تبذل مصر جهودا حثيثة لاتمام إتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء معاناة المدنيين التي مستمرة منذ أكثر من 14 شهرا، حيث تقود مصر كل الجهود الممكنة لدعم القضية الفلسطينية والتصدي لمخطط تصفيتها، ودفع المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية للأشقاء الفلسطينيين".
وفى ظل الجهود الأخيرة خلال الأسبوع الماضى بدا واضحا ان بريق أمل يلوح في الأفق بقرب التوصل إلى اتفاق رغم أن هناك بعض المعوقات والملفات التي لازالت عالقة، إلا أن جميع الأطراف تؤكد على أن المبااحثات هذه المرة إيجابية ووجدية بين الطرفين بوساطة مصر وقطر وواشنطن.
وأعربت الولايات المتحدة عن "تفاؤل حذر" حيال إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مشيرة إلى خيبات الأمل السابقة، وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر للصحفيين، "أرى أن التفاؤل الحذر هو طريقة منصفة لوصف الوضع، رغم أن الواقعية تخفف منه كثيراً". ولفت إلى أنه "كانت هناك أوقات في الماضي عندما اقتربنا (من الاتفاق) واعتقدنا أن جسر الخلافات أمر ممكن، ولم نصل في نهاية المطاف إلى اتفاق".
وأضاف، أن "كل ما يمكن للولايات المتحدة القيام به هو الضغط ومحاولة التوصل إلى تسويات، لكن لا يمكننا إملاء خيارات كل طرف، على الطرفين اتخاذ هذه القرارات بنفسيهما".
وأكد موقع "أكسيوس" الأمريكي، أن كل من الولايات المتحدة وإسرائيل والوسطاء من مصر وقطر يحاولون التوصل إلى اتفاق قبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير، وبينما يقول المسؤولون الإسرائيليون إن تقدمًا قد تم إحرازه على مدار الأسبوعين الماضيين، لا تزال هناك فجوات كبيرة.
وكشف 3 مسؤولين إسرائيليين أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة قد لا يكون وشيكًا ومن المتوقع أن يستغرق عدة أسابيع أخرى، بالرغم من التقدم الكبير خلف الكواليس وتفاؤل كافة الوسطاء وأطراف الحرب في إمكانية وقف هذه الحرب قبل نهاية العام الحالي.
وقال مسؤول إسرائيلي مطلع على حالة المحادثات: "الفجوات لا تزال كبيرة، ولكن هذه الفجوات يمكن لفرق المفاوضات سدها، وهذا ما يحاولون القيام به الآن في قطر، على أية حال، لا يزال الطريق طويلا"، وقال مسؤول إسرائيلي كبير ثان مطلع على تفاصيل المفاوضات إن التصريحات المتفائلة التي أدلى بها وزراء الحكومة مثل وزير الدفاع يسرائيل كاتس في الأيام الأخيرة مبالغ فيها.
وقالت حماس في بيان أمس الثلاثاء، إن المحادثات في الدوحة "جدية وإيجابية"، مشيرة إلى أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ممكن إذا توقف الاحتلال عن فرض شروط جديدة.
فيما كشف تقرير لصحيفة هآرتس اليوم أن الطرفين لم يتوصلا لأي اتفاق، معتبرا أن التفاؤل بشأن ذلك سابق لأوانه، وسلط المحلل العسكري الأبرز في الصحيفة عاموس هرئيل الضوء على حقيقة ما يجرى في المحادثات، وقال: "كالعادة، يوصى بالتعامل مع التقارير المتفائلة بشأن التقدم غير المسبوق في المفاوضات بشأن صفقة الرهائن بقدر كبير من الحذر. لقد حدثت بالفعل تطورات إيجابية في الآونة الأخيرة، ولكن على حد علمنا، لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق بعد".
ويلفت المحلل العسكري لهآرتس إلى أن أجواء التفاؤل بالتوصل لاتفاق ترجع إلى تأثير الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي كرر بداية الأسبوع مطلبه بإتمام الصفقة بحلول الوقت الذي يتولى فيه منصبه في 20 يناير المقبل، وإلا "فسيكون الأمر سيئا ومريرا" على حد تعبيره. مشيرا إلى أن "جميع الأطراف تأخذ هذا على محمل الجد".
وأشارت الصحيفة في نفس الوقت إلى العقبة الرئيسية التي تقف دون التوصل للاتفاق، وهي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد استكمال المرحلة الثانية من الاتفاق ووقف الحرب، وقال "من الواضح لجميع الأطراف أن نتنياهو يريد العودة للقتال، ولا ينوي فعليا استكمال المرحلة الثانية والانسحاب الكامل من القطاع".
ويؤكد في هذا السياق أن الوسطاء يؤكدون لحماس أنه بمجرد موافقة إسرائيل على المضي قدما في الصفقة، فإنه سيكون من الصعب على الحكومة الإسرائيلية الانسحاب من تنفيذ المرحلة الثانية، بسبب ضغوط الولايات المتحدة والضغوط الداخلية من عائلات المختطفين.
ولفتت الصحيفة للضغوط التي يتعرض لها نتنياهو من شركائه في اليمين المتطرف، وعلى الأخص وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي يحذر من إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين بشكل عام، ويستمر في طموحاته بإطلاق مشروع استيطاني في قطاع غزة، فضلا عن تهديداته بتخريب إقرار الميزانية (في إطار مطالبته بإقالة المستشارة القانونية للحكومة المحامية غالي بهاراف ميارا).