الأربعاء، 02 أبريل 2025 12:00 م

انتهاكات " الاحتلال" عرض مستمر.. قوات إسرائيل على أعتاب دمشق.. تل أبيب تستغل الأوضاع وتتوغل فى سوريا.. الجيش الإسرائيلي على بُعد 20 كيلومترًا من العاصمة.. نتنياهو يتحدى: الجولان ستظل إسرائيلية

انتهاكات " الاحتلال" عرض مستمر.. قوات إسرائيل على أعتاب دمشق.. تل أبيب تستغل الأوضاع وتتوغل فى سوريا.. الجيش الإسرائيلي على بُعد 20 كيلومترًا من العاصمة..  نتنياهو يتحدى: الجولان ستظل إسرائيلية الجيش الإسرائيلى
الثلاثاء، 10 ديسمبر 2024 06:00 م
كتبت آمال رسلان
 
48 ساعة فقط مرت على سقوط نظام بشار الأسد، استغلت خلالها إسرائيل الأوضاع وألغت اتفاقيات فض الاشتباك التى تم توقيعها فى 1974 وتوغلت فى المنطقة العازلة، وانتهكت الأراضى السورية وقصفت كافة مقدرات الجيش السورى، حتى أصبحت على أعتاب العاصمة دمشق.
 
وتوغل الجيش الإسرائيلي عسكريا في سوريا، الثلاثاء، لمسافة تصل إلى نحو 20 كيلومترا جنوب غرب دمشق، ووفقا لرويترز قال مصدر أمني ​​سوري أن القوات الإسرائيلية وصلت إلى منطقة قطنا التي تقع على مسافة 10 كيلومترات داخل الأراضي السورية إلى الشرق من منطقة منزوعة السلاح تفصل هضبة الجولان المحتلة عن سوريا.
وأفادت إذاعة "الجيش" الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، بأنّ سلاح الجو "هاجم 250 هدفاً في سوريا خلال الأيام الماضية"، في هجوم وصفته بأنّه "من أكبر الهجمات في تاريخنا".
كما نفذ سلاح البحرية الإسرائيلي الليلة الماضية عملية وصفت بالاستراتيجية وواسعة النطاق ضد البحرية السورية.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية فقد دمرت البحرية الإسرائيلية عددا كبيرا من السفن في مينائي البيضا واللاذقية بالاضافة إلى مخازن صواريخ بحر بحر.
ووفق مسؤولين أمنيين في إسرائيل فإن الهدف من العملية هو "منع وقوع القدرات والمعدات العسكرية في أيدي عناصر وصفتها بالمعادية".
ويأتي هذا ضمن عملية واسعة النطاق دمر خلالها سلاح الجو الإسرائيلي قواعد وطائرات سورية كطائرات طراز ميغ 29 وسوخوي ومروحيات في قواعد في جميع أنحاء سوريا.
كما دُمِّر مركز البحوث العلمية في دمشق التابع لوزارة الدفاع السورية والذي استهدفته غارات إسرائيلية مساء الاثنين، بشكل كامل.
 
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو :"حتى اليوم نمد يدنا لمن يريد أن يعيش معنا بسلام، وسنقطع اليد لمن يحاول أن يؤذينا"، وزعم أن السيطرة على هضبة الجولان يضمن لهم الأمن، متابعًا: "هضبة الجولان ستبقى جزءًا من إسرائيل. أمرنا الجيش بالسيطرة على قمة جبل الشيخ في سوريا".
وأكدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن تفسير الجيش الإسرائيلي لدخوله المنطقة المنزوعة السلاح على طول الحدود السورية، واستيلائه على الجانب السوري من جبل الشيخ، بعد سقوط نظام بشار الأسد، هو أنه لضمان الأمن فقط، مع أنه ثبت أن السيطرة على الأراضي لا تحسّن الأمن، ووصفت قرار نتنياهو بالتوغل في سوريا بالخطأ الفادح.
 
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، إن ما برر به رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو تلك الخطوة، إذ قال إن الجيش الإسرائيلي دخل الجانب السوري من مرتفعات الجولان لأن "الجنود السوريين تخلوا عن مواقعهم"، يعني التغيير في الوضع الراهن للأراضي المعترف بها على أنها تابعة لسوريا، وهو يخلق ذريعة جديدة للاشتباكات.
وكشفت الصحيفة أن نتنياهو غير قادر على الاكتفاء بالاعتبارات الأمنية، ولذلك سارع إلى خلق "صورة نصر" لنفسه على الحدود السورية، وقد حملت تصريحاته اللاحقة بذور المشاكل المستقبلية، وقال "هذا يوم تاريخي في تاريخ الشرق الأوسط"، موضحا أنه مع سقوط نظام الأسد "سقطت حلقة رئيسية من محور الشر الإيراني"، ومشيدا بنفسه معتبرا "هذه نتيجة مباشرة للضربات التي وجهناها لإيران وحزب الله"، ومؤكدا أن سقوط النظام يخلق "فرصا جديدة ومهمة للغاية لإسرائيل".
وشددت صحيفة هآرتس على أن الجمع بين "التاريخي" و"الفرص الجديدة" يشكل مزيجا خطيرا ومتفجرا وإشارة لمن يحلمون بتوسيع أراضي إسرائيل، وهو كل ما يحتاجون إليه لمحاولة تحقيق حلمهم، علما أن أعضاء اليمين المتطرف في الحكومة ووسائل الإعلام دعوا إلى احتلال جبل الشيخ السوري حتى قبل أن يتدخل الجيش.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو يدرك مخاطر السيطرة الطويلة الأمد على أراض لا تنتمي إلى إسرائيل، وقال ضباط في الجيش إن "الوضع في سوريا حاليا ليس تحت السيطرة، فهناك قوة متطرفة آخذة في الصعود، وعلينا أن نرى كيف يتطور هذا"، ولكن إدارة هذه المخاطر الأمنية من الممكن أن تتحول، في ظل حكومة غير مسؤولة ورئيس وزراء متهور، إلى خطأ تاريخي سيكلف إسرائيل غاليا.
وخلصت هآرتس إلى أن إسرائيل لا ينبغي لها أن تستغل هذه "الفرص الجديدة"، بل عليها أن تدافع عن نفسها ضد التهديدات الجديدة، وأن رئيس الوزراء المسؤول عن أعظم كارثة في تاريخ إسرائيل، سيكون أكثر حكمة إذا تخلى عن "صور النصر" السخيفة وأظهر قدرا أكبر من التواضع.
 

print