أسابيع قليلة تفصلنا على احتفال الكنيسة بـ عيد الميلاد المجيد، فالروحانيات والفرحة العالية يشعر بها الشمامسة والكهنة والقساوسة والآباء فى الكنيسة عند ارتدائهم ملابسهم الخاصة بهم فى القداسات المختلفة بالأعياد التى تتسم بالطقس الفرايحى وأعياد الطقس الحزين، وأضعاف هذه الفرحة تتمثل فى أطفال الكنيسة وقت المعمودية وارتداء الزى الخاص بالشماس.
وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد الميلاد المجيد يوم 7 يناير من كل عام، حيث يترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس عيد الميلاد المجيد مساء يوم 6 يناير المقبل، بكاتدرائية "ميلاد المسيح بالعاصمة الأدارية الجديدة، ومن المقرر أن يشارك في الحضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين ورجال الدولة.
زى البابا تواضروس الثانى
ويعتبر الملابس الكهنوتية التى يرتديها البطريرك جزءًا من طقوس القداس ولها أصول فى العقيدة والتقليد الكنسى، حيث إن الزى الكهنوتى فى المسيحية له أصول تاريخية.
ويتكون زى البابا من 11 قطعة هى: "التونية والبطرشيل والزنار والكمام والصاكوس والحجِر والأموفوريون والصليب والأنكلوبيون والتاج وعصا الرعاية".
1. التونية "هى قميص طويل ينسدل حتى القدمين".
2. الزنار (الأوراريون) "قطعة نسيج طويلة تشبه الزنار".
3. الأكمام "قطعتا قماش عريضتان عليهما صليبان صغيران".
4. البطرشيل "قطعة نسيج طويلة وعريضة يلبسها على العنق".
5. الحجر "قطعة نسيج مربعة الزوايا فى وسطها صليب أو صورة أحد القديسين".
6. الصاكوص "رداء الأسقف أو البابا وهو قميص واسع قصير وعريض الكمين".
7. أموفوريون "قطعة نسيج مستطيلة يرتديها الأسقف فقط على كتفيه وحول عنقه فوق الصاكوص".
8. الأنكولبيون "أيقونة السيد أو السيدة أو أحد القديسين مرصعة بالأحجار الكريمة".
9. الصليب "يتدلى صليب من معدن ثمين مرصع من على الرقبة".
10. التاج "زينة الرأس مستدير موشى بالتخاريم والأيقونات المقدسة ويعلوه صليب".
11. العكاز "عصا طويلة من المعدن أو الخشب، تعلوها حيتان يتوسطهما صليب صغير".
كاهن عام بالقاهرة
وقال الأب دوماديوس كاهن كنيسة مارجرجس بأسوان إن عيد الميلاد المجيد كل عام يتميز بالبهجة والألحان الممزوجة بالفرح، حيث تكتمل هذه الألحان بملابس تصاغ بخيوط ذهبية ويتداخل اللون الأبيض الناصع البياض مع الأحمر الذى يرمز لدم المسيح.
وأضاف الأب دوماديوس في تصريحات خاصة لليوم السابع أن الأب الكاهن في قداس عيد الميلاد المجيد يرتدى ملابس كهنوتية مثل الصدرة والبرنس والشماس يرتدى التونية المزينة بالصلبان والبطرشيل وتزين الكنائس بالورود احتفالا بعيد ميلاد السيد المسيح.
كاهن الكنيسة السريانية
ومن جانبه قال الأب فيليبس عيسى كاهن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مصر إن الزى الكهنوتى الخاص بالسريان يمتاز بالزخرفة والألوان الزاهية ففى كل قداس يكون هناك احتفال بذبيحة إلهية وكل أعياد الميلاد يسيطر عليها طقس الفرح ويكون لون الزى الكهنوتى باللون الأبيض ومائل إلى اللون الأحمر، كما يتمتع الزى الكهنوتى بالكنيسة السريانية بألوانه المختلفة ويعكس الحياة الكهنوتية المثمرة والمليئة بالثمار والمواهب.
يحل الليلة عيد الميلاد المجيد، الذي يحتقل به أقباط مصر، ويشاركهم كل الشعب المصري الاحتفال للمباركة والأخوة بينهم، ويتساءل كثير من الناس عن سر ارتداء الكهنة الملابس البيضاء في صلوات القداس بدل الزي الأسود، وتجيب «الوطن» في السطور التالية عن سر ارتداء الكهنة الملابس البيضاء في صلوات القداس.
سبب ارتداء الملابس البيضاء
وبحسب الطقس الكنسي، فإن السر وراء ارتداء الكهنة الملابس البيضاء فى صلوات القداس بدل الزي الأسود، يرجع إلى عدة أسباب منها:
1 – اللون الأبيض لائق بخدمة الله اللابس النور كثوب (مز 104: 1)، وهو قدوس وطاهر ومتره عن كل شر لباسه أبيض كالثلج وشعره كالصوف النقي (دا 7: 9)، ولما تجلى على جبل تابور "أضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور" (مت 17: 2).
2 – حين يظهر الملائكة للبشر يظهرون بشكل أبيض ناصع وجميل. ظهر ملاكان للنسوة عند القبر بعد قيامة الرب بلباس أبيض كالثلج (لو 24: 4)، ورأى يوحنا الأربعة وعشرين كاهنًا متسربلين بثياب بيضاء حول العرش الإلهي (رؤ 4: 4).
3 – رأى يوحنا المفديين في السماء واقفين أمام العرش متسربلين بثياب بيض وهم يخدمون الله نهارًا وليلًا (رؤ 7: 9).
4 – اللون الأبيض يرمز للطهارة والنقاوة والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب والتي يجب أن يقتنيها الكاهن والشماس والشعب وكل من يريد التقدم للأسرار المقدسة.
5 – قال الجامعة " لتكن ثيابك كل حين بيضاء ولا يعوز رأسك الدهن" (جا 9: 8) أي لتكن سيرتك نقية وأفكارك طاهرة.
6 – الملابس البيضاء أحد وعود الله للغالبين " من يغلب فذلك سيلبس ثيابًا بيضًا ولن أمحو اسمه من سفر الحياة" (رؤ 3: 5)، عندك أسماء قليلة في ساردس لم ينجسوا ثيابهم فسيمشون معي في ثياب بيض لأنهم مستحقون (رؤ 3: 4).
7 – جاء في قوانين الكنيسة "والثياب التي يقدس فيها الكهنة فلتكن بيضاء تليق بهذه الخدمة الجليلة، وسيدنا لما تجلى كانت ثيابه بيضاء كالنور واللون الأبيض هو شكل الملائكة عندما يظهرون للناس".
الاختلاف في توقيت الاحتفال
وأوضح القس بطرس عزيز، أمين لجنة الرعاة فى مجلس كنائس مصر في تصريحات خاصة، أن فكرة اختلاف التواريخ فى الأعياد المسيحية ليست اختلافا عقائديا، ولكن اختلافا فى التقويم فقط، ومما لا شك أن أى مواطن مسيحى يتمنى أن يتم توحيد توقيت الاحتفال بالعيد، وقادة الكنائس كلها تتمنى أن يكون توقيت الاحتفال بالعيد يوما واحدا فقط، ولكن بعض المواطنين قد يرونها تخلى عن الإيمان أو عن العقيدة فى حالة توحيد توقيت الاحتفال بالعيد.
وأضاف أن التقويم الميلادى أو اليوليانى الذى يعتمد عليه المصريون تعتمد عليه الكنيسة الأرثوذكسية فى مصر، فتحتفل بعيد الميلاد يوم 29 كيهك وكل الطقوس والممارسات الطقسية تسير بهذا التقويم وفى حالة تغيير موعد هذا اليوم سوف تتغير جميع تواريخ طقوس الكنيسة، فعيد الميلاد حسابه فى التقويم سهل على عكس عيد القيامة، فبعض الكنائس كانت تحتفل بعيد القيامة يوم 14 أو 16 نيسان على حسب ما يكون اليوم مناسب أى يوم من الأيام على مدار الأسبوع، والاختلاف فى عيد الميلاد أو القيامة من حيث التقويم اختلاف ثقافى فقط، وكان موجودا فى القرون الأولى اختلافات فى العيد نفسه وعلى الرغم من ذلك فالكنائس كانت مختلفة فى الاحتفال بعيد القيامة ولكن كانت كنيسة واحدة.