بعد مرور يومين على سريان اتفاق وقف إطلاق النار، لا تزال العائلات والأسر التى هجرت تحت نيران القصف تلملم أمتعتها للعودة إلى منازلهم فى أجواء تعلوها الفرحة رغم الدمار الذى يحيط بهم من كل مكان.
عبر العائدون عن فرحتهم برفع أعلام لبنان وإطلاق الزغاريد والبعض الآخر حرص على التقاط صور سيلفى مع الدبابات.
وبالمقابل حظر الجيش الإسرائيلي، في بيان له الخميس، عودة سكان 10 قرى جنوب لبنان إلى منازلهم، مهددا باستهدافهم وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي: "بيان عاجل إلى سكان لبنان، حتى إشعار آخر يحظر عليكم الانتقال جنوبا إلى خط القرى التالية ومحيطها وأيضا داخل القرى نفسها: شبعا، الهبارية، مرجعيون، أرنون، يحمر، القنطرة، شقرا، برعشيت، ياطر، المنصوري".
وأكد الجيش الإسرائيلي قائلًا "قواتنا تنتشر في جنوب لبنان وتقوم بالتعامل مع أي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار"، مشيرا إلى أنه تم رصد وصول مشبوهين بعضهم بمركبات لمناطق بجنوب لبنان ما يشكل خرقا للاتفاق.
وعلى الصعيد الميدانى، رغم الهدوء الذى رافق سريان اتفاق وقف اطلاق النار إلا أن القصف الإسرائيلى تجدد فى بلدة عيتا الشعب ومدينة بنت جبيل، تبعه قصف ببلدة مركبا ما نتج عنه إصابة شخصين، وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن مسيرة تابعة لسلاح الجو قصفت سيارة في قرية مركبا جنوب لبنان لإبعادها عن منطقة الحظر.
وأطلقت القوات الإسرائيلية 5 قذائف مدفعية قرب بوابة فاطمة في بلدة كفركلا لترهيب مواطنين حاولوا الدخول إلى البلدة.
كما استمرت أصوات إطلاق نار مستمر منذ فجر الخميس في مارون الراس، ومناطق أخرى بجوار عيترون محيط المالكية في جنوب لبنان. كما سمع صوت انفجار في كفرشوبا وتواردت أنباء عن تموضع دبابات للعدو الإسرائيلي مقابل البلدة وفق موقع "النشرة" اللبناني.
فيما نقلت رويترز أن حزب الله فقد تقريبًا 4000 عنصر خلال الحرب.
وعلى صعيد الترتيبات ما بعد وقف إطلاق النار، قد أكد نجيب ميقاتى رئيس مجلس الوزراء اللبنانى؛ أن المجلس بصدد دراسة الخطة التى تسلمها من قيادة الجيش اللبناني بشأن الانتشار جنوبا وفق مقتضيات القرار 1701؛ قبل تنفيذها، مؤكدًا ثقة لبنان حكومة وشعبا في قدرات الجيش على التعامل مع هذه المرحلة الدقيقة والمهمة.
على الصعيد نفسه، وصل المبعوث الفرنسى جان ايف لو دريان، لبحث تطورات ما بعد وقف إطلاق النار والمسار السياسي وملف انتخاب رئيس جديد للبنان.
وفى إطار زيارته التقى لودريان مع نجيب ميقاتى ونبيه بري رئيس البرلمان اللبنانى، كما التقى مع ممثلى الكتل النيابية البارزة في لبنان كما التقى مع نواب "اللقاء التشاوري المستقل".
كما عقد مجلس النواب جلسة عامة التي أعلن خلالها تحديد موعد الـ9 من يناير المقبل لعقد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية وأيضًا تمت مناقشة التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون.
ومن جانبه حث جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي؛ على ضرورة دعم الجيش اللبناني حتى يضطلع بمسؤولياته قائلًا إن الجيش اللبناني بحاجة ماسة للدعم حتى يتحمل مسؤولياته.