل هذا التحالف ككل".
وتلك الخطوة تعني أن بوتين وقع على مرسوم يوسع إمكان اللجوء إلى السلاح النووي، تزامن هذا التصعيد مع مخاوف بشأن مستقبل الدعم الغربي لأوكرانيا، خاصة مع عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث ينتظر أن يؤثر ذلك على مسار الحرب.
وندّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بموقف روسيا "التصعيدي" في الحرب في أوكرانيا، مؤكدا أن للصين دور مهم في تجنب التصعيد النووي، وذلك بعدما خفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحد الذي يمكن عنده توجيه ضربة نووية، داعيا روسيا إلى التعقّل بعدما أعلن تعديل العقيدة النووية لموسكو.
وأضاف ماكرون: "هناك مسؤوليات تقع على عاتقها (روسيا) بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة"، وشدد على أن "روسيا أصبحت اليوم قوة مزعزعة للاستقرار في العالم".
ودعت الصين، اليوم الاربعاء، إلى "الهدوء" و"ضبط النفس" غداة إصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما يوسع إمكانية استخدام الأسلحة النووية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان خلال مؤتمر صحفي إنه "في الظروف الحالية، يجدر بجميع الأطراف الحفاظ على الهدوء وإظهار ضبط للنفس من خلال العمل معا عبر الحوار والتشاور لتهدئة التوتر".
وتحسبا لرد روسى أعلنت الخارجية الأمريكية اليوم أنها اتخذت قرارا بغلق السفارة الأمريكية في العاصمة الأوكرانية كييف بناء على معلومات تحدثت عن احتمال شن "هجوم روسي كبير" اليوم، واضاف البيان أنه "من باب توخي الحذر، ستغلق السفارة، وتم إصدار توجيهات لموظفي السفارة بالاحتماء في أماكنهم".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أوكرانيا ستخسر الحرب أمام روسيا إذا توقفت الولايات المتحدة عن مساعدة بلاده، مضيفا "إذا قطعوا (المساعدات) أعتقد أننا سنخسر، بالطبع، سنبقى، سنقاتل ولكن أعتقد أن هذا ليس كافيًا للبقاء على قيد الحياة".