في الوقت الذى تحل فيه أعياد الميلاد على العالم بالفرحة والبهجة خيمت على دول المنطقة حالة من الصمت والجراح خلفتها الحروب الإسرائيلية على غزة ولبنان، بينما تحاول سوريا لملمة شتات نفسها بعد الأحداث الجسام التي شهدتها منذ بداية ديسمبر حيث سقوط نظام بشار الأسد وعدم وضوح ملامح المرحلة المقبلة بعد.
وفى الاراضى السورية يتحسس المسيحيون خطواتهم الاحتفالية التي تأتى في كنف إدارة جديدة انسلخت من منظمات وتنظيمات إرهابية، مما ولد شعور بالخوف من حقوقهم في ممارسة طقوسهم وصلواتهم في تلك الأيام والاحتفال في الشوار كما كان سابقا، وعزز هذا الشعور قيام بعض المسلحين على حرق شجرة عيد الميلاد في السقيلبية في حماة إلا أن مسؤولاً في إدارة العمليات العسكرية، إلى جانب رجال دين من الطائفة المسيحية، أكد للأهالي أن الذين أضرموا النار بالشجرة مسلحون ليسوا سوريين، مشدداً على أنهم سينالون عقاباً كبيراً.
وحاولت الحكومة السورية المؤقتة، احتواء الأزمة حيث أعلنت عن عطلة رسمية جديدة يومي 25 و26 من شهر ديسمبر الجاري بمناسبة احتفالات عيد الميلاد السنوية، ووفقا لوسائل الاعلام السورية، قالت الحكومة السورية في بيان لها: "تُمنح عطلة رسمية لجميع العاملين في المؤسسات الحكومية يومي الأربعاء والخميس الموافقين 25 و 26 ديسمبر 2024، وتراعى الوزارات والجهات العامة التي تتطلب طبيعتها أو ظروفها استمرار العمل".
وكان أحمد الشرع قائد الفصائل التي سيطرت على الحكم في سوريا أكد أن مجموعته ستحمي الأقليات والطوائف الدينية في سوريا.
أما القدس فللعام الثاني على التوالي، لن يتم وضع شجرة عيد الميلاد في بيت لحم، مسقط رأس السيد المسيح، وقال رئيس بلدية بيت لحم أنطون سلمان في مؤتمر صحفي، السبت الماضى، إن مدينة بيت لحم التي تحتلها إسرائيل تعرضت "لعزلة شديدة" منذ بدء الحرب في غزة العام الماضي بسبب القيود المفروضة وتعليق السياحة وإغلاق أبوابها أمام الحجاج وتعطل الاقتصاد.
وجاء في بيان نقلا عن سلمان: "ستقتصر احتفالات عيد الميلاد هذا العام على الصلوات والطقوس الدينية تضامنا مع الفلسطينيين في غزة وفي جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية، ورفضا للقمع والظلم الذي يتحملونه".
أما الوضع في لبنان فلم يختلف كثيرا عن القدس وسوريا، حيث تأتى الاحتفالات وسط خروقات مستمرة من إسرائيل لاتفاق وقف اطلاق النار، كما تُحاول منع سكان جنوب لبنان من العودة إلى حياتهم الطبيعية، إلا أن السكان يحاولون الاحتفال حيث تقوم كنيسة مار جريس للروم الملكيين الكاثوليك في بلدة دردغيا، بتنصيب شجرة عيد ميلاد صغيرة بين الحجارة المتساقطة ممّا تبقى من الكنيسة، التي تعود إلى القرن الثامن عشر، في رسالة تحدٍ وأمل وايمان.
وبعد أن كانت مركزًا نابضًا بالحياة، حلّ الخراب على الكنيسة بعد غارة جوية إسرائيلية في أكتوبر الماضي، وفي محاولة لإعادة الحياة إلى طبيعتها مع اقتراب عيد الميلاد، قام عامل البلدية جورج إيليا بنصب شجرة متواضعة وبسيطة بين ركام الكنيسة.
وتنتشر الزينة في المناطق المسيحية من بيروت، حيث تحرص المجتمعات على الاحتفال بعد أسابيع من إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، وكانت الرحلات الجوية محجوزة بالكامل حيث عاد الناس للاحتفال بعيد الميلاد مع العائلات وفُتحت أسواق الأعياد في مختلف الأحياء.
ويُواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، حيث استهدف صباح اليوم الثلاثاء، مجموعة من الأشخاص قرب المدرسة الرسمية في بلدة الطيبة جنوبًا ما إدى إلى استشهاد شخصين وجرح آخر، كما أقدمت قوات الاحتلال على تفجير عدد من المنازل في بلدة الناقورة، ومنطقتَي البستان والزلوطية في قضاء صور.